دعا النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي جمال زحالقة الى محاكمة الزعيم الروحي لحزب «شاس» الديني المتطرف عوفاديا يوسف الذي حوّل أحد دروسه الدينية الى منبر إساءة للإسلام والمسلمين، وذلك بعد سلسلة الفتاوى المتطرفة التي أطلقها حاخامات تستهدف الفلسطينيين. ففي هجوم غير مسبوق ومع تنامي نزعة التطرف الرسمية والمؤسسية من قبل سلطات الاحتلال وصف الحاخام المتطرف عوفاديا يوسف المسلمين بأنهم «حمقى وأغبياء» وأن دينهم «قبيح» حسب زعمه. تطاول وجاء تطاول الحاخام على الدين الاسلامي حين كان يشرح لجمهور مستمعيه كيف يشترط الدين اليهودي عودة المطلقة الى زوجها دون أن تتزوّج من رجل آخر ليضيف أن الدين الاسلامي يقضي بعكس ذلك. وتابع يوسف متحدثا عن المسلمين «إنهم أغبياء ودينهم قبيح مثلهم» حسب زعمه. وهذه ليست المرة الاولى التي يتهجم فيها يوسف على المسلمين وينعتهم بأوصاف بذيئة وعنصرية. واعتبر زحالقة أقوال الحاخام تصريحات عنصرية ضد العرب والمسلمين وهي فعل جنائي يعاقب عليه القانون، وقال «إن هذا الحاخام معروف بعنصريته، وهو من الذين يغذون العنصرية، وما يقوله ليس مجرد كلام، بل له الكثير من الأتباع الذين يأخذون كلامه كأنه مقدس». وقال زحالقة إن العنصرية ليست مجرد كلام، ولا تقع في اطار حرية التعبير عن الرأي بل هي فعل جنائي يجب أن يعاقب عليها القانون. ودعا إلى تقديم يوسف للمحاكمة بتهمة التحريض العنصري. وأضاف: هذا الحاخام حظي باحترام كبير في مصر حين كان حاخاما لليهود هناك. وللتذكير فقد دعاه الرئيس المصري حسني مبارك قبل عدة سنوات حتى يفتي في مسألة مرور شارع هام في القاهرة يمر عبر مقبرة يهودية، وقد أفتى بمرور جسر كبير فوق المقبرة، فأنجزت السلطات المصرية جسرا تكلّف بعشرات الملايين من الدولارات، وهذا يدل على مدى احترام الاسلام للديانات الأخرى، وهو يقابل هذا الاحترام بكلام بذيء وعنصرية مقرفة وفي نهاية المطاف الإناء بما فيه ينضح. وخلص زحالقة إلى القول: عوفاديا يوسف يعتبر أهم مرجعية دينية في إسرائيل، وله حزب سياسي (شاس) يمتثل له وبمقدوره إقامة وإسقاط حكومات، وحزب (شاس) له 11 عضو كنيست وعدد من الوزراء، وعليه فهو ليس مجرد حاخام على الهامش السياسي والديني، بل هو في مركز النظام السياسي والمرجعية الدينية». من جانبه، قال محمد زيدان، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في تصريح لموقع «فلسطينيو 48» الالكتروني، إن هذا الرجل يعاني من الكبر، وأصبحت تصريحاته غريبة وغير ملتزمة. فساد إسرائيل وفي سياق متصل حمّل وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطيني عيسى قراقع سلطات الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال بعد صدور فتوى يهودية متطرفة تبيح قتلهم واصفا هذه الفتوى بأنها تعكس فساد اسرائيل. وقال قراقع إن «وزارة شؤون الأسرى والمحررين تنظر الى نزعة التطرف الرسمية والمؤسسية من قبل سلطات الاحتلال بعين الخطورة، لما يشكّله ذلك من ادخال المنطقة في دوامة من الصراع الدموي بشكل رسمي ممنهج وكأنه اعلان حرب حقيقية على الشعب الفلسطيني ورموزه النضالية المتمثلة في الاسرى». وحذّر قراقع من خطورة هذه التجريحات والفتاوى التي تعكس مدى الفساد الثقافي والفكري والأخلاقي لدى المؤسسة الرسمية في اسرائيل، مشيرا الى ان النزعة العنصرية ضد الاسرى ليست جديدة فقد سبق ان طالب وزير الخارجية في حكومة الاحتلال أفيغدور ليبرمان بإلقاء الأسرى في البحر، كما دعا مدير السجون السابق يعقوب جانوب الى قتل الأسرى.