اختتمت مساء الأحد الدورة الثالثة للمسرح الجديد بقبلي الذي تنظمه المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث بقبلي والتي افتتحت يوم الجمعة 11 ديسمبر وتواصلت فعالياتها بين دور الثقافة في الولاية بتقديم مجموعة من العروض المسرحية كانت فاتحتها «زريعة ابليس» لحافظ خليفة انتاج فن الضفتين و «الحمل وبرج الثور» لمركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف «وعبد الجبار حل الكتاب» لمركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة و «حسناء القصر» للمركز الوطني لفن العرائس ومسرحيات من انتاج جمعيات الهواة في الجهة وهي «اذا خرفت» و «مذكرات جندي» لجمعية المسرح النفزاوي و «مدينة المطر» لجمعية مسرح المدينة بجمنة. وتضمن البرنامج معرضا لجوانب من تاريخ المسرح التونسي فيها ابرز محطات التجربة المسرحية في قفصة من خلال تاريخ المركز وفرقة قفصة وكذلك التجربة المسرحية في صفاقس من خلال تجربة فرقة صفاقس ومركز الفنون وتجربة المسرح النفزاوي بقبلي وشركة فن الضفتين وهي أول شركة مسرحية تؤسس في الجهة كما تضمن البرنامج تربصا في الدمى والعرائس أشرف عليه منذر العابد وفوزية بن منصور وتربّصا في فن الممثل أشرف عليه حافظ خليفة. المحطة الأبرز في المهرجان هي الندوة الفكرية التي أدارها الدكتور محمود الماجري مدير المعهد العالي للفن المسرحي وقدم خلالها الدكتور عز الدين العباسي والدكتور أبو بكر خلوج مداخلتان حول المسرح التونسي على مشارف المائوية الثانية المداخلات اهتمت بأسئلة المسرح التونسي وتطور الممارسة المسرحية التونسية اذ ان تونس من البلدان العربية التي عرفت مبكرا التجربة المسرحية وأكبر شاهد على ذلك المسارح الرومانية الموزعة بين قرطاج ودقة وسبيطلة وبلاريجيا وغير ذلك من المدن ومن هذه الأرضية انطلق المسرح التونسي وهو ما شكل ويشكل عنصر ثراء كبير وتنوع في التجربة المسرحية التونسية. ويذكر ان ولاية قبلي تنظم كل عام ثلاثة مهرجانات مسرحية بدعم من المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث في دوزوقبلي ومهرجان للفرجة بجمنة وهي معروفة بارثها المسرحي الكبير الذي أسس له خريجو جامع الزيتونة في الأربعينات في مدينة دوز ثم تواصلت التجربة مع فرقة بلدية دوز للتمثيل التي تعتبر من أنضج التجارب المسرحية منذ ربع قرن.