يخضع جميع الطلبة المنتفعين بالسكن الجامعي العمومي الى النظام الداخلي لمؤسسات الخدمات الجامعية وهو الذي ينظم علاقتها بهؤلاء المقيمين ويضبط جميع الشروط والتراتيب الخاصة للانتفاع بحق السكن الجامعي هذا ما يبرر ضرورة الاستظهار بوثيقة ممضاة من طرف الطالب أو الطالبة عند التسجيل بكافة هذه المؤسسات تثبت حسن اطلاعه على فحوى هذا القانون الذي شهد تنقيحا في بعض فصوله خلال السنة الجامعية الجديدة. ولمزيد إفادة الطلبة المنتفعين بالايواء الجامعي بأهمية احترام محتوى ما يشير اليه القانون في بعض فصوله وكيفية قضاء سنة جامعية مريحة داخل هذه الفضاءات العمومية يتعين على كل مقيم أو مقيمة معرفة ما يلي: المبدأ العام وحق السكن الجامعي شهد قطاع التعليم العالي في السنوات الاخيرة نموا سريعا أدى الى انتشار شبكة كبرى من مؤسسات التعليم العالي بكافة ولايات الجمهورية هذا التطور قابله بالتوازي إحداث عدة أحياء ومبيتات جامعية لاستقطاب جميع الطلبة الجدد وتوفير أماكن للسكن داخل هذه المراكز رغبة من سلطة الاشراف في المحافظة على المبدإ العام في تأمين الاقامة الجامعية لمستحقيها وأينما يزاولون دراستهم الجامعية وهو ما ينص عليه الفصل 5 من قانون الايواء الجامعي حيث تسند الموافقة على السكن الجامعي لسنة جامعية واحدة مع امكانية التجديد بالنسبة الى الطالبات حسب الشغور المتوفر وبعد تقديم مطلب في الغرض لاحد دواوين الخدمات الجامعية المعنية. ضرورة الانسجام والتأقلم للعيش وسط المجموعة كثيرا ما يجد الطالب أو الطالبة الجديدة صعوبة في التأقلم للعيش داخل فضاءات المبيتات والاحياء الجامعية ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها: عدم الاعتياد في الابتعاد عن العيش خارج الاسرة وخاصة منهم الفتيات. عدم التأقلم بسرعة مع المحيط الجديد بسبب اختلاف طريقة العيش المعتادة وتنوع العادات والسلوك الفردية لكل فرد. عدم الانفتاح والتردد في الانسجام مع المجموعة مما يولّد الاحساس بالضيق والشعور بالقلق الدائم. لذا يتعين على كل مقيم أو مقيمة العمل على تجنب هذه الحواجز والقدرة على الانصهار للعيش وسط محيط جديد من خلال انفتاحه على معرفة سائر العادات والسلوك والتعوّد على طريقة عيش جديدة مختلفة تتطلب واقعا جديدا ومناخا يسوده مبدأ التعاون والشعور بالمسؤولية. وتبقى الطريقة المثلى في السكن الغرفة تحتاج الى محاولة اختيار الشريك المناسب وإن تعذّر ذلك يتعين ربط علاقة مبنية على الحوار والاحترام والتفاهم مع نبذ الانانية والتنازل عن بعض السلوكيات الفردية التي تعوّد على عيشها الفرد داخل الاسرة حتى يحصل الانسجام الجماعي. وللاشارة يجب على كافة المقيمين معرفة أن الاقامة الجامعية تكون لفترة ظرفية وليست دائمة حيث لا يبقى منها سوى ذكريات راسخة في ذهن كل شخص يمر بفتراتها بكل أفراحها وأتعابها أنها متعة الشباب. احترام القانون والتراتيب الداخلية لكل مؤسسة قانون النظام الاساسي لمراكز الايواء الجامعي هو أحد المراجع الترتيبية المعتمدة لتسيير هذه المؤسسات وهو ما يدعو جميع الطلبة المنتفعين للعمل على فهم أحكامه وفصوله ومعرفة حقوقه وواجباته. وباحترام هذا القانون يتجنب كل مقيم أو مقيمة ما من شأنه أن يعرّضه للعقوبات والتتبعات خاصة وأن الفصل 23 ينص على أن كل مخالف لهذا القانون يعرّض نفسه للانذار الكتابي من إدارة المؤسسة مع إعلام الولي بذلك وفي حالة العود يطرد المقيم من مؤسسة الاقامة ويحرم من الانتفاع بخدمات المؤسسات الجامعية الاخرى. ولحسن قضاء إقامة مريحة يتعين على كل مقيم الشعور بالمسؤولية وإدراك واجباته وهو مدعو لاحترام القانون والالتزام بحسن السلوك في التواصل مع الآخرين مع المحافظة على المعدات المتوفرة بالمبيت والتجهيزات العمومية إضافة للمحافظة على النظافة داخل الغرفة والمساهمة في الاقتصاد في استهلاك الماء والنور الكهربائي لما تستنزفه من اعتمادات عمومية كبرى هذا السلوك هدفه السعي الى ترسيخ روح المواطنة والتعوّد على الشعور بالمسؤولية والتحلي بالقيم الاخلاقية الرفيعة بكل إدراك ووعي لدى هذه الشريحة والابتعاد عن كل ما يسبب الازعاج لبقية المقيمين لأن عدم الاستقرار واللامبالاة وحالات التهور لها تأثيرات سلبية على نتائج الدراسة. استغلال الانشطة الثقافية بالمبيتات للحد من التوتر أصبحت مراكز الخدمات الجامعية فضاءات متعددة ومتنوعة لممارسة شتى أنواع الهوايات والمشاركة في تنشيط الحركة الثقافية بكل ولاية وهو ما جعل العديد من المعارض والمهرجانات الطالبية الدولية والوطنية تتمتع بمكانة محترمة ومتابعة من طرف وسائل الاعلام وتحظى بعناية فائقة من طرف سلطة الاشراف. والنوادي الثقافية هي فرصة للطالب لابراز قدراته ومواهبه في مجال سائر الفنون وهو ما جعل العديد من الاعمال ترتقي الى الابداع ولها مواصفات احترافية. مما يجعلنا نعتقد بأن استغلال هذه النوادي والمشاركة ضمنها يبعد الطالب والطالبة عن جميع أنواع التوتر والانكماش ويساهم في الانسجام الجماعي قصد توظيف تلك القدرات والمهارات الطالبية في الاعمال الثقافية الناجحة. إضافة لذلك توجد بكل ولاية مراكز متخصصة للنشاط الثقافي والرياضي تعمل على استيعاب كافة الطلبة وتوفير نوادي اختصاص وندوات فكرية وعلمية وتواكب المناسبات الثقافية ذات الخصائص الجهوية وأصبحت تساهم في البرامج الدورية ضمن الشبكات الثقافية لكل موسم. نكهة النجاح في مجابهة المصاعب والاعتماد على النفس تبقى الحياة الطالبية احدى المراحل الممتعة في حياة الانسان رغم وجود العديد من المصاعب التي يتعرض لها الطالب خلال كل سنة دراسية من مشاق في التنقل بين الكلية والمطعم والمبيت ونقص في المصاريف اليومية وبعد عن الاجواء العائلية غير أن التحلي بروح الصبر والعزيمة في التأقلم مع هذه الاوضاع الظرفية تجعل من نجاح الطالب في اختتام السنة له مذاق ونكهة خاصة بعد كسب هذا التحدي. وتونس اليوم أصبحت تزخر بالعديد من الاطارات العليا الذين عاشوا هذه المرحلة الجامعية التي لا تمحى من ذاكرة الفرد مهما طال الزمن بل تجعله يشعر بنخوة واعتزاز في استعراضها ليبقى الهدف والنجاح والتفوق الدراسي خيار ورهان الجميع. وأعتقد أنه ليس هناك ما يضاهي من فرحة ورسم البسمة على وجوه الاولياء الذين يتكبّدون معاناة مخفية وراء الوصول الى النجاح في آخر السنة الدراسة؟ محمد الهمامي (المبيت الجامعي تنيور صفاقس)