يعتبر آية اللّه حسين علي منتظري الذي شيّع أمس إلى مثواه الأخير مهندس الثورة الاسلامية في إيران عام 1979 كما أنه من أشد منتقدي القيادة المحافظة في طهران وندد بالانتخابات الرئاسية التي جرت في جوان الماضي ووصفها بالمزيفة. سجن منتظري في عهد الشاه عدة مرات وكان يتردّد في الثمانينات أنه سيخلف زعيم الثورة الراحل الخميني كزعيم أعلى لإيران. واثر اختلافه مع الخميني في فتوى هدر دم الكاتب البريطاني هندي الأصل سلمان رشدي عن كتابه «آيات شيطانية» إضافة إلى الانتقادات الشديدة التي وجهها إلى موجة إعدام السجناء السياسيين التي نفذت بحق معارضين سياسيين في الثمانينات بدأت السلطة الحاكمة في إيران بسحب صلاحيات منتظري تدريجيا كما أنه كان عرضة لحملة منظمة استهدفت التأثير على مصداقيته وأهمية مرجعيته الدينية. وفي عام 1997 وضع تحت الاقامة الجبرية في منزله في مدينة «قم» بعد أن صرح أن خامنئي غير مؤهل لقيادة إيران إلا أن العقوبة رفعت سنة 2003. وظل منتظري صوتا معارضا بارزا حتى وفاته، وقد قال في أوت الماضي اثر الانتخابات على موقعه على الانترنات ان تعامل السلطات مع الاضطرابات التي أعقبت انتخاب نجاد «يمكن أن يؤدي إلى سقوط النظام» وندّد بالقيادة الدينية بوصفها ديكتاتورية». ويحظى المرجع الايراني منتظري بتأييد واسع لدى الجماهير الايرانية وخاصة المعارضة وربما ذلك هو السبب في توافد الايرانيين من مختلف أنحاء البلاد أمس إلى مدينة «قم» لتشييعه إلى مثواه الأخير.