قالت صحيفة اندبندنت البريطانية اليوم الخميس إن زعيم المعارضة الإيرانية الخاسر في الانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي يواجه تهديدا بالسجن 10 سنوات بعد قيام ميليشيات الباسيج القريبة من الحكومة باتهامه بارتكاب أعمال عدائية ضد الدولة الإيرانية وتعكير الأمن القومي. وأضافت الصحيفة أن هذه الميليشيات لعبت دورا رئيسيا في "التعديات الوحشية" التي تم تنفيذها بحق المحتجين على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة كما أنها شكلت الأداة التنفيذية بيد القائد الأعلى أية الله علي خامنئي ومن ثم فإنه من غير المحتمل ، بحسب الصحيفة، أن يكون توجيه الاتهامات لموسوي قد تم بدون تصريح من خامنئي ذاته. وأشارت إلى أن القيادة العليا للباسيج قامت بالبعث برسالة إلى كبير المدعين في إيران لمطالبته باتخاذ إجراءات حيال موسوي بدعوى وجود دليل على ضلوعه في الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية. وكان موسوي قد وصف في تصريحات له أمس الأربعاء ما حدث في الانتخابات الرئاسية بأنه انقلاب، مؤكدا أنه لن يعترف بشرعية الحكومة الإيرانية المقبلة التي سيتم تشكيلها بناء على نتائج هذه الانتخابات. تغيير في القوى ومن ناحيتها، قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن الاحتجاجات الكبيرة التي عمت شوارع إيران منذ الانتخابات الرئاسية هزت التوازن طويل الأمد للقوى السياسية في الجمهورية الإسلامية. وأضافت الصحيفة أن المتشددين في إيران ظلوا لعقود مسيطرين على النظام القضائي والجيش والاستخبارات ووسائل الإعلام كما أن الإصلاحيين في المقابل احتفظوا بتأييد شعبي واسع مما خلق، بحسب الصحيفة، مساحة للدفع في اتجاه مجتمع أكثر اعتدالا اجتماعيا وسياسيا. واعتبرت أن ذلك التوازن ظل قائما لفترة طويلة نظرا لعدم قيام الإصلاحيين بتحدي الجمهورية الإسلامية أو السعي للقيام بثورة جديدة في البلاد. وقالت الصحيفة إن الاحتجاجات الأخيرة التي شارك فيها مئات الآلاف من الناس وانتشرت في شوارع إيران ألقت بالكرة في ملعب الإصلاحيين وفرضت تساؤلات حول ما إذا كانوا سيواصلون ذات الأسلوب السابق ويتجنبوا الثورة على الجمهورية أم أنهم سيتجاهلون معادلة التوازن القديمة. واعتبرت الصحيفة أن المحتجين في شوارع إيران خلقوا نظاما جديدا خارج التوازن التقليدي للقوى في الجمهورية الإسلامية. ورأت الصحيفة أن ثمة انقساما في المؤسسة الإيرانية بدا واضحا مع قيام مسؤولين كبار في السلطة الدينية والقوى المحافظة بانتقاد الانتخابات والمداهمات التي أعقبتها والتي قالوا إنها عززت من قوة الإصلاحيين في الشارع. يذكر أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية جرت في 12 يونيو/حزيران الماضي وأسفرت عن فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية مما أدى إلى احتجاجات كبيرة من أنصار موسوي ومصادمات مع قوات الأمن وعناصر الباسيج أسفرت عن مقتل 17 شخصا على الأقل وإصابة واعتقال عشرات آخرين.