بادرة تذكر فتشكر تلك التي اصطفتها المدرسة الاعدادية 3 جانفي 1934 بقصر هلال، وذلك بتكريم المربّي الفاضل ونّاس الميلادي أستاذ علوم الحياة والأرض بمناسبة احالته على شرف المهنة. ولقد حضر هذه البادرة الطيّبة جدا، المدير الجهوي للتعليم الاستاذ علي خواجة والاستاذ منصور مهني مدير عام «لابراس» ومدير المدرسة الاعدادية الاستاذ ماهر الهدّار فضلا عن بعض زملاء وزميلات الاستاذ ونّاس الميلادي. ولقد عرف الاستاذ ونّاس الميلادي بين تلاميذه وزملائه بدماثة الاخلاق وصدق العطاء وكفاءته في التدريس، ولقد كوّن الاستاذ وناس الميلادي أجيالا من التلاميذ تشق طريقها الآن بثبات في «علوم الارض والحياة». ولقد كان نعم الاستاذ ونعم المربي الذي يغير على مهنته ويغير على تلاميذه ويحرص حرصا شديدا على التواصل وتعميق علاقاته الانسانية والمجتمعية بمحبّة بالغة ورحابة صدر ظاهرة ونصائح باهرة، يشفع كل ذلك جهد مبرور وعطاء غزير. ولقد وجد في مقابل هذا العمق الانساني والتعليمي في حياته الظل الوارف الذي مكّنه من تبوؤ مكانة عظيمة في قلوب زملائه وتلاميذه. وعلى ذلك، وعلى غير ذلك، وعلى أكثر من ذلك تم تكريمه بمسرة وانبساط وسعادة غامرة في القلوب عظيمة من طرف إدارة المدرسة الاعدادية 3 جانفي 1934 بقصر هلال وبحرص شخصي كبير من مدير المدرسة الاستاذ «ماهر الهدّار»! وعلى ذكر الاستاذ «ماهر الهدّار» فلقد أفادني هذا الأخير بأن «تكريم وناس الميلادي» هو تقليد جميل نسنّه في كل مناسبة اعترافا بجميل رجال التعليم البارين على مختلف شرائح المجتمع، والاستاذ ونّاس الميلادي هو من هذه الفئة من الرجال الذين خدموا العملية التربوية باخلاص فيّاض، وبعطاء نادر في جل محطّاته الاثيرة والمثيرة في بعض الأحيان. فهذا الرجل كان يثير الاعجاب حقا في كل المعاهد والمدارس التي درّس بها وكان مثالا يحتذى للمربّي الفاضل والأستاذ المجيد والجدي في عمله. وعلى هذا الرأي الجميل في أستاذ جليل، وبما أني أنا كاتب هذا المقال والممضي أسفله قد درست بمعهد 2 مارس 1934 بقصر هلال، وكان الاستاذ ونّاس الميلادي يدرّس بذلك المعهد في تلك الفترة، فإني أتوجّه بتحية خالصة من الأعماق الى الاستاذ «ونّاس الميلادي» عربون محبّة واعترافا بالجميل له ولكل من ساهم من أساتذتي الاجلاء في تأطيري وتوجيهي أنا وجيلي والأجيال اللاحقة علىنحو جعلنا نفيد المجتمع كل في اختصاصه وفي مجاله،وهو جميل لا ينسى، ولا يجب ان ينسى، وكفى بذلك تعليقا، وكفى بذلك فخرا نحمله لرجال التعليم البررة في قلوبنا دائما وأبدا، وشعارنا في ذلك صادقين وشاكرين وراجين وموالين «قف للمعلم وفّه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا».