كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن سلطات الاحتلال تجري حفريات واسعة جدا في منطقة القصور الأموية جنوبي المسجد الأقصى المبارك تمتد الى عشرات الأمتار، كما كشفت أن الاحتلال يسرق الحجارة والأتربة الاسلامية التاريخية وينقلها عبر شاحنات ورافعات كبيرة الى جهات مجهولة. واعتبرت المؤسسة أن الاحتلال يقوم بعمليات قرصنة للتاريخ والحضارة والعمران الاسلامي في وضح النهار، محذّرة من مخاطر هذه الحفريات وتأثيرها على المسجد الأقصى ومدينة القدس. وطالبت المؤسسة الفلسطينيين والعرب والمسلمين بالتحرّك العاجل من أجل إنقاذ القدس والمسجد الأقصى من عمليات القرصنة الممنهجة، والوقوف في وجه مخططات الاحتلال ضد المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، كما دعت المؤسسة وسائل الاعلام العربية والفلسطينية الى زيارة موقع الحفريات المذكور وكشف ما تقوم به المؤسسة الاسرائيلية الاحتلالية من جرائم بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس. وكانت المؤسسة شاهدة على قيام شاحنات كبيرة ورافعات بتحميل حجارة كبيرة متنوعة الاشكال والاحجام، بالاضافة الى عشرات الاكياس المملوءة بالاتربة والحجارة الصغيرة، من منطقة القصور الاموية جنوبي المسجد الاقصى، وتمّ نقل هذه الحجارة والاتربة الى جهة مجهولة، اي ان المؤسسة الاسرائيلية الاحتلالية تقوم بسرقة هذه الحجارة والاتربة، التي تستخرجها خلال عمليات الحفر الواسعة التي تجريها في عدة محاور ونقاط في منطقة القصور الاموية جنوبي المسجد الاقصى المبارك. وأكدت المؤسسة ان اذرع الاحتلال الاسرائيلي متمثلة بما يسمى بسلطة الآثار الاسرائيلية تقوم بعمليات حفر واسعة منذ ايام على امتداد عشرات الامتار، وهو ما كشفت عنه المؤسسة قبل ايام، لكن يلحظ ان عمليات الحفر تتسع وعدد المشاركين فيها يزداد، كما تترافق عمليات الحفر بتدمير كامل وواسع للآثار الاسلامية في المنطقة الملاصقة لجنوبي المسجد الاقصى المبارك. وأشارت المؤسسة الى انّ ما تقوم به المؤسسة الاسرائيلية والاحتلال هي سرقة وقرصنة ممنهجة من قبل الاحتلال، خاصة انّ المؤسسة كانت قد كشفت قبل اشهر عن عملية سرقة مشابهة تمّ خلالها سرقة حجر كبير كان موضوعا في الجهة الجنوبية الشرقية خارج المسجد الاقصى، ونقله الى الكنيست الاسرائيلي. وحذّرت المؤسسة من مخاطر هذه الحفريات على المسجد الاقصى، وأكدت ان الاحتلال الاسرائيلي يهدف الى تهويد محيط المسجد الاقصى المبارك، والوصول من خلال هذه الحفريات الى اسفل المسجد الاقصى المبارك، خاصة اذا علم بوجود ابار مائية في المنطقة المذكورة تصل الى اسفل المسجد الاقصى المبارك، بالاضافة الى وجود مخطط لوصل هذه المنطقة بشبكة الانفاق اسفل وفي محيط المسجد الاقصى، مع شبكة الانفاق المجاورة والتي تمتد من اسفل بلدة سلوان باتجاه محيط المسجد الاقصى واسفله، بمعنى ان الخطر بات يتهدد بناء المسجد الاقصى المبارك، في ظل تسارع الحديث عن مخططات لتهويد القدس وبناء هيكل اسطوري على حساب المسجد الاقصى المبارك. من جانبه ندّد رئيس مجلس الأوقاف الفلسطيني عبد العظيم سلهب بهذا الاعتداء على القصور الأموية واعتبره اعتداء على الأوقاف الاسلامية، مؤكدا أن المنطقة التي تمت سرقة الحجارة منها هي أرض أوقاف اسلامية. وأوضح الشيخ سلهب أن اسرائيل ممنوعة بموجب القوانين والمعاهدات الدولية من أعمال الحفر ومن الاستيلاء على الآثار المكتشفة ونقلها، مطالبا سلطات الاحتلال بإعادة الحجارة الى موقعها، كما طالب منظمة «اليونسكو» بالعمل على استرجاع الحجارة بصفتها الراعية للتراث العالمي.