بخطى ثابتة يواصل مهرجان الكمنجة بساقية الدائر مسيرته الوردية متشبثا بالاصالة مراهنا على التجديد ليخطو خطوة أخرى نحو التميز تزامنا مع التئام دورته الرابعة أيام 25 و26 و27 من هذا الشهر تنظمه دار الثقافة بساقية الدائر والمعهد الجهوي للموسيقى بمساهمة كل من معهد ثامر للموسيقى والمعهد العالي للموسيقى. واختار المشرفون على هذا المهرجان تسمية هذه الايام الموسيقية بدورة الفنان المرحوم محمد التريكي. لهذا الفنان تاريخ مليء بالصفحات الناصعة والنجاحات المتواصلة الى أن وافته المنية سنة 1998 عن سن تناهز التاسعة والتسعين، كان رائدا في ميدانه وكان المستكشف والمكتشف في آن. تمكن من حفظ المالوف والادوار والاغاني الصوفية في سن مبكرة عن طريق والده الذي كان من أقطاب شيوخ العيساوية الشيء الذي دفعه الى تعلّم أصول الموسيقى على قواعد صحيحة بدراسته النوتة والعزف على آلة الكمنجة على أيادي أساتذة من أوروبا وذلك بالمدرسة العلوية. ولأن الفن استبدّ به ولم يترك له المجال للتركيز انقطع عن عمله كموظف حكومي في إدارة المال لينضمّ الى عدة جمعيات ومؤسسات فنية مثل الرشيدية وجمعية الكوكب التمثيلي حيث لحّن أغاني القصص الروائية. وفي سنة 1934 قاد فرقة الرشيدية في بدايتها وقام بالتدريس فيها. وألّف محمد التريكي موسيقى أول فيلم تونسي (مجنون القيروان) سنة 1938. وشارك في عدة مهام ومؤتمرات موسيقية خارج الوطن ويُحسب له قيامه باكتشاف كبار الفنانين في تونس ومنهم من تتلمذ على يديه كما قام بتلحين عديد الاعمال الموسيقية من أغان وموشحات وسماعيات وأغان مسرحية. تنطلق هذه الدورة بمسابقة العزف الفردي التي تتواصل على امتداد اليوم الاول، وفي اليوم الثاني تلتئم الندوة الفكرية صباحا تحت إشراف مدير الندوة الدكتور محمد خماخم وتنقسم الى مداخلتين، الاولى للاستاذ أسامة كمون: معزوفات محمد التريكي والثانية بعنوان الاناشيد عند محمد التريكي للاستاذ أنور اللجمي، ومساء يكون الافتتاح الرسمي للدورة بتدشين معرض وثائقي حول الفنان محمد التريكي ثم تباعا: مؤلفات في الموسيقى. معرض لعائلة آلة الكمنجة (رباب، كمنجة...). لمحة عن الدورات السابقة للمهرجان ويختتم الافتتاح بعرض شريط وثائقي لمسيرة الفنان «محمد التريكي». وإبان الافتتاح يتم عرض معزوفة جماعية من إنتاج المهرجان وهي عبارة عن كوكتال ألحان الفنان محمد التريكي توزيع وقيادة الاستاذ الحبيب الزوش ومن ثم يتم الوصول الى فقرة رئيسية في المهرجان وهي فقرة التكريم وطبعا سيتم أولا تكريم الفنان محمد التريكي ممثلا عن عائلته وأيضا تكريم عازفي الكمنجة السيد الطاهر نجاح والسيد محسن عباس. ويتواصل هذا البرنامج الدسم متخذا شكل عزف منفرد لضيوف الدورة وهم الناصر زغندة وعبد المجيد كسكاس ويليه مباشرة عرض غنائي لمجموعة «سلام للموسيقى» للاستاذ هلال بن عمر. ويفتتح ثالث أيام هذه الدورة بعزف المتوّجين في مسابقة العزف الفردي على أن تختتم فعاليات هذا المهرجان لاحقا بتوزيع الجوائز على الفائزين.