افتتح مساء الاربعاء 23 ديسمبر السيدان معتمد حمام سوسة والمندوب الجهوي للثقافة والمحافظة على التراث الملتقى العربي الثامن لمسرح الطفل الذي دأبت على تنظيمه جمعية المسرح العربي بالجهة. احتضن حفل الافتتاح بلدية حمام سوسة بحضور الفرق العربية المشاركة وهي: فرقة «حماة» بسوريا، جمعية اللقاء المسرحي بأصيلة المغرب، الجمعية الثقافية للمسرح بمستغانم الجزائر والفرقة القومية للتمثيل بالعراق ولم يحضر من يمثل بقية الفرق التونسية المشاركة وهي المركز الوطني لفن العرائس، شركة فسيفساء للمسرح، فرقة فنون وثقافة مسرحية وجمعية رذاذ المتوسط. وفي كلمته الافتتاحية عبر السيد معتمد حمام سوسة عن اعتزاز هذه الجهة باحتضان مختلف الوفود العربية مثمنا مكانة المسرح في تونس مؤكدا على مدى العناية الرئاسية بهذا الفن وبالمجال الثقافي عموما. المسابقة مؤشر لقيمة العروض المشاركة في لقاء ب«الشروق» أكد مدير هذا الملتقى السيد محمد العتيري على أهمية هذه التظاهرة من حيث تلاقي التجارب العربية في مجال مسرح الطفل وتبادل الأفكار مؤكدا أيضا على أهمية إدراج مسابقة بين العروض المشاركة قائلا: «لو تلغى المسابقات في مختلف دول العالم في مختلف المجالات فلا بدّ من تواجدها في مسرح الطفل لعلّ ذلك يلهم بعض الضمائر ويحفز الفاعلين في هذا المجال من أجل مردود أفضل يحترم فيه خصوصيات واهتمامات الطفل. وعن المقاييس المعتمدة في اختيار العروض المشاركة يضيف مدير الملتقى: «لي فكرة عن بعض العروض وأخرى يرجع اختيارها للسمعة الفنية التي تتمتع بها فرقها!«. وعن غياب استثمار الوفود العربية المشاركة في مجال أعمق وأرحب يؤسس لمسرح طفل متطوّر ويدعّم بعض المكاسب الحاصلة اعتبارا أن المشاركين يأتون لعرض أعمالهم لا غير تحمس السيد محمد للأمر قائلا: «صحيح نحن شاعرون بهذه الهوة وسنحاول تفعيل وجود مختلف التجارب العربية من خلال الخروج بتوصيات من الندوة المنظمة على هامش الملتقى المعنونة بواقع مسرح الطفل في اللحظة التاريخية الراهنة». وختم مدير الملتقى كلمته بالحرص على شكر السيد وزير الثقافة على كلمته للمهرجان وأيضا هديته المتمثلة في مسرحية «حقائق». اجماع على مسرح هادف التقت «الشروق» أيضا ببعض رؤساء الوفود المشاركة والفاعلين في قطاع مسرح الطفل لاستطلاع آرائهم حول مشاركتهم في هذا الملتقى وتعرف على أهم انتظاراتهم فكانت إجاباتهم كالآتي: عتاب علي (سوريا): «يعتبر الملتقى تفعيلا هاما للاهتمام بمسرح الطفل من أجل ارساء قواعد فنية وعلمية صحيحة لهذا الفن الذي يلعب دورا هاما في بناء شخصية الطفل وأتمنى أن تنظم بعد كل عرض حلقة نقاش بحضور مختصين وأطفال». مدّاحي فتحي (الجزائر): «وجودي في هذا الملتقى يرجع إلى فرقة مسرحية جزائرية أخرى كانت قد حضرت سابقا في هذه المناسبة وتم ربط الصلة بين فرقتنا والهيئة المنظمة بحمام سوسة التي رحّبت برغبتنا في المشاركة وتم ذلك وأتمنى أن أشاهد أعمالا مفيدة للطفل تلبي رغباته النفسية والفكرية». عزيز خيّون (العراق): «كانت لي عدّة مشاركات سابقة ومثل هذه الملتقيات والمهرجانات تعطي دفعا أكثر نحو تطوير مسرح الطفل ونرجو أن يعمّق دور المسرح في حياة الطفل ويعتبر هذا الملتقى سوق تعارف وبط علاقات من أجل تواصل مبني على تفكير مشترك ويبقى الحلم الأكبر في التعاون العربي من مسؤوليات وزارات الثقافة العربية». رنا بركات (سوريا): «الملتقى فرصة للتقييم وضبط مقاييس لأجل النهوض بمسرح الطفل الذي بقي تجاريا أكثر منه تعليميا وتربويا، أتمنى أن أشاهد تجارب تتضمن مقاييس فنية». من أجل حضور ناجع! التقاء أكثر من دولة وأكثر من فرقة تونسية لتقديم أعمال مسرحية موجّهة للطفل يعتبر ولا شك خطوة هامة نحو تطوير مسرح الطفل ولكن لا بدّ من تدعيم هذه الخطوة بخطوات أخرى تفعّل بحق وجود هذه الفرق العربية من خلال ورشات عمل يومية تعنى بالنصوص والاخراج والممثل وغيرها من مقومات فنّ مسرح الطفل ولمَ لا العمل من أجل ارساء رابطة عربية لمسرح الطفل تؤسّس للقاءات على طول السنة وتعمل من أجل انتاج أعمال مشتركة وتبادل النصوص والرؤى الاخراجية والممثلين.