في جو مفعم بالاحتفالية فتح مساء الأحد 19 ديسمبر ستار الدورة التاسعة للملتقى العربي لمسرح الطفل الذي تشارك فيه خمس دول عربية وهي : المملكة العربية السعودية، سلطنة عمان، الأردن، مصر، والمغرب الأقصى إضافة إلى تونس من خلال جمعية المسرح العربي بحمام سوسة منظمة هذه التظاهرة وأشرف على حفل الافتتاح السيد نجيب اللجمي الكاتب العام لجامعة حمام سوسة للتجمع الدستوري الديمقراطي صحبة السيدين هشام دحمان النائب الأول لرئيس بلدية الجهة والطاهر قريعة مستشار البلدية. وصف السيد محمد العتيري مدير الملتقى ورئيس جمعية المسرح العربي في كلمته الافتتاحية هذه الدورة الاستثنائية في أكثر من مظهر أولها من خلال تكريم الطفل بالحرص على جعل لجنة التحكيم تتكون كلها من أطفال ثانيا تخصيص ندوة فكرية على مدار يومين تعنى بالمسرح المدرسي وثالثا استثناء يتمثل في عرض أول إنتاج للجمعية في مسرح الكهول بعنوان «مرحلة متأخرة» بمشاركة ثلة من الأسماء نشطوا منذ فترة طفولتهم بهذه الجمعية العريقة وهم وسام سليمان في التأليف والإخراج وعلي الذكوري، وسحر بن عثمان ويسري حاج حسين. احتفال في قيمة الحدث وشحت دار الثقافة علي الدوعاجي بحمام سوسة بديكور أبدع في توظيفه نخبة شابة من ناشطي هذه الدار ومن شباب جمعية المسرح العربي وزادت بهاء بمعرض في الفن التشكيلي من إبداع طفلة لم يتجاوز عمرها الأحد عشر ربيعا وهي مريم أرناز تنشط بناد خاص، فكان الاحتفال في مستوى هذا الحدث المسرحي الهام والذي ساهمت فيه بدرجة كبيرة مديرة الدار السيدة راضية التواتي التي لم تبق على الربوة بل جسمت مجهودها دعما لهذه التظاهرة من خلال انخراطها في الهيئة شكلا ومضمونا ولا يفوتنا التنويه بدعم وزارة البيئة الذي يعتبر بادرة طيبة جدا قد تدفع آخرين إلى مساندة التظاهرات الثقافية الجادة والتي تبقى معضلتها الأساسية في الجانبين المادي وخاصة المعنوي. انطباعات ضيوف المهرجان رصدت «الشروق» انطباعات رؤوساء وفود الدول المشاركة في هذا الملتقى من خلال أعمالهم المسرحية المندرجة في إطار مسابقة حيث عبر رئيس وفد سلطنة عمان المخرج المسرحي يوسف البلوشي عن عميق سعادته بالتواجد لأول مرة بتونس آملا الاستفادة من التجارب التي ستعرض معتبرا أن ترسيخ الهوية العربية أهم أهداف مسرح الطفل، وأكدت السيدة أسماء مصطفى ممثلة ومخرجة أردنية (فرقة ضحك ولعب ومسرح) على أهمية تجربتها التي ستعرضها من خلال هذا الملتقى المتمثلة في إرجاع الطفل إلى الخرافة الشعبية من خلال رؤية جديدة لمسرح التفاعل أو ما يعبر عنه بمسرح الشارع معتبرة أن الطفل أصبح «خطيرا» قادرا على تقييم ما يراه وأضافت السيدة أسماء مؤكدة : «جئت حتى أختبر تجربتي هذه وأستفيد من تجارب الآخرين» فيما اعتبر الدكتور فهد الغزولي رئيس الوفد السعودي (جمعية المسرح والفنون بجدة) أن الملتقى فرصة هامة للتلاقي وتبادل التجارب وخاصة من التجربة التونسية بحكم انفتاحها على التجارب الأوروبية معتبرا أن مسرح الطفل في العالم العربي لا زالت تنتظره أشواطا أخرى أما المخرج والمؤلف المغربي الحسن المختاري (فرقة أقواس لمسرح الطفل ببركان) اعتبر أن هذا الملتقى تجسيما للتحاور بين مختلف الثقافات «باعتبار أن الثقافة لا يمكن أن تتحرك إلا بالفنون وهي المسرح وخاصة مسرح الطفل حتى ننشئ جيلا متكامل الأبعاد ومتوازن الشخصية». فيما تغيب الوفد المصري عن هذا الموعد الافتتاحي لدورة عكست أكثر من مؤشر على نجاحها ويبقى التفعيل هو الاهم.