الوعود وحدها لا تكفي حتما لاحتضان حدث كبير مثل المونديال لكن ميزة الملفين التونسي والليبي اللذين قدما إلى الفيفا في نهاية سبتمبر الماضي بزوريخ أنهما يتجاوزان الوعود إلى الالتزام الصريح والواضح بتسخير كل الامكانات المادية والبشرية لانجاح المونديال إذا ما تم الاختيار على تونس وليبيا لتنظيم هذا العرس الرياضي ولعل الجميع يدرك أن لتونس وليبيا الامكانات فعلا متى اتحدت العزيمة والارادة فالبنية التحتية للرياضة في البلدين أكثر من متميزة وظروف النقل والاقامة عصرية جدا وتستجيب للمواصفات العالمية وقد تم التأكيد في زوريخ على ان البلدين سيبذلان مجهودا ضخما اما لتطوير الملاعب المتوفرة لديهما أو لبناء ملاعب جديدة تستجيب لكراس الشروط الخاص بكأس العالم. وعن هذا الجانب تحديدا وعن جوانب أخرى تهم الامكانات المتوفرة في تونس وليبيا في مختلف الميادين التي لها علاقة بتنظيم المونديال سنتحدث اليوم، بعد ان كنا عرضنا في عدد الأمس فكرة عن الشخصيات المكونة لمجموعة التفقد واللجنة التنفيذية التي ستقوم باختيار البلد المنظم. أرقام تغني عن كل تعليق في كلمته التي ألقاها خلال تقديم الملف التونسي بزوريخ استعرض رئيس الجامعة وعضو الوفد الرسمي السيد حمودة بن عمار ما يتوفر لتونس من امكانات مقدما أرقاما ومعطيات تغني عن كل تعليق ولعل عرضها يبدو مفيدا جدا حتى يقتنع البعض بقدرة بلادهم على احتضان حدث مثل المونديال وبأن ترشح تونس لم ينبن على فراغ. تتوفر بتونس 7 مطارات تستوعب سنويا حاليا 13 مليون مسافر وسترتفع طاقة الاستيعاب إلى 18 مليونا في أفق 2010 بعد بناء المطار الجديد بمنطقة النفيضة وتوسيع مطار جربة جرجيس. تمتد شبكة النقل الحديدي على 2200 كلم وتوجد 7 موانئ للنقل البحري من الشمال إلى الجنوب. يصل طول شبكة الطرقات إلى 18 ألف و226 كلم وتوجد وسائل نقل عصرية حكومية وخاصة داخل وخارج المدن (ميترو حافلات.. الخ). شبكة اتصالات رقمية ومليون و150 ألف مشترك في شبكة الهاتف وسيتضاعف هذا العدد من هنا إلى 2006 . تطور مذهل لخدمة الهاتف النقال وينتظر أن يتضاعف نموّ عدد القطاع 9 مرات. تغطية صحية ممتازة ومنشآت حكومية وخاصة من أعلى طراز ومعدل حياة يضاهي الموجود في الدول الأوروبية. ظروف أمنية مثالية تنبني على الطبيعة المتسامحة للشعب التونسي المعروف بانفتاحه على كل الثقافات والحضارات. وحدات فندقية من أعلى طراز تضم حاليا 200000 ألف سرير سيخصص منها 35 ألفا للمونديال. 150 ملعبا معشبا في كامل تراب الجمهورية ومركز لمراقبة المنشطات معترف به دوليا. هذه بعض المعطيات إذن عن تونس اليوم والتي يمكن تدعيمها بمعطيات أخرى يضيق المجال لذكرها وتفاديا للاطالة نكتفي بالتأكيد على أن تونس قادرة على توفير كل الضمانات المطروحة في كراس الشروط الخاص بكأس العالم. امكانات ضخمة لليبيا ليببا من كبار منتجي النفط في العالم (1.5 مليون برميل يوميا) والغاز (18 مليون متر مكعب سنويا). شبكة طرقات طولها 25 ألف كلم وشبكة حديدية تمتد على 3170 كلم. 16 مطارا دوليا ومحليا و16 ميناء بحريا ويجري تطوير هذه البنية الأساسية من خلال مشاريع تحديث ضخمة. معدل الحياة في ليبيا 71 سنة ونسبة وفيات الأطفال لا تتجاوز 16 في الألف. 750 مليون دولار سيتم انفاقها من هنا إلى 2009 لبناء وحدات صحية من أعلى طراز. تم استكشاف امكانيات تطوير القطاع السياحي مع منظمة السياحة العالمية وسيتم بناء منشآت سياحية جديدة لتصل طاقة النزل إلى 100 ألف غرفة. 100 خط هاتفي لكل ألف مواطن وسيتم اقتناء أحدث تجهيزات الاتصال قبل مونديال 2010 4 ملاعب للمونديال في تونس أعلن الوفد التونسي في زوريخ انه سيخصص 4 ملاعب في تونس لاحتضان مونديال 2010 وهي ملعب رادس وملعب المنزه والملعب الأولمبي بسوسة وملعب صفاقس. وسيخضع ملعب رادس شأنه في ذلك شأن ملعب سوسة إلى عملية توسعة لتصل طاقة استيعابه إلى 65 ألف متفرج (60 ألف حاليا) فيما ستبلغ طاقة استيعاب الملعب الأولمبي بسوسة 43 ألف متفرج مع تغطية جانب من المدارج أما ملعب المنزه فسيتم تغطيته بالكامل مع ادخال عديد التحسينات عليه. وفي ما يخص صفاقس فإن التوجه هو بناء ملعب جديد ولن يتم بذلك استغلال ملعب الطيب المهيري. تجدر الاشارة أيضا إلى ان الملف التونسي أوضح انه سيتم استغلال ملعبي باجة وبنزرت خارج المباريات الرسمية. 8 ملاعب جديدة في ليبيا أعلن الأشقاء الليبيون عند تقديمهم لملف الترشح عن نيتهم بناء 8 ملاعب جديدة في طرابلس وبنغازي وسرت وصبراطة ومصراطة والبيضاء وستتوزع هذه الملاعب كالتالي: - طرابلس: ملعبان الأول يتسع ل 90 ألف متفرج والثاني ل 60 ألف متفرج. - بنغازي: ملعبان يتسع أولهما ل 60 ألف متفرج والثاني ل 40 ألف متفرج - سرت: ملعب واحد يتسع ل 40 ألف متفرج - البيضاء: ملعب واحد طاقة استيعابه 40 ألف متفرج - صبراطة: ملعب واحد يتسع ل 40 ألف متفرج - مصراتة: ملعب واحد يمكنه احتضان 40 ألف متفرج وينبغي التأكيد على انه تم الاختيار ثم على 5 ملاعب لاحتضان منافسات المونديال وهي ملاعب طرابلس (الرئيسي) وبنغازي (الرئيسي) وسرت وصبراطة ومصراتة. دراسات معمقة قبل تقديم ملف الترشح إلى الفيفا قامت تونس حسب ما أكده السيد حمودة بن عمار بدراسة معمقة للانعكاسات المالية للمونديال فيما اختارت ليبيا الاستعانة بخبرة عدد من مكاتب الدراسات التي حددت على وجه الدقة الاعتمادات الواجب رصدها لتنظيم كأس العالم والمداخيل المنتظرة وتكاليف مختلف المشاريع التي تعتزم ليبيا انجازها سواء الملاعب الجديدة أو المنشآت الأخرى في جميع القطاعات (السكن النقل الصحة الاتصالات) وقد أكدت ليبيا انها تنوي انشاء قرية إعلامية ستخصص لسكن الصحفيين في غضون 2009 وستكلف شركات مختصة بالاشراف على التدابير الأمنية خلال المونديال كما أوضحت الدراسة التي قام بها الليبيون ان تكلفة انشاء الملاعب الجديدة والمرافق الملحقة بها ستصل إلى 3.6 مليار دولار وهو رقم يغني عن كل تعليق. إجمالا يمكن القول ان اتحاد جهود تونس وليبيا ستوفر الفرصة لتنظيم مونديال متميز جدا من كل النواحي وإذا كان السبق لتونس على ليبيا في بعض النواحي فإن ضخامة الامكانات التي بحوزة ليبيا والرغبة القوية في البناء والتشييد استعدادا للمونديال قد تغير الكثير من القناعات والمعطيات. ماذا عن جنوب افريقيا؟ كثر الحديث بعد تقديم ملفات الترشح عن ملف جنوب افريقيا باعتباره الأفضل مقارنة بجميع الملفات والحقيقة ان النقطة الايجابية الرئيسية في هذا الملف هي الجاهزية من ناحية البنية الأساسية فجنوب افريقيا قدمت 9 ملاعب جاهزة كليا لاحتضان المونديال من جملة 13 ملعبا تقترحها في عدد من المدن وأولها مدينة جوهانزبورغ.