عاجل/ الادارة العامة للحرس الوطني تصدر بلاغ هام وتحذر..    زلزال بقوة 5.5 درجة يضرب هذه المنطقة..    قوات الاحتلال الإسرائيلية تقتحم مدينة نابلس..#خبر_عاجل    بطولة انقلترا : مانشستر سيتي يتخطى برايتون برباعية نظيفة    البطولة الايطالية : روما يعزز آماله بالتأهل لرابطة الأبطال الأوروبية    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    وصفه العلماء بالثوري : أول اختبار لدواء يقاوم عدة أنواع من السرطان    تواصل نقص الأدوية في الصيدليات التونسية    ماكرون: هناك احتمال أن تموت أوروبا    رحلة بحرية على متنها 5500 سائح ترسو بميناء حلق الوادي    مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح    عصام الشابي وجوهر بن مبارك يدخلان في إضراب جوع وحشي    حالة الطقس ليوم الجمعة 26 أفريل 2024    سعيد لماكرون: توافد عدد من المهاجرين غير النظاميين من جنوب الصحراء أمر غير طبيعي    "تيك توك" تفضل الإغلاق في أميركا إذا فشلت الخيارات القانونية    الرابطة الأولى.. تعيينات حكام مباريات الجولة الأولى إياب لمرحلة "بلاي آوت"    زيتونة.. لهذه الاسباب تم التحري مع الممثل القانوني لإذاعة ومقدمة برنامج    هذا فحوى لقاء رئيس الجمهورية بمحافظ البنك المركزي..    سوسة.. دعوة المتضررين من عمليات "براكاجات" الى التوجه لإقليم الأمن للتعرّف على المعتدين    إثر الضجة التي أثارها توزيع كتيّب «سين وجيم الجنسانية» .. المنظمات الدولية همّها المثلية الجنسية لا القضايا الإنسانية    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    تنزانيا.. مقتل 155 شخصا في فيضانات ناتجة عن ظاهرة "إل نينيو"    اليابان تُجْهِزُ على حلم قطر في بلوغ أولمبياد باريس    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    تراجع الاستثمارات المصرح بها في القطاع الصناعي    جندوبة.. المجلس الجهوي للسياحة يقر جملة من الإجراءات    قبلي: السيطرة على حريق نشب بمقر مؤسسة لتكييف وتعليب التمور    اقتحام منزل وإطلاق النار على سكّانه في زرمدين: القبض على الفاعل الرئيسي    الفنان رشيد الرحموني ضيف الملتقى الثاني للكاريكاتير بالقلعة الكبرى    من بينهم أجنبي: تفكيك شبكتين لترويج المخدرات وايقاف 11 شخص في هذه الجهة    البطلة التونسية أميمة البديوي تحرز الذهب في مصر    مارث: افتتاح ملتقى مارث الدولي للفنون التشكيلية    تكريم فريق مولودية بوسالم للكرة الطائرة بعد بلوغه الدور النهائي لبطولة إفريقيا للأندية    تحذير من هذه المادة الخطيرة التي تستخدم في صناعة المشروبات الغازية    وزيرة التربية : يجب وضع إستراتيجية ناجعة لتأمين الامتحانات الوطنية    تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث عدد الباحثين    قبلي : اختتام الدورة الأولى لمهرجان المسرحي الصغير    قرابة مليون خبزة يقع تبذيرها يوميا في تونس!!    سعر "العلّوش" يصل الى 2000 دينار في هذه الولاية!!    باجة: تهاطل الامطار وانخفاض درجات الحرارة سيحسن وضع 30 بالمائة من مساحات الحبوب    رئيس الجمهورية يتسلّم أوراق اعتماد سفير تونس باندونيسيا    تتويج السينما التونسية في 3 مناسبات في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    جريمة شنيعة: يختطف طفلة ال10 أشهر ويغتصبها ثم يقتلها..تفاصيل صادمة!!    الحمامات: وفاة شخص في اصطدام سيّارة بدرّاجة ناريّة    خدمة الدين تزيد ب 3.5 مليارات دينار.. موارد القطاع الخارجي تسعف المالية العمومية    أنس جابر تستهل اليوم المشوار في بطولة مدريد للماسترز    المهدية : غرق مركب صيد على متنه بحّارة...و الحرس يصدر بلاغا    كاس رابطة ابطال افريقيا (اياب نصف النهائي- صان داونز -الترجي الرياضي) : الترجي على مرمى 90 دقيقة من النهائي    سفينة حربية يونانية تعترض سبيل طائرتين مسيرتين للحوثيين في البحر الأحمر..#خبر_عاجل    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    الجزائر: هزة أرضية في تيزي وزو    هوليوود للفيلم العربي : ظافر العابدين يتحصل على جائزتيْن عن فيلمه '' إلى ابني''    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملف كامل عن احتضان قطر للمونديال: أخيرا...اتفق العرب
نشر في الشروق يوم 12 - 12 - 2010

على قدر الإنجاز كانت فرحة العرب من المحيط الى الخليج بمنح قطر شرف الإستضافة ليعكس ذلك روح التضامن العربي في أعمق مشاعرها فالكسب تجاوز حدود القطر الواحد والفخر احساس تقاسمه كل العرب في رسالة واضحة للعالم أننا نملك مقومات النجاح وعوامل صناعة المعجزات وأن ما كان في وقت ما حكرا على دول بعينها أصبح في متناولنا نحن...
اشرأبت الأعناق يوم 2 ديسمبر وخفقت القلوب بقوة واتجهت العيون صوب يدي بلاتر وهو يخرج ورقة البلد المستضيف من ذلك الظرف الذي كثيرا ما حمل الأفراح للعديد من الشعوب... قطر فازت... قطر نجحت...قطر ...استحقت قطر أقنعت... بعد كل هذا انطلقت أفراح هيسترية لألاف تجمعوا في الساحات الكبرى أمام الشاشات العملاقة ليتابعوا الحدث بشغف كبير فطال صدى صيحة الفرح كل العواصم العربية في وقت واحد.. قطر ذلك البلد الصغير جمع يوم 2 ديسمبر الماضي كامل الجنسيات العربية لأننا شاهدنا يومها أعلام أغلب الدول العربية ترفرف في سماء الدوحة فور إعلان النتيجة .. القطريون لم يجدوا أنفسهم وحدهم يومها لأن هذا البلد على صغر قطره استوعب أحلام العرب ولخص أمنيتهم يومها... لم ينم القطريون ليلتها فالحدث يستوجب كل تلك الفرحة وأكثر بل ظلوا مستيقظين حتى استقبلوا أبطالهم ونعني بهم أعضاء الوفد الذي سافر الى زيوريخ ليأتي بالنصر الغالي للأمة بأسرها...
احتشد القطريون بالألاف في الساحات والشوارع في سهرة الخميس 2 ديسمبر وتبادلوا التهاني فيما بينهم ومع غيرهم من أشقائهم العرب المقيمين هناك.
القطريون لم يعيشوا وحدهم فرحة الحدث الكبير بل كان أشقاؤهم العرب من المحيط الى الخليج بقلوبهم معهم لحظة إعلان النتيجة وإشتركوا في نفس درجة التعبير عن الفرح ليخرج الأشقاء في بعض البلدان بدورهم الى الشوارع للإحتفال في ترجمةصادقة من الصميم لإحساس النشوة والفخر بما تحقق.
بعد ذلك تتالت التهاني الرسمية والشعبية على الأشقاء القطريين من الجميع من خلال البرقيات والرسائل والمكالمات الهاتفية وبنفس الحرارة كان التفاعل من قبل كبار المسؤولين والحكام والقادة ومن قبل الجماهير الشعبية العادية لأنه ببساطة كان الإنطباع العام، فرحة لا تقاوم بحلم تحول الى حقيقة.
تحقيق من اعداد : علي الخميلي ومحمد الهمامي وسامي الحماني
ملعب أم صلال :
يقع بالقرب من أحد أهم الحصون التاريخية في قطر ويتسع لأكثر من 45 ألف مقعد. في تصميمه هو ترجمة حديثة للقلاع العربية التقليدية على غرار القلعة الواقعة بالغرب من أم صلال محمد، بعد كأس العالم ستخفض سعته إلى 25 ألف مقعد وسيستخدم الملعب فريق أم صلال.
ملعب الريان :
ستتضاعف سعته من 21،282 مقعدا لتصبح 44،740 مقعدا من خلال إضافة مقاعد في الطبقة العلوية من الملعب، وسوف يكون كامل الجزء الخارجي من الملعب على شكل شاشة عملاقة ليظهر أحدث لقطات المباراة والإعلانات التجارية. وستخفض سعة الملعب إلى سعته الحالية بعد انتهاء الدورة.
ملعب الغرافة :
سيتم توسيع ملعب الغرافة الحالي من 21،175 مقعدا إلى 44،740 مقعدا باستخدام قطع متحركة للجزء العلوي. ستتألف الواجهة من شرائط تمثل الدول التي ستتأهل إلى كأس العالم 2022 وسترمز إلى كرة القدم والصداقة المتبادلة.
ملعب الشمال :
يستوعب 45،120 مقعدا، يقع في شمال قطر على حافة الخليج العربي، الملعب مستوحى من التراث البحري للمنطقة وقارب الصيد المستخدم في الخليج العربي، سيحضر المشاهدون إلى ملعب الشمال عبر جسر الصداقة بين البحرين وقطر.
ملعب الخور :
سيتم بناء ملعب الخور بحيث سيتسع ل45،330 مقعدا على شكل صدفة وفيه سقف متحرك يمنح الملعب للمشاهدين مشهدا رائعا للخليج العربي من مقاعدهم وسيقع في منطقة ترفيهية رياضية.
ملعب خليفة الدولي :
أعيد تصميمه للاستضافة الناجحة لدورة الألعاب الآسيوية 2006. وسيتم توسيعه ليستوعب ل68،030 متفرجا خلال كأس العالم 2022. يتضمن الملعب الأقواس الواسعة والمقاعد المغطاة جزئيا وهو نقطة الارتكاز في منطقة أسباير.
ملعب المدينة الرياضية :
هو ملعب مستلهم من الخيمة العربية التقليدية سيتسع ل47،660 مقعدا وسيكون سقفه متحركا وأرضه قابلة للسحب جزئيا ومدرجاته قابلة للتفكيك وسيكون مكانا ملائما للعديد من التظاهرات الأخرى المسرحية أو الحفلات والعروض الرياضية.
ملعب الوكرة :
الوكرة هي إحدى أقدم المدن في قطر ولها تاريخ طويل في الصيد بحثا عن اللؤلؤ.. تحيط المياه بملعب الوكرة الذي يتسع ل45،120 مقعدا.
ملعب المدينة التعليمية :
يأخذ الملعب شكل ماسة مسننة تتألق في النهار وتتوهج في الليل، تبلغ سعة هذا الملعب 43،350 مقعدا ويقع في وسط عدد من الجامعات داخل المدينة التعليمية وسيكون قريبا من البحرين التي تبتعد عنه 51 دقيقة فقط بالقطار السريع.
ملعب جامعة قطر :
سيستبدل هذا الملعب ملعب ألعاب القوى الحالي داخل حرم جامعة قطر وستبلغ سعته 43،520 مقعدا. تمزج الواجهة الذهبية للملعب بين النمط التقليدي للهندسة العربية مع مساحات مفتوحة تستحضر الماضي والمستقبل على حد السواء.
ملعب ميناء الدوحة :
سيكون هذا الملعب متحركا بالكامل وبسعة 44،950 مقعدا. صمم الملعب الواقع على شبه جزيرة اصطناعية في الخليج لاستحضار الإطار البحري. ستجري مياه الخليج على واجهته الخارجية مما سيساعد على عملية التبريد. سيكون متاحا للمشجعين الوصول إليه عبر التاكسي المائي أو العبارات. بعد نهائيات كأس العالم سيفكك الملعب بأكمله وترسل المقاعد إلى الدول النامية.
ملعب لوسيل المتميز :
تحفة معمارية بإنجاز غير مسبوق عالميا. سيستضيف هذا الملعب المباراة الإفتتاحية والمباراة النهائية وسيتسع إلى 86،250 مقعدا. يقع في مدينة لوسيل ومحاط بالماء واستلهامه من شراع الدلو.
أسرار من قلب الملف القطري: طفل إسرائيلي وراء نجاح الملف القطري!
نجاح قطر في تحدي أكبر الدول وأقوى الملفات المنافسة لم يكن صدفة بل كان نتيجة تخطيط محكم على المدى الطويل أعطى لهذا البلد أحقية احتضان هذا الحدث العالمي الكبير.
سبق لقطر تنظيم كأس العالم للشباب في إحدى أفضل دورات الألعاب الآسياوية في التاريخ عام 2006 وستحتضن كأس آسيا لكرة القدم ودورة الألعاب العربية 2011، ونظمت أيضا العديد من البطولات العالمية مثل ماسترز السيدات للتنس وإحدى مراحل بطولة العالم للدراجات النارية وبطولة العالم داخل القاعات في مارس 2010.
قطر صغيرة المساحة وتعتبر أحد أكبر خمسة أنظمة اقتصادية متزايدة النمو في العالم ويتمتع المواطنون في قطر بأعلى دخل للأفراد في العالم حيث يبلغ معدل دخل الفرد أكثر من 85 ألف دولار سنويا.
قطر الوحيدة وحتى قبل أمريكا التي قالت إنها لن تطلب مساعدات من الفيفا ومن أي دولة أخرى بل وتعهدت بضخ ما يقارب 54 مليار دولار على تنظيم مونديال 2022.
القطريون نجحوا في استثمار الخبرات الأمريكية والأوروبية التي سبق وظهرت بأكاديمية أسباير الرياضية العالمية بالدوحة.
نجحت قطر في جمع نجوم اللعبة في العالم أياما قليلة قبل عملية التصويت عندما استضافت مباراة ودية جمعت البرازيل والأرجنتين وحضرها كل من مورينهو وأليكس فيرغيسون وكانت تلك المباراة بمثابة البروفة المناسبة.
قطر حضيت بدعم عربي من خلال تواجد هاني أبو ريدة عضو المكتب التنفيذي للفيفا ومحمد بن همام وبقية الدول الخليجية والعربية.
خصصت قطر 4 مليارات دولار لبناء ملاعب على أعلى المستويات وسيتم تفكيك المقاعد في المدرجات بما يسمح ببناء 22 ملعبا في البلدان النامية.
اعتبر خبراء اقتصاديون قطريون أن استضافة الدوحة لمونديال 2022 ستؤدي إلى حدوث طفرة اقتصادية هائلة تشمل جميع القطاعات حيث ستتحول البلاد إلى ورشات كبرى للعمل لإنجاز المشروعات المرتبطة بالمونديال كما أن كل هذا سيعود بالاستفادة على كل الاقتصاد الخليجي وأشارت بعض التقارير أن قطر ستكون قبلة الشركات والمستثمرين العالميين في السنوات المقبلة حيث تقدر قيمة الاستثمارات ب100 مليار دولار.
الملاعب التي تضمنها الملف القطري صديقة للبيئة بفضل استخدام التكنولوجيا المتطورة التي جعلت نسبة الانبعاث الكربوني صفرا.
شبكة العلاقات المتطورة لبعض المسؤولين في قطر حيث تحدثت بعض التقارير على أن محمد بن همام القطري رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد عقد اتفاقا سريا مع بلاتر يتنازل بموجبه محمد بن همام عن ترشيح نفسه لرئاسة الفيفا مقابل دعم بلاتر للملف القطري.
قطر هي التي ترشحت فقط عن دول الخليج بالرغم أن للسعودية وللإمارات نفس الإمكانات لكنها رفضتا الترشح لعدم تشتيت الأصوات وهذا درس للعرب الأفارقة حيث تنازع الملف المغربي مع الملف التونسي الليبي والملف المصري.
قطر تتقدم أول مرة لاستضافة المونديال
الملف القطري اكتسب بعدا شرق أوسطيا وعربيا عندما تم تقديمه للجنة التنفيذ للفيفا
في انتصار قطر هو انتصار لنوعية الملف ودقة التصميم على حساب الكمية
درجة حرارة الملعب لا تتعدى 19 درجة ودرجة حرارة أماكن تجمع الجماهير لن تتعدى 27 درجة.
معطيات الامتياز
ملف قطر لم يكتف بهذه العوامل المتعلقة بالتقنية والجوانب المادية بل تجاوزها إلى أبعاد أخرى ربما كانت هي التي رجحت كفة هذا البلد.
استعانت قطر بطفل إسرائيلي للفوز باستضافة المونديال وذلك ضمن الفيلم التسجيلي الذي تم عرضه على مسؤولي اللجنة التنفيذية ويبدي الطفل دعمه لتنظيم قطر للمونديال ويصافح الطفل الإسرائيلي طفلا عربيا آخر تبادل معه اللعب بالكرة وقد كانت هذه الخطوة ذكية في محاولة لتبديد قلق ومخاوف أعضاء الفيفا، بعد أن عبّرت إسرائيل في السابق عن رفضها استضافة قطر للمونديال حيث طالب أبراهام لوزون رئيس الاتحاد «الإسرائيلي» لكرة القدم من الفيفا مراعاة ما سماه حالة العداء القائمة بين الدول العربية وإسرائيل قبل القيام بالتفتيش عن مصير المشجعين الإسرائيليين في حال مشاركة منتخبهم في مونديال 2022 ولكن هذه الحركة الذكية بدّدت كل المخاوف والهواجس.
فوز قطر أحرج الغرب وكشف عن وجههم الحقيقي بعد الحملة المضادة على هذا البلد العربي بعد نجاحه في الفوز عليهم فخفت بريق أمريكا وغابت الشمس عن بريطانيا التي لا تغيب عنها الشمس.
ركزت قطر على أبعاد مختلفة أهمها قدرة كأس العالم على توحيد الشعوب في منطقة الشرق الأوسط واعتبرت الشيخة موزة (زوجة أمير قطر) أن تنظيم الشرق الأوسط للمونديال هو الخطوة الأخيرة والأهم لتعزيز وقع هذه الرياضة.
قطر ركزت على كونها ستكون جسرا بين أوروبا وإفريقيا وآسيا والانتقال إلى هذا البلد لن يمثل مشكلة لملايين الأشخاص حيث أن مطارها الدولي الجديد المخطط له سيكون قادرا على استيعاب 50 مليون مسافر سنويا مما يضعه في مقدمة المطارات في المنطقة.
حضر بيل كلينتون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق عملية التصويت إلى جانب نجوم هوليوود ونجوم كرة القدم في العالم ولم يكن من بينهم أي لاعب بما يعني أن قطر خاطبت أصحاب القرار باللغة التي يفهمونها وهذا كان ملاحظا من خلال ت صريحات الشيخ أحمد بن محمد آل ثاني رئيس الملف القطري الذي أكد أن بلاده سيبدأ قريبا مسابقة دوري لكرة القدم للسيدات وهو ما سيصحح صورة نمطية أخرى عن البلاد العربية بأنها تمارس تمييزا صد المرأة بل تحدث عن إمكانية مشاركة إسرائيل في مونديال 2022 بالقول: «نحن نتبع سياسة عدم التمييز فيما يتعلق بالرياضة وبالتالي فإن الرياضيين الإسرائيليين سيكون بإمكانهم المشاركة دون مشكلات».
7 نقاط ضعيفة في الملف القطري
استحقاق قطر بالتنظيم لا يشكك فيه أحد لكن علينا الإشارة إلى بعض النقاط التي اعتمدها المنافسون للتقليل من الحظوظ القطرية وسموها بنقاط الضعف.
1) الحالة الأمنية في منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة حيث عادة ما تكون هذه المنطقة ساخنة ببعض الأحداث والمشاكل السياسية مما يغيب عنصر الاستقرار وهو أهم العناصر في نجاح أي دولة في عملية التنظيم.
2) تحدث البعض كذلك عن غياب مناخ حقيقي للديمقراطية في قطر وبالأخص عدم وجود انتخابات نزيهة حسب ما ذكره المنتقدون بالرغم أن العلاقة بين هذه النقاط إن وجدت أصلا وبين استضافة قطر للمونديال لا تبدو مباشرة أو قريبة وهذا المناخ الديمقراطي لا يوجد حتى في أمريكا وبريطانيا.
3) درجة حرارة الطقس العالية جدا في الفترة ما بين شهري جوان وأوت وذلك بالنظر إلى مناخ قطر الحار وهو عنصر مهم جدا ممّا أدى بفرانس بيكانباور إلى اقتراح أن تستضيف قطر البطولة إما في شهر جانفي أو فيفري من سنة 2022 ورغم أن القطريين تحدثوا عن مجابهة هذه المشكلة من خلال نظام التكييف في الملاعب إلاّ أن أقرب الملاعب من بعضها جغرافيا سيقلل من نجاعة هذه العملية.
4) البنية التحتية التي لازالت تحتاج إلى عمل كبير بالنظر إلى قيمة الملاعب التي قدمتها قطر والتي تحتاج إلى الكثير من الجهد والوقت والإمكانات.
5) المساحة الصغيرة لقطر التي لا تتجاو 12 ألف كلم2 وهو ما يتسبب في مشكل الازدحام نتيجة لتقارب الملاعب وكثرة الجماهير الوافدة في مساحة صغيرة جدا لأن الملاعب ستبنى في دائرة قطرية لا تتجاوز 100 كلم.
6) المرافق الترفيهية محدودة جدا في قطر بالنظر إلى طريقة العيش هناك وغياب مظاهر الترف من الملاهي وغيرها وهي من النقاط التي تقلل من درجة الترفيه للجماهير.
7) قطر ليس لها تقاليد كروية كبيرة وحتى الدوري القطري ما زال ضعيفا مقارنة ببقية البطولات في المنطقة.
العزوف الجماهيري عن المباريات وبالتالي عدم نجاح البطولة جماهيريا.
للتاريخ فقط: استعمار... احتكار واستصغار..
إذا احتكرت أوروبا وأمريكا تنظيم المونديال منذ تأسيسه وأول دورة فيه وذلك الى سنة 1998 وذلك بتعلة ان كرة القدم لا مكان لها في غير هاتين القارتين قبل فوز آسيا بشرف التنظيم سنة 2002 من خلال اليابان وكوريا الجنوبية وإفريقيا سنة 2010 من خلال جنوب إفريقيا فإن أنانية المحتكرين تضخمت حتى أصبحوا يستصغرون علينا تنظيمها ويعتقدون اننا وكعرب مازلنا في الصف الأخير الذي لم تصله ولم تشمله «الحضارة».
قطر أعلنت فعلا ان أول الغيث «قطر»... وسينهمر... ولذلك تفوقت عليهم جميعا وفازت بشرف تنظيم مونديال 2022 مؤكدة انها عاصمة للعالم خلال احتضانها للدورة 22 وأنها الأجدر والأقدر والأنجع وذلك على كل المستويات..
بعد ان سبق لأوروبا احتضان النهائيات لكأس العالم في عشر مناسبات وذلك كالآتي:
٭ الدورة الثانية:
إيطاليا 1934
٭ الدورة الثالثة:
فرنسا 1938
٭ الدورة الخامسة:
سويسرا 1954
٭ الدورة السادسة:
السويد 1958
٭ الدورة الثامنة:
أنقلترا 1966
٭ الدورة العاشرة:
ألمانيا 1974
٭ الدورة الثانية عشرة:
إسبانيا 1982
٭ الدورة الرابعة عشرة:
إيطاليا 1990
٭ الدورة السادسة عشرة:
فرنسا 1998
٭ ملاحظة: هذا دون اعتبار احتضان روسيا للدورة 21 لسنة 2018
ومقابل ذلك احتضنت القارة الأمريكية المونديال في سبع مناسبات وذلك كالآتي:
الدرة الأولى:
الأوروغواي 1930
الدورة الرابعة:
البرازيل 1950
الدورة السابعة:
الشيلي 1962
الدورة التاسعة:
المكسيك 1970
الدورة الحادية عشرة:
الأرجنتين 1978
الدورة الثالثة عشرة:
المكسيك 1986
الدورة الخامسة عشرة:
الولايات المتحدة الأمريكية 1994
٭ ملاحظة: هذا دون اعتبار احتضان البرازيل للدورة 20 لسنة 2014
أما الدول الأخرى كلها في آسيا وافريقيا فإنها لم تنل فرصة تنظيم المونديال الا سنة 2002 في اليابان وكوريا الجنوبية و2010 في جنوب افريقيا.. ومع ذلك استكثروا علينا ذلك حين تم الاعلان عن فوز قطر العربية بتنظيم مونديال 2022 وكأنهم يريدون القول المونديال والطموحات والآمال لنا... ولكم فقط شرف المتابعة وبمقابل لذلك؟؟!!!
أفليس في ذلك تمييز عنصري ظلت ال «فيفا» تؤكد على مقاومته وتنادي بانتشار اللعبة في كل شبر من الكرة الارضية وبأحقية التنظيم لكل من يقدر على ذلك؟؟
مونديال قطر 2022 تحت مجهر الشخصيات الرياضية التونسية: شيبوب متأكد من نجاح التنظيم.. الشتالي يصفق ل«الحلم العربي» وطارق يعتبره شرفا للجميع
فوز قطر الشقيقة بشرف تنظيم الدورة (22) لنهائيات كأس العالم لسنة 2022 يبقى بشكل أو بآخر شرفا لكل العرب الذين بدأت محاولاتهم فردية ومشتركة ولكنها كانت خجولة ومعزولة أيضا حين تحركوا وبادروا بتقديم مشاريع ملفاتهم لتنظيم كأس العالم وذلك نتيجة لظروفهم ونظرة الآخر لهم قبل أن يبرز قمر قطر ليبدّد الليل الحالك الذي عاشه العرب على مرّ السنين ويحوّله الى شمس ساطعة وإلى حقيقة معيشة بعد أن عرفت أن الرياضة عامة وكرة القدم خاصة أصبحت ظاهرة اجتماعية وحقيقة اقتصادية ومنهجا ثقافيا وحضاريا لذلك امتطت المصعد السريع الذي يحرق كل المسافات للارتقاء الى أعلى سلّم يمكّنها من فرصة التألق الدولي لها ولكل العرب وذلك على حساب من كانوا يعتقدون أنهم «سادة العالم»..
لذلك فازت قطر بشرف تنظيم أكبر تظاهرة كروية في المعمورة فكانت لحظات الفوز بهذا الشرف والتي ارتفعت فيها شماريخ الفرح في السماء العربية بمثابة التعويض لسنوات الاحباط والمعاناة في حياة العرب.. عندها فقط تأكد العالم أن كرة القدم أعادت للعربي وعيه بذاته وغرست في صدره الثقة في النفس والتأكيد أن المستحيل ليس عربيا.. كما أن قطر حولت نجوم وشماريخ الفرح الى كل البلاد العربية التي أصبحت سماواتها مضيئة وقلوب جماهيرها سعيدة بأجمل المعزوفات القطرية التي تؤسس لاعادة الشموخ للعرب ولا عجب ولتنشيط الذاكرة العربية وتوثيق مراحلها وحضاراتها.. لذلك تحولت الطموحات من الشعور بالغبن والغياب وعدم القدرة على إنجاح المشاريع الى التوهج والتميز والتألق والثقة في النفس والحضور الفاعل والحقيقي...
«الشروق» ومساهمة منها في الاحتفال بهذا الحدث السعيد الذي أعاد للعرب افتخارهم بأنفسهم، استجلت آراء بعض الشخصيات الرياضية التونسية فكانت آراؤهم كالآتي:
سليم شيبوب (رئيس اللجنة الأولمبية): النجاح التنظيمي مؤكد
مما لا شك فيه، فإن فوز الشقيقة قطر بشرف تنظيم المونديال لسنة 2022 يعتبر فخرا كبيرا وشرفا أكبر لكل العرب الذين كانوا يعتقدون أن ذلك يعدّ مستحيلا لها ولا يمكن أن تناله أي دولة عربية.. وأعتقد بالمناسبة أن دول الخليج العربي لهم من الامكانات الكبيرة التي تؤهلها لاحتضان أكبر تظاهرة رياضية في العالم لذلك تقدمت قطر بملف متضمن لحلول ومقترحات ناجعة أقنعت بها الفيفا وكل العالم فنالت الشرف الذي ولا شك سيعطي دفعا جديدا ويمنح فرصا أخرى لا لقطر فقط وإنما لمنطقة الخليج ككل والتي ستنتفع بهذا التنظيم للمونديال بحكم الجوار والتفتح الكبير عليه لذلك أعتقد أيضا أن الفرصة مواتية لتأكيد الجدارة العربية على أن ينطلق الاعداد ومنذ الآن وخاصة على المستوى الكروي حتى يدرك الفريق المنظم الدور الثاني على أقل تقدير والتفكير في بناء هذا الفريق القطري الذي من المفروض أن يحمل آمال العرب باعتباره فريق البلد المنظم.. وبالتالي فإنني متفائل بنجاح التنظيم لكن لا بدّ من نجاح المردود الكروي أيضا حتى يكون التقدم في الأدوار لمونديال العرب لسنة 2022.
عبد المجيد الشتالي (صانع ملحمة الأرجنتين): .. وتحوّل الحلم الى حقيقة
إذا كان تنظيم كأس العالم الذي يعدّ أكبر تظاهرة رياضية في كل أصقاع الدنيا مجرّد حلم يراود العرب فإن قطر حولت هذا الحلم الى حقيقة، ولذلك نحن فخورون بقطر وبفوزها بهذا الشرف الكبير الذي أكدت به أن العرب قادرون أيضا على احتضان المونديال الذي كان مقتصرا في بداية الأمر ومنذ سنة 1930 والى سنة 1998 أي طيلة (68) سنة على الأوروبيين والأمريكان قبل أن تفوز به وبصفة مشتركة كل من اليابان وكوريا الجنوبية سنة 2002 ثم عاد الى ألمانيا (الأوروبية) سنة 2006 قبل تحوله الى جنوب افريقيا في القارة السمراء سنة 2010 على أن تدور فعاليات هذا المونديال سنة 2014 في البرازيل (أمريكا الجنوبية) وسنة 2018 في روسيا (أوروبا) قبل أن تفوز قطر العربية بهذا الشرف سنة 2022.. وهو شرف كبير فعلا ما علينا إلا مباركته والتصفيق لقطر التي رفعت رؤوس العرب عاليا بفوزها باحتضان دورة سنة 2022 مقترحين التفكير فيه على كل الواجهات بما في ذلك الكروية ومنذ الآن.. كما على بقية الدول العربية افريقية كانت أو آسيوية أن تسجل حضورها في هذا المونديال وذلك بالتفكير في الاعدادات المبكرة حتى تضمن تأهلها كذلك على كل المستويات حتى يكون الاحتفال العالمي عربيا شامخا شموخ العرب من المحيط الى الخليج..
طارق ذياب (صاحب الكرة الذهبية لسنة 1977): شرف لكل العرب
كنت وفي أكثر من مناسبة أكدت ومنذ فوز قطر بهذا الشرف وفي القناة التي أتعامل معها أن إقناع «الفيفا» يتطلب المشروع المميز والمتكامل والدعاية المبكرة له وهو ما قامت به قطر وعن جدارة منذ أكثر من عشر سنوات قبل حرصها في الفترة الأخيرة على تفعيل ذلك بصفة مدروسة وذلك على كل الواجهات وهو ما أهّلها للفوز بهذا الشرف رغم المنافسات الكبيرة و«الشرسة» لبعض البلدان التي لم تكن تعتقد أن دولة عربية وصغيرة الحجم من حيث الجغرافيا سيكون لها الفوز بتنظيم أكبر تظاهرة رياضية في العالم.. والحال أن تلك البلدان لم تدرك أن هذا «البلد الصغير» جغرافيا هو كبير على المستوى التاريخي والحضاري وكبير أيضا في أفكار أبنائه وطموحاتهم فضلا عن الجانب المالي الذي وبطبيعة الحال ييسّر كل شيء ويطوّع العسر على مستوى التجهيزات الى يسر مميز ومتسم بالاشعاع والاقناع.
... كما أن فوز قطر بتنظيم مونديال سنة 2022 هو شرف لكل العرب أينما كانوا ونوع من التحدّي الذي يعيد الاعتبار للعرب وما علينا جميعا إلاّ التكامل والتلاحم ومنذ الآن لانجاح هذه التظاهرة تنظيميا وكرويا أيضا.
نبيل معلول (مدرب وطني ولاعب دولي سابق): مونديال قطر سيكون الأفضل
شخصيا وعند الاعلان عن نتيجة تنظيم كأس العالم لسنة 2022 وفوز قطر بهذا الشرف شعرت وكأن تونس هي التي ستحتضن هذه التظاهرة الكروية العالمية خاصة أنني أعلم علم اليقين أن نجاح أي دولة عربية هو نجاحنا جميعا كعرب.. كما أنني لا أنكر أنني عشت ظروف الاستعداد لتقديم ملف مشروع احتضان كأس العالم ووقفت على حقائق كثيرة تؤكد أن قطر ستفوز فعلا بهذا الشرف باعتبار أن الاعدادات تطلبت عشرات السنين لانجاح المشروع واقناع مختلف الأطراف به وخاصة الفيفا.. لاسيما وأن قطر لم تترك أي نقطة ولو كانت صغيرة وفرعية وجزئية للصدف بقدر ما درست الوضعية جيدا وبعدها تقدمت للمنافسة من أجل نيل شرف تنظيم كأس العالم.. وبالتالي فإنني كعربي وكرياضي أشعر بالفخر الكبير وأدرك أن كل عربي يسري في جسده الدم العربي شعر بذلك كما أنني وبحكم معرفتي الجيدة بانجازات قطر وذلك على كل الواجهات والمستويات عامة وخاصة منها الرياضية والقطاعات المتداخلة معها من تكنولوجيات الاتصال والاعلام والنزل الفاخرة والملاعب المكيفة والأمن وغيره.
أشعر أن مونديال قطر سيكون الأفضل على مر السنين ومنذ بداية كأس العالم سنة 1930 بالأوروغواي..
محمد القمودي (بطل أولمبي): للعرب باعهم في كل شيء.. وعن جدارة
باختصار شديد أرى أن شرف تنظيم قطر لكأس العالم هو شرف لكل العرب الذين لهم زادهم الحضاري والتاريخي ومن المفروض أيضا أن يكون لهم باعهم في هذا الشأن ويفوزون بتنظيم أكبرتظاهرة عالمية على المستوى الرياضي الذي يستقطب كل شرائح المجتمع في العالم.. وإذا كانت قطر صغيرة جغرافيا وعدد سكانها قليل أيضا فإن كل العرب سيساندونها على النجاح الجماهيري فضلا عن حضور السياح وجماهير المنتخبات المشاركة ليكون النجاح متكاملا جماهيريا وتنظيميا وأيضا رياضيا خاصة أنه أمامنا كعرب (12) سنة كاملة للاعداد والتحضير لهذا المونديال الذي بقدر ما نالته قطر فإنه سيشرف كل العرب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.