يتواصل الحديث في مدينة الرديف من ولاية قفصة حول خبر مقتل شاب أصيل الجهة داخل معتقل خاص بالمهاجرين غير الشرعيين في منطقة لياج ببلجيكا وكان تونسيون مقيمون ببلجيكا نشروا على الفايس بوك خبرا تحت عنوان من يعرف أهل هذا الشاب من الجنوب التونسي فليخبر أهله. الصورة المرافقة كانت تحمل ملامح شاب أشعث الشعر وأبيض البشرة وفي العشرينات من عمره تحتها كتب يحيى بن مبارك طبابي. وقد قادنا بحثنا في هذا الموضوع إلى الاتصال بعائلة الضحية لمزيد التحري حول مدى صحة الخبر. وعندما انتقلنا إلى مقرّ عائلة الضحية وجدنا عددا من أهالي المنطقة بصدد تقديم التعزية لشقيق الهالك السيد بوعلي طبابي وهو ما جعلنا نتأكد بأن الخبر الوارد في صفحات الفيس بوك صحيح بحثنا أولا عن هوية الضحية فعلمنا أنه من مواليد 07 12 1978 وهو أصيل الرديف من ولاية قفصة وقد غادر التراب التونسي مع عدد من المهاجرين غير الشرعيين عبر ليبيا سنة 2004 ووصل إلى إيطاليا ثم غادرها نحو فرنسا ثم إلى اسبانيا ثم عاد إلى فرنسا ثم غادرها يوم 02 ديسمبر 2009 تاريخ اتصاله هاتفيا بشقيقه (بوعلي) ليعلمه بأنه وقع اعتقاله من قبل شرطة مكافحة الهجرة السرية وأنه تم ايداعه صحبة تونسي من تونس العاصمة بمعتقل لياج ببلجيكا. وقد حدثنا بوعلي حول أسرار الوفاة فقال: «يوم الاثنين 04 جانفي الجاري وعلى الساعة الثانية بعد الزوال وصلتني مكالمة هاتفية على هاتفي الخاص من قبل شاب قال لي أنه من تونس العاصمة ويقيم ببلجيكا وتحديدا بمعتقل لياج وأنه يحدثني من هناك». وأضاف «في مكالمته أنه يعرف شقيقي (الضحية) وأنه قد وجد رقم هاتفي مسجلا في ذاكرة هاتفه». صمت بوعلي قليلا وواصل الحديث قائلا إن ذلك الشاب أعلمه بأن شقيقه يحيى توفي متأثرا بجرعة مضاعفة من دواء معالجة الأعصاب إذ تلقى حقنة كانت كفيلة بازهاق روحه وقد قدمها إليه (حسب الشاهد المذكور) موظف المعتقل «هو بجانبي الآن جثة هامدة».. هكذا ختم المتحدث مكالمته الهاتفية. «ورغم نزول الخبر عليّ نزول الصاعقة (الكلام لبوعلي) فقد حاولت أن اضبط نفسي وان أتمالكها فأخبرت كامل أفراد عائلتي مع العلم أنه أخي الوحيد (البقية بنات) وطلبت من محدثي (على الهاتف) أن يسلمني العنوان الكامل للمعتقل». ويضيف بوعلي: «اتصلت مباشرة ببعض الأصدقاء من أهالي المنطقة المقيمين ببلجيكا وفرنسا وأخبرتهم بفحوى الواقعة فأعلموني أنهم سوف يتصلون مباشرة وفي أقرب وقت بإدارة المعتقل في منطقة لياج ويقومون بجميع الاجراءات القانونية وفعلا قاموا بالاتصال بإدارة المعتقل والتقوا برفيق أخي داخل المعتقل (صاحب المكالمة الهاتفية) فسرد عليهم نفس المعطيات وطلبوا من إدارة المعتقل التنسيق معهم في معرفة الملابسات الحقيقية للوفاة وكانت المفاجأة عندما اتضح لنا أن مدير المعتقل من أصول تونسية ومتحصل على الجنسية البلجيكية وقد هاتفته أكثر من مرة ووعدني بمتابعة الموضوع».