انتهى الجزء الأول ثم الثاني وجاء الدور على الجزء الثالث من تحضيرات المنتخب الوطني لنهائيات افريقيا للأمم بأنغولا.. وهو الجزء الأهم للكشف عن الوجه الحقيقي للمنتخب قبل شدّ الرحال لمجابهة الأدغال.. وما فيها من أهوال. اليوم يخرج علينا منتخبنا الوطني في ثوبه الجديد الذي خاطه فوزي البنزرتي وبقية إطاره الفني والاختبار سيكون أمام غمبيا التي تبدو منطقيا «صالحة» للتجارب لأنها بلا مخالب وهو ما يجعلنا أمام فرصة تطبيق ما نريد فوق المستطيل الأخضر لملعب المنزه اما إذا استوقفنا الضيوف في ملعبنا وأمام جمهورنا وقبل يوم واحد من بداية ال«كان» فستكون الطامة الكبرى خاصة على المستوى النفسي سواء للاعبين أو للجماهير.. فكل الأطراف تحتاج إلى جرعة معنوية في هذا الوقت بالذات وسيكون لعبا بالنار إذا عجزنا عن فك طلاسم خطة المنافس ونحن لا نزال على أرض تونس.. وهو ما يضيف نوعا من التوابل الحارة جدّا لهذه الطبخة الودية التي سيحاول خلالها فوزي البنزرتي اقناع الجمهور بدرجة أولى بأنه «الحصان الرابح» وانه سيكون في مستوى الثقة التي منحته إياها الأغلبية الساحقة لهذا الشعب. وحتى لا نقطع يد السارق قبل أن يسرق نشير فقط إلى أن بعض الأخبار وصلتنا عن التربص الأخير بالامارات تؤكد ان اللاعبين خضعوا لعمل بدني رهيب اعتبره البعض في غير محلّه بالنظر إلى الحالة البدنية التعيسة التي عليها اللاعبون المحليون.. وقد تكشف لنا مباراة اليوم مع غمبيا صحة هذا الادعاء من عدمه.. سليم الربعاوي أراء فنية: مباراة مهمة للمعنويات لكنها لن تعكس حقيقة مستوانا يخوض المنتخب الوطني اليوم مباراته الودية الوحيدة في اطار استعداداته ل«الكان» وسط فيض من التعاليق وانتقاد لاذع للبرمجة على أساس ان الاستعداد لحدث في حجم الكان لا يكون بمباراة ودية وحيدة وبمواجهة منافس من الوزن الخفيف في حجم غمبيا. الامر ليس بدعة من فوزي البنزرتي فالجزائر فعلت مثلنا وهي تستعد لأنغولا في جنوبفرنسا، كما ان الوديات على أهميتها لا تقاس كمّا أو كيفا فمنتخب السعودية مثلا استعد لمونديال 2006 في ألمانيا بإجراء 30 مباراة ودية لكن نتيجته في تلك الدورة كانت كارثية. نحن هنا تركنا الحكم للفنيين فجاءت آرائهم كالتالي: كمال الشبلي : بالنظر الى الأوضاع التي عاشها المنتخب في الآونة الاخيرة يمكن ان نعتبر ان خوض مباراة ودية وحيدة كان أمرا اضطراريا ولكن الاهم من كل هذا هو ان نستفيد من المباراة قدر الامكان من ناحية تجربة الخطط التكتيكية والوقوف على الانسجام الحاصل بين مختلف عناصر الفريق، حيث سيكون المجال مفتوحا أمام فوزي البنزرتي لتجربة النهج التكتيكي الذي سيطبقه. نقطة أخرى ايجابية ان منافسنا المنتخب الغمبي هو منتخب افريقي تتوفر فيه بعض نقاط التشابه بينه وبين المنتخب الغابوني مما يعطي لبعض اللاعبين الذين تغيبوا عن الاجواء الافريقية فكرة على طريقة التعامل مع هذه المباراة. كمال الزواغي : مباراة واحدة لا تكفي وهذه حقيقة لا يمكن ان نختلف عليها لكن المهم في حجم المنافس الذي اعتبره شخصيا ليس في نفس قيمة منتخبات زمبيا والغابون والكامرون وبالتالي لن يعكس حقيقة امكانياتنا بالشكل المطلوب لكن ستكون مباراة تطبيقية لمحاولة تجسيد الخطط التكتيكية على أرض الواقع. في هذه النقطة اعتقد ان المدرب فوزي البنزرتي يعوّل كثيرا على التمارين وعلى العمل الذي قام به خلال التربصين في سوسة والإمارات، حيث أمكن له تجهيز المجموعة خاصة من الناحية المعنوية والبدنية، فيما تبقى هذه المباراة مجرد وسيلة لضبط بعض المعطيات حول تمركز اللاعبين والانسجام الحاصل بين جميع الخطوط. جلال القادري : نعلم جميعا أن مباراة واحدة لا تكفي للتحضير لمسابقة في حجم كأس أمم افريقيا، لأن الأمر هنا يتطلب على الأقل ثلاث مباريات، لكن في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها لم يكن بإمكاننا القيام بما هو افضل. المباراة ستكون أهميتها كبرى خاصة من الناحية المعنوية لأن الانتصار فيها سيعطي دفعا معنويا مهما للمجموعة التي انهزمت في اخر مباراة لها، ومهم لطمأنة الشارع الرياضي بأن الفريق عازم على تقديم وجه مرضي في أنغولا. من الناحية التكتيكية لتضيف لنا المباراة الشيء الكثير لأن المنتخب الغمبي ليس في مثل حجم المنتخبات التي سنواجهها في الكان، كما ان البنزرتي لن يعوّل على هذه المباراة كثيرا ليحدد ملامح التشكيلة الأساسية لأنه يعرف المجموعة جيدا ف80٪ من اللاعبين هم من المحليين، وبالتالي فإن المباراة مهمة للجانب المعنوي بالدرجة الاولى.