ضمن لقاءاته الدورية استضاف نادي «تحت السور» في فضاء الفتح الثقافي بباب سويقة الذي يديره المسرحي جمال العروي مساء أول أمس الخميس مجموعة مسرحية «مائة نجمة ونجمة» الذين تحدّثوا عن هذه التجربة الممتعة حسب شهاداتهم لمسرحية سعت الى تكريم الممثلات التونسيات الرائدات اللاتي صنعن حداثة المسرح التونسي بكثير من التضحيات والألم الذي انتهى ببعضهن الى العقاب الاجتماعي. منير العرقي مخرج المسرحية قال ان هذا العمل الجديد هو حلقة جديدة في سلسلة أعماله التكريمية مثل «ريحة لبلاد» التي افتتحت مهرجان قرطاج الدولي سنة 2002 وكرّمت الفنان محمد الجموسي و«رقصة الكمنجة» التي كرّم من خلالها المايسترو رضا القلعي. وأشار العرقي الى أن المسرحية بدأت كمشروع قبل ثلاث سنوات باقتراح من هدى بن عمر وقد كانت عملية المسرحة صعبة جدا لمحدودية الامكانيات وضخامة العمل الذي لم يتمتع الا ب22 ألف دينار فقط كمنحة دعم مسرحي في حين ان التكلفة كبيرة جدا وقال العرقي ان التكلفة هي التي حددت بقدر كبير الصياغة المسرحية. وقالت هدى بن عمر صاحبة المبادرة الاولى ان مسرحيتها «هنّ» كانت منطلقا للعمل حين اقترح عليها الدكتور حمدي الحمايدي مواصلة المشروع بتكريم الممثلات التونسيات فبدأت في مراجعة الصحف القديمة والعودة الى الارشيف الوطني وقراءة تعاليق الصحف التونسية في أول القرن حول أداء الممثلات التونسيات وقد جمعت كما قالت سجّلات كثيرة حول نضال الممثلات التونسيات. جمال المداني أشار في تدخله الى ان المسرحية تكرّم ايضا الرجال الذين وقفوا وراء الممثلات التونسيات مثل البشير المتهني الذي تزوّج من شافية رشدي وشجّعها على استعادة حيويتها بعد الازمة التي عاشتها مع زوجها الاول الى جانب الكتّاب والصحفيين الذين دعّموا حضور المرأة مثل الهادي العبيدي ومحمود بيرم التونسي ومحمود بورقيبة وعبد الرزاق كرباكة وغيرهم فقد كان هناك جيل كامل آمن بالمرأة في المسرح بعد ان كانت ممنوعة من الوقوف على الخشبة وقد ساهمت الممثلات في دعم المقاومة الوطنية بتنظيم الحفلات الخيرية والعروض المسرحية وتخصيص مداخيلها لدعم ا لحركة الوطنية. وفي نفس هذا المسار تحدّث محمد علي دمّق الذي أكد على ان منير العرقي أثبت بهذا العمل وبأعماله السابقة انه مخرج «صنايعي» يجيد صياغة الاعمال الكبرى وتمنى جمال العروي ان يعرض هذا العمل في مهرجان قرطاج الدولي لأنه تكريم حقيقي ليس للممثلات التونسيات فقط بل لمرحلة تأسيسية في تاريخ المسرح التونسي.