الفرجة والتكريم والتأريخ، هي بعض العناصر التي توفرت على ركح مدينة القيروان بإمضاء محمد منير العرقي مخرج مسرحية «مائة نجمة ونجمة» التي تألقت وأثثت سهرة مساء السبت الماضي في اطار مهرجان مدينة القيروان في باقته العاشرة. المسرحية التي تابعها جمهور محتشم العدد، نجحت في توفير مقومات الفرجة والإمتاع وشدت انتباه الجمهور الذي استفاد من مضمون العمل المسرحي الذي تميز بقوة النص وعفوية التمثيل وقد اتسم بالحيوية والحركية على الركح والتفاعل مع الجمهور، كما قدم الى جانب الإمتاع كمّا هائلا من تاريخ المسرح وأهم رجالاته الذين احتفت بهم المسرحية بعد ان كاد النسيان يلف بعضهم. و«مائة نجمة ونجمة» عمل مسرحي يأخذ من المسرح الشعبي ومن النخبوي، وهو كذلك جولة تأريخية للمسرح التونسي لرموز كبيرة من المسرحيات بينهن حبيبة مسيكة وفضلة ختمي وشافية رشدي وفتحية خيري ونرجس عطية ومنى نور الدين دون ان يغفل العمل تكريم ثلة من رجال المسرح مثل بيرم التونسي وعلي بن عياد والبشير المتهني إلى جانب عديد الأسماء من الكتاب والصحافيين الذين دعموا حضور المرأة في المسرح بالتوازي مع الحريات الشخصية. ويرى البعض انه على الرغم من الطابع التأريخي للمسرحية، فإن المخرج وفق في إدخال الجوانب الطريفة والأسلوب الكوميدي على أدوار الشخصيات كما تمكن من أحداث تحويرات مستمرة على النص لجعله مسايرا للمستجدات الوطنية والعالمية(فيضانات باكستان). المسرحية كتب نصها حمدي الحمايدي وأخرجها منير العرقي أما التجسيد الدرامي فكان لهدى بن عمر التي تقمصت كثيرا من الأدوار المسرحية النسائية(لنجمات المسرح التونسي) كما شاركت في هذا العمل المسرحي وجوه مسرحية متميزة على غرار جمال المداني ومحمد علي دمق وسميرة بوعمود والناصر العكرمي ومحمد الصالح المداني.. كما ظهر مخرج المسرحية في مشهدين منها. العرقي، نحتاج الى مركز لصناعة الدراما وفي لقاء مع مخرج العمل الفنان محمد منير العرقي، قال ان «مائة نجمة ونجمة» هي تكريم للممثلة التونسية التي قاسمت ادوار البطولة منذ البداية في مائوية المسرح التونسي وهو ما نتفرد به كتونسيين حيث شاركت المرأة في الأعمال المسرحية بمواهبها المتعددة. ونحن نكن لتلك الشخصيات النسائية الاحترام وكان العمل بمثابة وردة مهداة لهن. وأكد العرقي انه لا يقبل بالارتجال على الركح وبين ان النصوص التي يتعامل معها يتم تطعيمها بالمستجدات وفتح مساحات للارتجال ويتم التنسيق بين مجموعة العمل لتطوير العمل. وعن غيابه عن الأعمال التلفزية هذ العام، اكد انه امتنع عن المشاركة لعدم دعوته الى أعمال هامة ما جعله يمتنع عن العمل والتفرغ الى مشاريع فنية أهم. وأكد العرقي انه استفاد بشكل كبير من الفنان الفاضل الجزيري ووظفها في عدة أعمال بفضل الزاد المعنوي والمعرفي الذي تتلمذ فيه لديه. وعن رأيه في الأعمال الدرامية التي تعرض على التلفزة التونسية أكد العرقي وجود عدة نقائص فنية في تناول المواضيع الحساسة رغم تطور طريقة الإخراج والتصوير، وأكد ان عزوف الجمهور سببه غياب التطور ووجود نقائص في السيناريو والتمثيل وإخلال الوجوه الجديدة بالأعمال. كما أشار الى الارتجال في الإنتاج والتسرع وان هناك مسلسلا يتم تصويره الى غاية اللحظة وهو لا يعقل ولا يمكن ان يقدم عملا ناجحا حسب قوله داعيا الى حسن الإعداد المسبق وضرورة حسن اختيار الممثلين على غرار مقابلات كرة القدم. ولابد ان يكون لنا مركز لصناعة الدراما تشتغل 12 شهرا في السنة.