المنتخب التونسي مطالب في هذه المباراة بتفعيل الجانب الهجومي والمراهنة على التهديف منذ البداية على اعتبار ان المنافس حصل على ثلاث نقاط من مباراته الأولى وسوف لن يكون مندفعا ومن المتوقع ان يلعب بنفس الخطة والتشكيلة التي لعب بها في مباراته الأولى. الخطة يعوّل الغابون بقيادة الفرنسي ألان جيراس على خطة 451 وهو رسم تكتيكي يؤمّن له حصانة دفاعية حيث يتواجد رباعي دفاع ثابت علاوة على لاعبي ارتكاز متواجدين باستمرار لتأمين التغطية والربط بين الدفاع والهجوم مع حارس مميز (ديدييه أوفونو) وفي الوسط يوجد خماسي يقوده اللاعب المميّز ألكسندر ندنبو صاحب التمريرات الحاسمة والمهندس لكل العمليات الهجومية.. اما الخط الأمامي فيتواجد هدّاف الفريق دانيال كوزين مهاجم «هال سيتي» وهو سريع ومهاري في نفس الوقت. قوة الغابون في دفاعه الصلب وخاصة محور الدفاع بقيادة موندونغا والحارس العملاق اوفونو كما ان الغابون يدافع دائما بما لا يقل عن ستة لاعبين مما يؤمن له حصانة دفاعية يصعب اختراقها. الحل أمام كثافة دفاعية متوقعة للغابون وأمام حاجة المنتخب للنقاط الثلاث من الضروري التعويل على مهاجمين في الخط الأمامي.. والمراهنة على الاختراقات من الأطراف حيث نجح في هذا الدور الذوادي والمساكني في المباراة الأولى كما ان التصويب من بعيد ضروري لفك الدفاع وارباكه ومع كل هذا لابدّ من الاستفادة من الكرات الثابتة وعدم الاستعجال عند التنفيذ وفي المقابل من الضروري الانتباه للغابون عند الهجمات المرتدّة السريعة التي يقوم بها من حين لآخر. تعديل بعض الأمور في المنتخب رغم الوجه المشرق الذي برز به المنتخب في الشوط الثاني من مباراة زمبيا الا ان بعض النقائص لابدّ من معالجتها لعل اهمها: أولا: ان المباراة بشوطين ولا يكفي ان تلعب شوطا واحدا جيدا للفوز بالمباراة . ثانيا: بداية المباراة مهمة جدّا ولابدّ ان يدخل المنتخب في صلب الموضوع مبكّرا. ثالثا: مهاجمة المنافس في ملعبه والمبادرة الهجومية تعطيك أسبقية معنوية مهمة. رابعا: مثل هذه المباريات الحاسمة تتطلب مجهودا بدنيا قويا وحضورا ذهنيا عاليا منذ البداية وحتى نهاية الوقت القانوني. خامسا: كرة القدم لعبة جماعية وكل لاعب يؤدي دوره داخل الفريق والكل مهمّ وأي تقصير او تهاون يتضرر منه الفريق ككل. حاجة المنتخب لكل أبنائه المتأمل في تركيبة المنتخب الحالية يلاحظ عديد الوجوه الشابة وهذا شيء إيجابي لكن خبرة القدامى على غرار بن سعادة وجمعة ضرورية في مثل هذه المباريات.. الأداء المطلوب المنتخب في حاجة لأداء مماثل للشوط الثاني لمباراتنا الأولى هجوميا على أن نؤمن دفاعنا بشكل افضل خاصة في محور الدفاع. أخيرا أعتقد ان المنتخب دخل في صلب الموضوع متجاوزا مسألة عدم اجرائه لمباريات ودية وهو قادر حاليا على تحقيق الفوز لو عوّل على عناصره الشابة والقديمة فكلاهما يكمل الآخر.