بعد نكسة 14 نوفمبر الماضي في الموزمبيق والتي حرمتنا من التأهل للمونديال 2010 كان الإجماع قد حصل حول المدرب فوزي البنزرتي ليكون خير خلف للبرتغالي أمبرتو كويلهو... وكان الإعلاميون الرياضيون من الأوائل الذين اقترحوه واعتبروه رجل المرحلة وشدوا على يديه أينما ذهب. ...إلاّ أن هؤلاء الإعلاميين الذين يرفضون الانصهار في منظومة الشكر والذم ولا يترددون في النقد كلما استوجب الأمر ليقولوا للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت أصبحوا مثل الشماعة التي يركب صهوتها كل من يفشل في خياراته ونتائجه ليمسح أخطاءه في جلباب الصحافة على غرار ما فعله فوزي البنزرتي نفسه إثر لقاء تونس والغابون (00) الذي غابت فيه النجاعة وأفرزت تعادلا مرّا. ...كما أنّ كريم حقي الذي نسي الماضي وتنكر للإعلاميين الذين شجعوه منذ بدايته ومنذ حلوله بمركب النجم قادما من قرية «بوزقام» المناضلة والشامخة إلى أن أصبح عنصرا بارزا في النجم ثم في الفريق الوطني قبل الاحتراف بأوروبا.. هذا اللاعب بدوره وبعد تراجع مردوده الذي أكده الخبراء والفنيون في عديد المناسبات لم يجد غير وسائل الإعلام ليصبّ عليها جام غضبه ويبرّر فشله وتدني مستواه.. ولم يكتف بذلك حتى أنه أصبح يوزّع بطاقات «الوطنية» .. هكذا؟؟! «الشروق» فسحت المجال للإعلاميين للرد على تصريحات فوزي البنزرتي وكريم حقي فكان التحقيق كالآتي: جلال المستيري (لابراس): جحود وتبريرات واهية ليست المرة الأولى التي يكون فيها الإعلاميون أكباش فداء ويدفعون ضريبة خيبات الآخرين سواء كانوا في الأندية أو في المنتخب الوطني... وهذا جحود معروف لا يدفع إلا على مزيد السير قدما نحو الدفاع على أخلاقيات المهنة وشرفها وذلك بالنقد البنّاء والنزيه والمقترحات الإيجابية من أجل الارتقاء بالقطاعين الإعلامي والرياضي في نفس الوقت.. وما أراه مهما هذه المرة هو أن فوزي البنزرتي كان قد طالب به الجميع مؤكدين أنه رجل المرحلة والذي من المفروض فيه أن يبحث عن أسباب ومسببات الفشل وذلك بداية من الإعدادات وصولا إلى الخيارات على مستوى اللاعبين واستراتيجية اللعب جاء ليؤكد أن الإعلاميين هم السبب كما أن كريم حقي اقتفى أثره لتبقى الصحافة.. مهنة الجحود طالما أن الإعلاميين يرفضون أن يكونوا أبواق دعاية لهذا أو لذاك ولا يقولون إلا كلمة الحق التي تحرج الفاشلين... صالح القادري (الصحافة): تبرير الفاشلين ما أتاه فوزي البنزرتي أو كريم حقي منتظر ومعروف منذ زمان وقد يكون تضخم خلال الفترات الأخيرة بشكل غريب ومريب حيث أن فوزي برّر فشل المنتخب أمام الغابون بالإعلاميين مقابل تأكيد كريم حقي بأنه أصبح يوزع بطاقات الوطنية باعتباره «وطنيا» ويرفض توزيعها على الآخرين.. هكذا؟؟! والحال أن الاحباء يترجون اللاعبين رافعين الأعلام داعمين إياهم بالعطاء والروح الوطنية والإنتصارية... وهنا أتساءل: هل هناك من لا يحب وطنه؟ أم أن اللاعبين وأيضا المدربين تعودوا على المدح والثناء ولما نقول لهم أخطأتم يثورون ويصولون ويجولون ويتهمون ويجحدون...؟ وأعتقد بالمناسبة أن التسيب في التصريحات وإقحام الإعلاميين في كل شيء أصبح ظاهرة ليس على مستوى اللاعبين فقط بقدر ما أصبح الأمر صادرا حتى من رئيس الجامعة نفسه والذي أعرفه وأحترمه وأقدر ماضيه ولكنني ألومه حين يصرح ل «الجزيرة الرياضية» وبشكل مطول ويرفض التصريح للقنوات التونسية ولو في شكل انطباع سريع.... وباختصار أعتقد أن الذي اكتوى بنار الإعلام وعرف واقعه يدرك أن الفاشلين فقط يبررون بالإعلام... عادل بو هلال (أخبار الجمهورية): عيب... والله عيب بصفتي إعلاميا في «أخبار الجمهورية» وأيضا مقدما لحصة سويعة «كان» فإن تصريح فوزي البنزرتي لم أسمعه ولم أره لا صورة ولا كلمة.. أما ما قاله كريم حقي فأعتقد أن المحللين وهم من حجم شكري الواعر ومختار التليلي وحاتم الطرابلسي وسامي العكريمي وخالد حسني وفريد شوشان وغيرهم يعرفون معنى كرة القدم ويحسنون التحدث حول هذه الرياضة بتفاصيلها ومن حقهم الإصداع بكلمتهم وإبداء آرائهم بما يضمنه دستور البلاد على مستوى حرية الرأي والتعبير ولذلك فإنهم من تونس ويحبون البلاد ووطنيون ولا يستطيع أحد أن يشكك في ذلك... أما أن يتهم حقي هؤلاء أو القناة ككل بعدم الوطنية... فإنني أود أن يفهمنا معنى الوطنية دون تقديم شقشقة فارغة يعتقد أنها درس والحال أن «الوطنية» كانت تفرض عليه الدفاع عن الراية في أنغولا وتحقيق ما يشرف البلاد... والله عيب أن نصل الى هذا المستوى ويرد كريم حقي بهذا الأسلوب.... ثم والله عيب أن يجد الإعلام الجحود من أمثال كريم حقي أو غيره. فريد الكعباشي (الشروق)ك رد فعل منتظر... رد فعل فوزي البنزرتي كان منتظرا لأن الإعلاميين هم الذين نصبوه ليكون على رأس المنتخب وهو عين الجحود خاصة أنه وبعد فشله على الميدان برر هذا الفشل والخيبة بالتحكيم في البداية قبل أن يضع الإعلام شماعة لتعليق أخطائه وهفواته وخياراته... ومن جهة أخرى يمكن تفسير تشنجه على الإعلام بأنه ليس له تفسير علمي وهو ما يعني أنه فاقد الحجة التي يمكن أن يوضح بها فشله أمام الغابون سواء على مستوى الخيارات أو الإعدادات أو الاستراتيجية وغيرها..