مرّة أخرى يفرض علينا لاعبونا ساعة ونصف من الانتظار الممل جدا... ومرة أخرى نجد أنفسنا مرتبطين بعرق غيرنا بعد أن أهدرنا عرقنا بلا شيء... فزملاء كريم حقي أهدروا يوم الأحد فرصة «تاريخية» للفوز على الغابون خاصة وأن هذا المنافس لم تكن له مخالب في حجم مخالب المنتخب الزمبي ونجومه لم يصنعوا أي خطر مباشر على مرمى أيمن المثلوثي بل اكتفوا بالدفاع عن حظوظهم في كسب نقطة تقيهم منطقيا سعير الحسابات. منتخبنا كشف مرة أخرى ضعفه على أكثر من صعيد فلا الأحوال البدنية كانت عال العال (وظهر هذا في الالتحام مع المنافس وصعود المدافعين) ولا الأحوال الفنية كانت جيدة بدليل أننا لم نحسن الحل ولا الربط بين الصفوف.. وكل ما صنعناه أننا لهثنا طوال تسعين دقيقة ولم نصل ولو مرة واحدة إلى الشباك الغابونية.. وحتى المحاولات القليلة جدا فإنها ضاعت بشكل غريب. قد يتهم البعض الصحافة الرياضية بالقسوة على فوزي البنزرتي و«رجاله» وهذا خطأ خاصة أن الإعلام الرياضي قام بواجبه في كشف الخلل في إبانه سواء بشأن مردود بعض اللاعبين أو «تخلويض» وفلسفة المدرب الوطني عند ضبط التشكيلة ومواقع كل عنصر فيها أمام زمبيا والغابون. الشارع الرياضي الذي استطلعنا اراءه بعد مقابلتي زمبيا والغابون يؤكد بدوره أن الذين يتحدثون عن اللقاء الثالث غدا مع الكامرون على أنه جواز عبور إلى الدور الثاني يغالطون أنفسهم لأن منتخبنا لا يستحق هذا الترشح... ولا يستحق حتى التواجد في أنغولا ونقولها صراحة أننا الأضعف في مجموعتنا وأن أكثر من منتخب كان يتفرج على منتخبنا فاتنا ركبه.. وأصبحنا نتفرج عليه.. ونقولها بصراحة مؤلمة أننا توقفنا عند «إنجاز» 2004. الذين يتحدثون على أننا من أقوى منتخبات إفريقيا عليهم بكشف حساباتنا طيلة الست سنوات الماضية... فبطولتنا التي تتحكم فيها أربعة فرق طولا وعرضا سجلت تراجعا مذهلا على جميع المستويات... وبطولتنا لم تكشف لنا عن نصف لاعب يستحق المتابعة من الفرق العالمية رغم سيل الأخبار التي ترافق هذا الاسم أو ذاك وبطرق كاريكاتورية متعمدة أحيانا. المعجزة منتخبنا اكتفى بتعادلين أي بنقطتين... والغابون لها 4 نقاط والكامرون لها 3 نقاط ورغم ذلك فإن «الحساب» لم يغلق بعد لأننا بكل بساطة ننتظر «معجزة» من لاعبين عجزوا عن هزم زمبيا ثم الغابون. قلناها منذ مدة وتحديدا خلال تصفيات كأس العالم المؤدية إلى جنوب إفريقيا بأن لاعبينا سواء مع كويلهو أو فوزي البنزرتي تنقصهم الرغبة في الفوز.. وحب التشريف إلى حد الهوس والجنون وهي خاصية يمتاز بها لاعبو مصر والجزائر مثلا فهم لا يفوقنا في شيء لكنهم «يأكلون العشب» من أجل رفع راية وطنهم وتحقيق الفوز أما لاعبونا فمن فرط ما أصيبوا بالعجز عن تخطي عقبات في حجم زمبيا والغابون لم تعد لهم أي رغبة في أكل أي شيء.. وطبيعي أن تغيب شهية الانتصار. مطلب الجمهور لأنهم يثقون في «الشروق» فقد رجانا الأحباء طوال اليومين الماضيين طالبين إبلاغ أصواتهم إلى عناصر المنتخب ومناشدين إياهم حفظ ماء الوجه... ومعتبرين أن أبناء فوزي البنزرتي خذلوهم إلى حد الآن وخانوا الأمانة وخالفوا العهد الذي قطعوه على أنفسهم بالترشح... اللهم قد بلغنا.. ما الذي يجب أن يكون؟ سؤال بحجم ما ينتظر المنتخب غدا أمام الكامرون سواء على الصعيد التنظيمي أو الفني.. ورغم أن خبر إعفاء بعض اللاعبين فاح وانتشر إلا أن الجميع مقتنعون بأن علة المنتخب ليست في إخراج بعض العناصر من اهتمامات فوزي البنزرتي بقدر ما هي في تجاوز أخطاء مباراتي زمبيا والغابون... كما أن الجمهور التونسي شبع كلاما والمطلوب هو العمل المثمر من أجل تونس وسمعة الكرة التونسية التي تجد رعاية لا توصف من لدن أعلى هرم السلطة ومن المخجل أن لا يرد لها بعض الجميل من خلال المرور إلى الدور الثاني في أنغولا وهو أضعف الإيمان.. آخر الكلام تونس لم تهزم زمبيا.. وتعادلت مع الغابون وتحلم بالفوز على الكامرون أقوى منتخب إنه منتهى العجب...