عبر عدد من المكفوفين من خريجي الجامعات دفعة 2009 في رسالة موجهة الى وزير التربية حصلت «الشروق» على نسخة منها، عن تذمراتهم من مستقبل مهني لا تبدو ملامحه واضحة. وقال هؤلاء في رسالتهم ان الوزارة سلبت المكفوف حقه في التشغيل بتشريكه وفقا للقانون في المناظرات وفتح مدارس المكفوفين كسوق شغل للمبصرين. علي العويني، أصيل ولاية منوبة، حامل لشهادة الاستاذية في الشريعة وأصول الدين قال ان القرار الرسمي مكّن المكفوف من حق الدراسة الجامعية .. فالتحق المكفوف بالمبصرين في الجامعات ورغم الصعوبات التي واجهها كان من بين المتفوقين لكنه تفاجأ بفقدانه ضمان الشغل بعد تخرجه من الجامعة. مثله قال علي، أصيل معتمدية منزل شاكر من ولاية صفاقس، حامل لشهادة الأستاذية في العلوم الشرعية والتفكير الاسلامي «ان المكفوف رغم استثنائية وضعه مجبر على خوض سوق الشغل كما لو كان مبصرا». وأضاف «سوق شغلنا ضيقة اذ لا مكان لتشغيلنا سوى في مدارس المكفوفين ورغم محدودية فرصتنا تفتح الوزارة تلك المدارس لانتداب مبصرين يلقون الدروس على المكفوفين على طريقة براي». مناظرات ومغالطات يطالب هؤلاء بمراجعة قرار تشريك المكفوفين في مناظرة الكاباس وفي المناظرات عموما احتراما لخصوصيات اوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية. كما عبر بعضهم عن تذمره من الطريقة الحالية التي تعتمدها هياكل وزارة التربية في مساعدة المكفوف على تخطي المناظرة. يقول حمودة المحمدي، أصيل ولاية المنستير وحامل لشهادة الأستاذية في الموسيقى والعلوم الموسيقية إن المساعدة التي قدمتها له الادارة الجهوية بالمنستير في مناظرة الكاباس الاخيرة عطّلت تخطّيه للامتحان... موضحا انه يتم تعيين مبصر لمساعدة مكفوف على الكتابة في المناظرات... «إلا ان المبصر الذي عينته الادارة المذكورة لمساعدتي على الكتابة الموسيقية (يملي عليه وهو يكتب) كان موظفا اداريا يجهل مثل هذه الكتابة». ويؤكد أغلب هؤلاء ان تفاصيل كثيرة تتضمنها المناظرات لاتراعي الوضعيات الخاصة بالمكفوفين. من جهته قال حسام الدين العبيدي أصيل ولاية تونس، حامل لشهادة الأستاذية في التاريخ، إن وضعية الكفيف ظلّت غامضة... وإن سوق تشغيله تبدو فرصتها معدومة على حد قول أيمن الرويس، أصيل ولاية سوسة وحامل لشهادة الاستاذية في الشريعة والتفكير الاسلامي. بلا ردّ في رسالتهم أيضا مطالبة بتفعيل القوانين الخاصة بتشغيل المعوق وكذلك تفعيل التشجيعات الرسمية الداعية الى إدماج المكفوف ومراعاة خصوصيته. وأشاروا الى ان مطالبهم واحتجاجاتهم لم تجد إجابة الى حد الآن... فطرق باب الوزارة استمرّ منذ بداية السنة الدراسية دون ردّ. وبالتوازي تستمر زياراتهم واحتجاجاتهم على أبواب الاتحاد الوطني للمكفوفين بطريقة تكاد تكون أسبوعية على حد قول أحدهم... دون اجابة واضحة. وفي تصريح خاص قال عماد الدين شاكر مدير اتحاد المكفوفين ل«الشروق» إن الاتحاد يساند هؤلاء المحتجين مؤكدا ان ما لا يقل عن 20 مكفوفا من خريجي الجامعات هم في انتظار التشغيل. كما أوضح المتحدث ان الاتحاد يتفاوض مع الوزارة فيما يتعلق باستثناء هؤلاء من المناظرات وذلك منذ شهر أكتوبر الماضي، مبرزا ان الوزارة وعدت بالنظر بصفة جدية في هذا الملف... لايجاد حلول لتشغيلهم. وردا على سؤال «الشروق» حول سبب تأخر طباعة المراجع بطريقة براي للطلبة المكفوفين في الجامعات تطبيقا لما جاء في القرار الرسمي، قال السيد شاكر إن الاتحاد يقوم بدور الوساطة وأنه لاحظ هذا التأخير... مشيرا الى أنه سيتم تطبيق ما جاء في المنشور خلال الفترة القادمة.