تم بأحد أحياء العاصمة فتح أول نقطة بيع للمنتوجات البيولوجية... أعدمت بعد أشهر قليلة وصُنّفت ضمن الاستثمارات الفاشلة. وفي تصريح خاص ب «الشروق» قالت صاحبة المشروع السيدة زهيّة بوزويتة عضو اتحاد الفلاحين ورئيسة جامعة الفلاحة البيولوجية، إن الاقبال كان منقوصا كما أن الحرفاء وصفوا الاسعار بالمرتفعة وطلبوا منتوجات طازجة والحال أن الحريف الغربي المتفهم للقيمة الغذائية للمنتوجات البيولوجية لم ولا يشترط «الطزاجة» في تلك المنتوجات... يكفيه فقط الحصول عليها. وذكرت السيدة بوزويتة أن التونسي مايزال ربما يجهل تلك القيمة الغذائية لمنتوجات خالية من الرواسب الكيميائية. وقالت أيضا إن فشل نقطة البيع التي تم فتحها لعرض المنتوجات حوّلت رغبتها الاستثمارية الى السوق الخارجية وبالتالي البحث عن قنوات بديلة لترويج المنتوجات في الخارج. أخطاء المشروع هل كان «جهل» التونسي بقيمة وأهمية المنتوجات البيولوجية وحده المتسبب في فشل المشروع؟ وإن كانت الاجابة بالنفي ما الذي يعيق ترويج هذه المنتوجات في السوق المحلية؟ سؤال وجهته «الشروق» صباح أمس الى السيد محمد بن خذر مدير مركز الفلاحة البيولوجية... رد عليه قائلا إن أسبابا عديدة أودت بالمشروع أبرزها نقص الاقبال بالاضافة الى نقص غرفة التبريد التي لو توفرت لكانت ستحافظ على «طزاجة» المعروضات. وأكد أن فشل نقطة البيع الاولى من نوعها في تونس لا يمكن اعتمادها كتجربة أنموذج لأن المشروع لم يكن محاطا بآليات النجاح مثل نقل المنتوجات وخزنها وكذلك عرض الانتاج في ظروف طيبة. «لا يمكن أخذ هذه التجربة بعين الاعتبار لانها كانت محاطة ببعض الاخطاء... كما أن فشل التجربة لا يعني أن السوق الوطنية محصنة ضد المنتوجات البيولوجية» على حد قوله. دعم مجامع التنمية يتوقع المتحدث، السيد محمد بن خذر، ارتفاعا في حجم الطلبات على المنتوجات البيولوجية... «سيكون ذلك النتيجة الحتمية للتعريف بهذه المنتوجات في السوق الوطنية والخارجية حسب برنامج العمل الذي سيتم إقراره للدعاية والاشهار لهذه المنتوجات تنفيذا للاجراءات الرئاسية المعلن عنها لفائدة الفلاحة البيولوجية أول أمس» كما يقول. وأوضح ردا على سؤالنا حول مدى أولوية الاشهار في السوق المحلية، أن المنتوج البيولوجي التونسي يواجه منافسة في السوق الخارجية وبالتالي تأكدت الحاجة الى دعم الاشهار لها... «زيت الزيتون يعد من أبرز منتوجاتنا البيولوجية وهو يواجه منافسة كبيرة من قبل زيت الزيتون الايطالي والاسباني وبالتالي لابد من دعم الاشهار له» حسب قول السيد محمد بن خذر. كما بيّن محدث «الشروق» أن تونس تنتج الى جانب زيت الزيتون التمر والنباتات الطبية والعطرية بطريقة بيولوجية... وبنسبة أقل تنتج الخضروات والغلال والزراعات الكبرى والانتاج الحيواني. وتشمل خارطة الانتاج البيولوجي حسب قوله كلاّ من صفاقس والمهدية وسيدي بوزيد والڤصرين والقيروان وتوزر وڤبلي والمنستير وسوسة. وصرح ل «الشروق» أن الفترة القادمة ستشهد تنظيم لقاءات تحسيسية مع المنتجين بهدف دعم التجمع في مجامع تنمية توسّع المساحات وتدعم تنوع المنتوج البيولوجي.