عاش الصومال أمس يوما دمويا حيث سقط عشرات الأشخاص بين قتيل وجريح في معارك عنيفة اندلعت في مقديشو اثر هجوم شنه مسلحون من حركة «الشباب المجاهدين» على مواقع لقوة السلام التابعة للاتحاد الافريقي وذلك تزامنا مع مرور الذكرى الأولى لانتخاب الرئيس الصومالي شيخ شرف شيخ احمد الذي لا تزال حكومته عاجزة عن بسط سيطرتها على اجزاء واسعة من البلاد. فقد اندلع تبادل اطلاق النار بالمدفعية والأسلحة الرشاشة منذ الليلة قبل الماضية واستمر طوال الليل وبعد ان خفت حدته بشكل مؤقت عاد ليشتد فجرا. وتركزت الاشتباكات في «محيط تقاطع كيلومتر 4» وهي منطقة استراتيجية في مقديشو في منتصف الطريق بين المطار والمرفأ وتنتشر عندها وحدة من بضع عشرات العناصر الأوغنديين تابعة لقوات حفظ السلام الأفريقية. وقال مصدر في قوة السلام ان المسلحين شنوا هجوما على التقاطع فرد العسكريون الأوغنديون بمدافع الهاون مستخدمين الدبابات المنتشرة في المكان. وانتقلت المعارك بعد ذلك عند الفجر على مسافة مئات الأمتار الى الشمال على طول طريق تقود الى «فيلا صوماليا» (مقر الرئاسة). وأفاد صحفي على عين المكان بانه تم ارسال قافلة مدرعات من قاعدة قوة السلام الرئيسية المحاذية للمطار لتعزيز القوات على الأرض. وقال أحد الشهود «قتل نحو 7 مدنيين بينهم اطفال ونساء معظمهم جراء قذائف الهاون والرصاص الطائش». وقال شاهد آخر يدعى محمود أحمد «قتل 4 مدنيين في وردهيغلي و 3 في هولواداغ وفي سوق البكارة، انها الاشتباكات الأعنف منذ وقت طويل». وأكدت مصادر طبية هذه الحصيلة. وقال علي موسى رئيس جهاز الاسعاف في مقديشو «نقلنا 22 جريحا من أماكن مختلفة في مقديشو ويوجد عدد كبير من القتلى بينهم أم وطفلاها». وتبنت حركة «الشباب المجاهدين» في بيان لها هذه الهجمات وقالت ان اثنين من مقاتليها لقيا مصرعهما. في الأثناء وجه خبير الأممالمتحدة المستقل المعني بوضع حقوق الانسان في الصومال شمس الدين باري تحذيرا شديد اللهجة بشأن الأمن وحقوق الانسان والوضع الانساني في البلاد. وقال باري ان الوضع في جنوب الصومال ووسطها شديد الخطورة مشيرا الى ان المدنيين يستمرون في المعاناة نتيجة تواصل القتال بين قوات الحكومة الفيدرالية الانتقالية والجماعات المسلحة. وأشار باري في ختام مهمته الرابعة لمراقبة الوضع في القرن الافريقي الى تقارير بشأن انتهاكات خطيرة لحقوق المرأة والطفل تتضمن تجنيد الاطفال واستخدامهم من قبل اطراف الصراع بالمنطقة. وشدد على ان الصحفيين والمدافعين عن حقوق الانسان في جميع أرجاء الصومال يستمرون في مواجهة قيود مشددة ومن بينها تلقي تهديدات بالقتل مشيرا الى انهم يقعون في أحيان كثيرة ضحايا لعمليات القتل التي تستهدفهم بناء على عملهم.