هاجمت ميليشيات حركة «الشباب المجاهد» الصومالية أمس قصر الرئاسة بالعاصمة مقديشو في محاولة من الحركة للسيطرة عليه لكن الجيش المدعوم بقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي «أميسوم» تصدى لها وفق ما أعلنه ضابط الجيش الصومالي مؤكدا ان الهجوم كان شديدا. وتعرض شارع «مكةالمكرمة» الذي يربط على طول سبعة كيلومترات القصر الرئاسي بالمطار والمرفأ ويحد الأحياء التي مازالت خاضعة لسيطرة الحكومة الانتقالية، الى هجمات عديدة. «مرتدون» ومتمردون واستخدم مسلحو حركة الشباب اسلحة ثقيلة والمضادات الارضية لمهاجمة مواقع ميليشيا «اهل السنة والجماعة» الموالية للحكومة والقوة الافريقية قرب تقاطعي «الكيلو4» و«شكلها»، ما ادى الى رد عنيف من قبل الاخيرة. وقال الشيخ عبد العزيز ابو مسكاب الناطق العسكري باسم الشباب «تقدمنا الى المواقع المواجهة وقواتنا توشك على قطع طريق مكةالمكرمة التي تستخدم لتموين العدو». غير ان مسؤولين في الحكومة الانتقالية نفوا تلك المعلومات مؤكدين «استمرار السيطرة على المنطقة بعد ان حاول ناشطو «القاعدة» اقتحام مواقعنا عدة مرات صباحا». ونفى الناطق باسم قوة الاتحاد الافريقي الاوغندي با هوكو باريجي ذلك وقال «ما زلنا نسيطر على مواقعنا لا داعي للخوف اننا نسيطر على الوضع». ومنذ شن الشباب هجومهم الاثنين الماضي تحت شعار «القضاء على المرتدين» كانت السيطرة على هذه الجادة احد اهدافهم الرئيسية. وقال الناطق العسكري باسم الشباب «بعون الله قتلنا عددا كبيرا من جنودهم والمجاهدون يسيطرون الآن على عدد كبير من مواقعهم». وتابع ان «حكومة المرتدين لم تعد تسيطر سوى على طريق واحد من الطرق الرئيسية الاربع في مقديشو وسيقطع مقاتلونا هذا الطريق وخطوط امداد الاعداء». قتلى وإدانة وخفت حدة المعارك بعد ظهر أمس حيث سمع تبادل متقطع لنيران المدفعية في المناطق المتنازع عليها في جنوبالمدينة وشمالها. وقتل 72 مدنيا على الاقل في ثلاثة ايام من المواجهات من بينهم ستة قتلوا أمس الاول نتيجة رصاص طائش او قذائف هاون. وقتل 33 شخصا أمس الاول في عدادهم اربعة نواب في هجوم انتحاري نفذه احد عناصر الشباب على فندق ياوي نوابا وشخصيات رسمية في الحكومة الانتقالية. وأدانت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا هذه الاعمال واعرب البابا بنديكتوس السادس عشر مساء أمس الاول عن الامل في «عدم ادخار اي جهد لاستعادة احترام الحياة وحقوق الانسان» في الصومال. ومن جانبها دعت اثيوبيا التي احتلت قواتها الصومال من 2003 الى 2006، الى «القضاء على حركة الشباب ومقاتليها الاجانب الذين ما انفكوا يزرعون الموت والخراب». ويسيطر الاسلاميون في حركة الشباب على القسم الأكبر من وسط جنوب الصومال ويشنون باستمرار هجمات على الحكومة الانتقالية وقوات الاتحاد الافريقي في العاصمة وتنتهي الهجمات عادة في اليوم ذاته ولا تؤثر على موازين القوى وأغلب ضحاياها من المدنيين الأبرياء.