على اثر التحوير الوزاري الاخير وفي افتتاح اعمال مجلس الوزراء حرص سيادة الرئيس زين العابدين بن علي على وضع النقاط على الحروف بصياغة واضحة جلية تبيّن للوزراء وكتّاب الدولة ما لهم وما عليهم اثناء آدائهم لوظائفهم... مفاهيم عديدة يتوجّب استيعاب معانيها والعمل على تطبيقها على أرض الواقع استجابة لمتطلبات المرحلة القادمة التي أرادها سيادته موعدا لرفع تحديات جديدة لتحقيق طموحات وتطلعات وطنية جديدة... تدفعنا نحو غد أفضل وترقى بنا الى مصاف الدول المتقدمة. ولن يتأتى لنا ذلك الا بالانسجام والتوافق بين جميع الهياكل الوزارية والادارية وحسن التواصل والتنسيق فيما بينها من جهة وحسن تواصلها مع نبض الشارع وانصاتها واستجابتها لمشاغل المواطنين لتكون في خدمتهم لا عبءا عليهم، فذلك هو دورها الحقيقي الذي وُجدت من أجله... فهي انما أحدثت لخدمة الصالح العام... اي لخدمة الشعب وذلك بأن تكون معه لا عليه! تيسّر عليه ولا تُعسّر!تكفل حقوقه الدستورية وكرامته في وطنه ولا تعيق مصالحه فتحفظ بذلك حقوق المواطنة ومبادءها. هذا هو الدرس الذي أرادنا أن نستخلصه سيادة الرئيس من خطابه المنهجي التاريخي، وهو إن دلّ على شيء فإنما يدل عل مدى متابعته الدقيقة لمجريات الامور وحسن اطلاعه على ما يدور داخل أروقة الوزارات والادارات... وما قد يحدث من تلكؤ بعض الهياكل في الاضطلاع بمهامها على الوجه الاكمل، حازما كل الحزم وعازما على اقتلاع ظاهرة تردد بعض كبار المسؤولين في اتخاذ القرارات الحاسمة في الوقت المناسب بما يكفل الصالح العام ولا يُرهق كاهل المواطنين وذلك بالدعوة الى تجنّب الركود البيروقراطي، مؤكدا على وجوب التحلي بروح المبادرة والاستشراف استجابة لنداء المسؤولية التي أوكلت اليهم واستحقاقا للثقة التي وضعت فيهم. كما أكد سيادته على حرصه بأن تُولي مكاتب العلاقات مع المواطنين ما تستحقه من عناية ومن أهمية حتى تكون ناجعة بعيدة عن التسويف الاجوف الذي يُحبط المواطن فيُحدّ من طموحه. وأكد ايضا على ايلاء بالغ الاهمية للتقارير الصادرة عن الموفق الاداري ودائرة المحاسبات والمحكمة الادارية والمواطن الرقيب، للفصل فيها في الآجال القانونية. إن في هذه الكلمة الرشيدة التي توجه بها رئيسنا الى أعضاء حكومته لخير انتصار للمواطن ولقضاياه، ولدليل صادق على مدى قرب سيادته من شعبه والتحامه به، والتصاقه بواقع هذا الشعب... وسعيه الدؤوب الى تحقيق كل ترقباته وتطلعاته المشروعة. ولقد آمن سيادة الرئيس بحرية التعبير التي تُجنّب الاحتقان وتساعد على ايجاد الارضية المتنوعة الخصبة الثرية بالآراء والمقترحات مع احترام اختلاف وجهات النظر طالما تنم كلها عن حسن النوايا والاخلاص اللامشروط لهذا الوطن، وهذا ما جعله ينادي بضرورة تقبّل النقد البنّاء والاستفادة منه... منوّها بدور الاعلام الحر النزيه في دفع حركة التطوير المنشود في كافة المجالات، مطالبا المسؤولين بوجوب التواصل مع رجال الاعلام وتداول المعلومة الصحيحة خدمة للمجموعة الوطنية وتنويرا للرأي العام وتعريفا بمخططات الدولة بعيدا عن التعتيم الذي يفتح الأبواب للإشاعات اللامسؤولة! فالصحافة ليست سوطا مُسلّطا على رقاب المسؤولين، بل هي منارة مضيئة تضطلع بدور وطني جليل يوثق الصلة بين السلطة والشعب، بين مختلف الهياكل والمواطنين... فلا اقصاء للاعلام ولا تهميش لدوره ولا تقزيم لحجمه... في بلد أراده رئيسه ان يكون ديمقراطيا تعدديا يفسح المجال للنقاش والحوار والادلاء بالآراء على تنوّعها واختلافها! بلد تعددت فيه الاستشارات المحلية والجهوية والوطنية في مختلف القطاعات والاختصاصات لتدارس أوضاعها بكل صراحة وجدية قصد اصلاح مواطن الخلل او التقصير إن وُجدت وحل الاشكاليات المطروحة حولها. مرة أخرى يجني الرئيس بن علي اعجاب شعبه وإكباره بمثل هذه المبادرات القيّمة النابعة من عمق وطنيته وغيرته على تونس وشعبها... فيعزم ويحسم تصحيحا للمسارات... وضمانا لرفع التحديات!