يأمل.. طفل لم يتجاوز ربيعه الرابع جاء إلى الدنيا بعد حمل غير مكتمل إذ بقي ببطن أمه 6 أشهر فقط.. نزل إلى الحياة وبعينيه بصيص من النور لم يكتمل.. لكنه فقد بصره في حاضنة المستشفى (وفق ما يدعيه والده). «ابني فقد بصره بفعل جرعات زائدة من الأوكسجين تلقاها في حاضنة المستشفى، بالإضافة إلى تلقيه دواء خاطئا تسبب له في تلف شبكية العينين».. هكذا بدأ السيد فوزي حمدي حديثه معنا راجيا منّا نشر مأساته لعلّه يجد آذانا صاغية تنتشل ابنه وتعيد إليه بصره. يقول السيد فوزي والد الطفل باسل: «لقد ولد ابني ولادة قيصرية ونزل إلى الحياة قبل أن يبلغ سبعة أشهر في بطن أمه مما استوجب وضعه في «الحاضنة» لمدة شهر وأربعة أيام (من 8 05 2006 إلى 12 06 2006) وهذا موثق لديّ حسب الوثائق الطبية التي تسلمتها من مركز التوليد وطب الرضيع بتونس، وقد تم نقل ابني مرّة واحدة إلىعيادة القسم ولم يتمتع بتحليل معمّق وشامل مثلما هو معمول به لكافة الأطفال المولودين قبل الأوان (prématurés).. الغريب في الأمر أن الوثائق التي بحوزتي تؤكد وجود نزيف دماغي لابني بالإضافة إلى أن تقرير الفحص بالرنين المغناطيسي (IRM) أثبت ظهور التهابات خطيرة في العينين (وأمدنا بشهادة طبية استدل بها على صحة كلامه مؤرخة في 27 جوان 2008). سكت السيد فوزي حمدي برهة كأنه يستحضر شيئا غاب عنه بينما كانت زوجته تحاول تهدئة طفلها «الضرير» (باسل) الذي ما انفك يلطم وجهه ويدعك عينيه بأصابعه كمن يبحث عن شيء فقده في ظلام حالك.. تنهد السيد فوزي وواصل حديثه: «ابني فقد بصره نتيجة سهو.. أو بالأحرى إهمال.. لا يهم التسمية بقدر ما يهمني عودة البصر إلى ابني.. أنا لا أتّهم أحدا لأنني أؤمن بالقضاء والقدر لكنني أناشد أصحاب القلوب الرحيمة وكل من يستطيع مساعدتي على انقاذ ابني مادام علاجه ممكنا بعد أن أكّد لي أطباء معهد الهادي الرايس لطب العيون بالعاصمة أن اجراء عملية جراحية لباسل ممكنة لكن خارج حدود الوطن وتحديدا بفرنسا حيث كلّلت أغلب العمليات المماثلة بالنجاح التام حسب ما أكده لي الأطباء». السيد فوزي الحمدي وقبل أن يختتم حديثه معنا أكد لنا أن «باسل» ولد طبيعيا ومبصرا.. لكنه وبسبب ما تم ذكره فقد بصره رغم المحاولات العديدة التي بذلها الاطار الطبي في المستشفى لانقاذه.. وهو ينتظر لفتة كريمة تعيد ل«باسل» بصره. أنيس الكناني والد باسل يلجأ الى القضاء .. ومركز التوليد يوضح قدمت محامية السيد فوزي حمدي (والد باسل) عريضة دعوى في التعويض الى المحكمة الادارية ضد المكلف العام بنزاعات الدولة في حق وزارة الصحة العمومية وضد مستشفى الرابطة بتاريخ 18 نوفمبر الماضي طالبة عرض باسل على 3 أطباء شرعيين لتحديد نسبة السقوط البدني التي لحقت به مع حفظ حقه في التعليق على نتيجة الاختبار. وقد اتصلنا بالاستاذة الدكتورة نعيمة خروف رئيسة لقسم التوليد وطب الرضيع بمستشفى الرابطة (في العاصمة) لمعرفة حقيقة ما حصل للطفل باسل فأجابتنا بأنه ولد ووزنه 1 كلغ و 100 غ، «وبالتالي كنا نتوقع حدوث مضاعفات سلبية يمكن ان تطرأ على صحته». وأضافت : «الأمر كان عاديا بالنسبة الى المواليد الذين يولدون قبل أوانهم مثل باسل ولا يمكن القول بتاتا بأن الأمر يتعلق بخطإ طبي او مثل هذه الأمور .. نحن فعلنا كل ما بوسعنا طيلة أيام للاحتفاظ به داخل «الحاضنة» حتى لا يحصل له مكروه». وحول امكانية علاجه بالخارج مثلما ذكر والده صرحت الدكتورة نعيمة خروف بانه يمكنه (والد المتضرر) تقديم مطلب في الغرض (Prise en charge) والنظر في امكانية تحويل الطفل باسل الى أوروبا لاجراء هذه العملية.