باسل طفل لم ير النور بعد رغم انه جاء الى هذه الدنيا في أحد ايام شهر ماي من سنة 2006 بعد حمل غير مكتمل دام ستة أشهر وأربعة أيام مما تطلب اجراءات خاصة لتوليده وحمايته ما بقي من مدة الحمل في حاضنة المستشفى. فرحت به عائلته كما لم تفرح من قبل فهو ابنها البكر وأغدقت عليه الهدايا رغم ضيق ذات اليد فالوالد أجير في مخبزة والأم تعتني بشؤون المنزل. يتذكر والده السيد فوزي الحمدي هذه الولادة التي كانت فرحة ثم تحولت مع مرور الوقت الى ذكرى حزينة. يذكر ان «باسل» ولد بعد ستة أشهر من الحمل، فتطلب ذلك وضعه في الحاضنة بمصحة. ورغم مشقة السفر والمصاريف الطبية، فقد كانت العائلة سعيدة بمولودها البكر، الى ان أفاق على الحقيقة التي ستصبح محنة قاسية ذلك ان «باسل» فاقد للبصر. لم يكن من السهل على السيد فوزي الحمدي ان يقبل حقيقة ان ابنه البكر سيكون ضريرا، خصوصا حين قيل له فيما بعد تبعا لمعلومات كثيرة حصل عليها من جهات مختلفة ان ابنه ولد طبيعيا ومبصرا، ثم فقد البصر بفعل جرعات زائدة من الأوكسيجين في الحاضنة، بالاضافة الى دواء خاطئ مما تسبب له في تلف شبكية العينين واقتلاعهما. ويبدو ان عدة محاولات قد بذلت في المستشفى لعلاج عيني المولود لكن دون جدوى. وأدى هذا الوضع بالأم الى حالة حزن واكتئاب شديدين وهي ترى ابنها البكر ينمو بين يديها ضريرا يتحسس طريقه بيديه دون بقية الاطفال. تحول حزنها مع مرور الوقت الى أسى ومرض مزمن يتطلب علاجا مستمرّا ومصاريف أخرى غير متوقعة لهذه الأسرة ذات الدخل المحدود. أما الأب فلم يترك بابا دون ان يطرقه سأل الأطباء والمختصين، متلمسا مع مرور الأشهر باب الأمل حين عرف أن مرض ابنه قابل للعلاج. «نعم قابل للعلاج في الخارج لكن ذلك يتطلب أموالا لا أقدر عليها»، وقد تبيّن له ان مثل هذا المرض يجد علاجه في عملية جراحية تجرى في عدة دول منها الإمارات العربية المتحدة. ومنذ ذلك الحين يقضي الأب فوزي الحمدي وقتا طويلا على شبكة الأنترنات في أثر الأمل بأن يرى ابنه يوما مبصرا، ما دام ذلك ممكنا، معوّلا على سلطات بلاده وعلى مساعدة أهل الخير، حتى يرى باسل النور، لأن الله لم يخلقه ضريرا.