قال السيد محمد الغنوشي، إن تونس مصممة على تحقيق نمو تتراوح نسبته بين ستة وسبعة في المائة خلال السنوات المقبلة للقضاء على البطالة واللحاق بالدول المتطورة، مشدداً على أهمية الاستثمار في قطاع التكنولوجيا والمعلوماتية للوصول إلى هذا الهدف. ولفت الغنوشي، في حديث لبرنامج «أسواق الشرق الأوسط CNN» أن تونس تحسن استغلال العولمة لتعزيز اقتصادها، وذلك رغم خشية بعض الدول النامية منها، كما دعا إلى إحياء مفاوضات الدوحة لتحرير التجارة العالمية، معتبرا أن توقيع اتفاقية من هذا النوع سيعيد إطلاق عجلة التجارة الدولية. وأكد الغنوشي أن تونس تنظر إلى مسألة مواصلة النمو الاقتصادي على أنها «التحدي الأساسي». وقد شرح السيد محمد الغنوشي موقفه بالقول: «تحقيق نمو بنسبة 6 أو 7 في المائة، وهو ضروري لمعالجة مشكلة البطالة وردم الهوة التي تفصل تونس عن الدول المتقدمة، ونحن نراهن على ثلاث عوامل أساسية، وهي تحسين التعليم وتطوير قدراته، وتحسين البنية التحتية، وتطوير التشريعات والقوانين الاقتصادية». وتابع: «هناك حقول اقتصادية نركز على تعزيز الاستثمارات فيها من القطاع الخاص، وخاصة تلك التي يمكن أن تقدم إضافة بارزة لاقتصادنا، على غرار المعلوماتية والقطاع التكنولوجي، وهذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق نمو بهذا المستوى». وعن حقيقة التقارير التي تشير إلى احتمال أن تكون الأزمة المالية العالمية دافعا أساسياً لتعزيز اتفاقيات الشراكة الأوروبية المتوسطية، وخاصة مشروع الوحدة المتوسطية قال الغنوشي: «نأمل ذلك، ونحن ما نزال نقابل الدول المعنية في أوروبا والمتوسط للسير في هذه الطريق، ولكن هناك صعوبات غير خافية على أحد على صعيد هيكلة المؤسسات». وأضاف: «هناك ثلاث خطوط للتعاون مطروحة حاليا، وهي في مجالات الطاقة والنقل والبيئة، وهناك مشروعات قدمت لمشروع الوحدة المتوسطية حولها ونحن ننتظر النظر فيها للسير بها». وأعرب الغنوشي، الذي سبق له أن حذّر من انتشار السياسات الحمائية، خاصة في الدول الثمانية الكبرى، عن أمله في عودة انطلاق مفاوضات الدوحة لتحرير التجارة العالمية، ولفت إلى وجود «إشارات إيجابية على هذا الصعيد ظهرت خلال اجتماع وزاري جرى مؤخرا لبعض الدول المنخرطة في هذه المباحثات». واعتبر الغنوشي أن مفاوضات الدوحة إن نجحت في الوصول لهدفها ستشكل إشارة قوية لعودة انطلاق التجارة الدولية وتحفيز النمو العالمي. وعن موقف تونس من العولمة التي تنظر الكثير من الدول النامية إليها بعين الريبة قال الغنوشي: «لقد عملنا جاهدين من خلال الإصلاحات والتعديلات القانونية بهدف دمج اقتصادنا باقتصاد منطقة اليورو والمتوسط، والأزمة التي جرت مؤخرا أكدت صحة خياراتنا التي مكنتنا من تحقيق نمو ثابت حتى خلال الأزمات». وختم بالقول: «ولهذا نرى أن العولمة، ورغم التحديات التي تحملها، تشكل فرصة جيدة للدول النامية التي تمتلك أسواقا محدودة الحجم مثل تونس لتحقيق نمو جيد وثابت».