أشرف السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث عشية الجمعة 5 فيفري على الافتتاح الرسمي للدورة العاشرة «للملتقى الوطني للمبدعات العصاميات في التعبير التشكيلي» و ذلك بالمركب الثقافي بالمنستير. وتعرف عن قرب على مختلف الورشات المنظمة بالمناسبة والتي عنونت ب «المفردات الجمالية في التعبير التشكيلي» ضمت عدة اختصاصات : «تعبيرية الخامات» تنشيط ابراهيم العزابي. «الانتماء والانصهار» (عبد العزيز المعلال) «تقنية الباستيل والرسم الخطي» (علي الزنايدي) وورشة الصورة الرقمية باشراف عمر عبادة حرز الله. مشاركات قياسية ضمت هذه الدورة 64 مشاركة من 18 ولاية ويكون بذلك العدد الجملي للمشاركات منذ الدورة الأولى (2000) 559 فنانة تشكيلية عصامية وتم تكريم 35 فنانا ولم تقتصر هذه التظاهرة على الأعمال التطبيقية التأطيرية التكوينية بل ضم برنامج هذه الدورة لقاء فكريا بعنوان تأملات في أعمال فنية من خلال قراءات في تجربة الفنانين : زبير التركي و عبد الرزاق الساحلي و عمر بن محمود، والطاهر بن حليمة، وتقديم شهادة من طرف الفنان محمود السهيلي. اهتمام له اكثر من معنى قضى السيد عبد الرؤوف الباسطي وقتا مطولا سواء في الورشات او في المعرض المنظم ببهو المركب الثقافي والمعنون ب «ارتسامات فنية» حيث حرص على الاستماع وبانتباه شديد لكل فنانة مشاركة ومحاورتها حول تجربتها الفنية. فكانت هذه الوقفات تجسيما للروح الفنية التي يتميز بها والشيء من مأتاه لا يستغرب. مهرجان وليس ملتقى هكذا علق السيد وزير الثقافة خلال كلمته عن هذا الملتقى بحكم زيارته الثانية على التوالي لهذه التظاهرة حيث عبر عن اعجابه بما لاحظ معتبرا «ان جذور هذا الملتقى اصبحت ضاربة ونبتته مثمرة وله الحق في الطموح ان يكون عربيا او متوسطيا ولنكن متواضعين ونقول مغاربيا على الأقل» كما ثمن ابداع المرأة المتوسطية عموما في ظل المكاسب الحاصلة ونوه بحضور المبدعين علي البرقاوي ومحمود السهيلي مؤكدا على أهمية «ترابط الجسور بين العصاميين والأكاديميين». تطوير لا بد منه ! بقدر ما تسعى بعض التظاهرات الى تطوير مضمونها الا ان ذلك الحرص لا يوازيه آخر خصوصا لحفلات الافتتاح حيث لازالت مسألة الماجورات والعيساوية طاغية وان كنا لسنا ضد حضورها ولكن مع تطوير اليات عرضها وحسن توظيفها لان الاستعراض او ما يعبر عنه بعروض الشارع هي فن شامل وهي واجهة كل تظاهرة فلا بد للماجورات ان تطور عملها عرضا وحركة وحضورا لأن الفرد فيها يجب ان يكون برتبة فنان استعراضي ولما لا تفكر كل دار ثقافة في تكوين نخبة في مجال فنون عروض الشارع ولها ان تنفتح على مختلف الهياكل الشبابية والفنية وتصبح لكل ولاية نواة تصنع الفرجة مع توظيف فني لمختلف الفرق الموسيقية الأخرى .. وبذلك تنحل «عقدة الافتتاح» في جل التظاهرات ونتجنب الاجترار والنمطية المحملة والتي عوض ان تجذب يصبح لها دور التنفير. رضوان شبيل وزير الثقافة ل «الشروق»: مدينة الثقافة ستدعّم الفن التشكيلي بتونس المنستير الشروق : بمناسبة زيارته لمدينة المنستير لافتتاح «الملتقى الوطني للمبدعات العصاميات في التعبير التشكيلي» كان ل «لشروق» لقاء مع السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث والذي قابلنا كالعادة برحابة صدره وفي تواضع يجسّم دماثة أخلاقه ورفعتها في حوار قصير هذه تفاصيله. عندما تلاحظون عن قرب مدى إبداع العصامي هل يحيلكم ذلك الى أفكار محدّدة؟ أولا نشاط المرأة العصامية وحضورها في المشهد الثقافي بمثل هذا الابداع ليس بالأمر الغريب في ظلّ الحظوة والتشجيع الذي تتلقاه من لدن سيادة الرئيس وفي ظل المكاسب المحققة في تونس. فالمرأة التونسية أثبتت وأكّدت جدارتها في مختلف الميادين ومنها الميدان الفني وما شاهدته اليوم من إبداع في مجال الفن التشكيلي تجسيما للتطوّر الحاصل للمرأة التونسية والذي لم ينبع من فراغ. لماذا حسب رأيكم بقي الفن التشكيلي في تونس مقارنة بالفنون الأخرى غير مترابط الحلقات أو لنقل تنقصه حلقة؟ نحن نستعد الآن لمدينة الثقافة والتي ستضمّ في طياتها منها اهتماما بالفن التشكيلي مثل عدّة فنون أخرى والأكيد ستكون حافزا للفنان التشكيلي للتطوّر لنيل المكانة المرجوّة. اجماع الوجوه الفنية والتفافهم حول شخصك ماذا يعني لكم هذا، وهل من اجراءات خاصة؟ هذا أمر يسعدني ومردّ ذلك توجّهات سيادة الرئيس، والتي لن أحيد عنها فهو المشجع الاول للمبدع التونسي في مختلف الميادين.