دعا الاتحاد النقابي لعمّال المغرب العربي الى تكثيف الجهود من أجل تأسيس اتحاد مغاربي موحّد وقويّ وأكّد على تجديد مطلبه بضرورة تأسيس مجلس اقتصادي واجتماعي مغاربي يكون الاتحاد النقابي المغاربي ممثلا فيه نظرا للدور الذي تضطلع به النقابات ومنظمات المجتمع المدني في بناء صرح المغرب العربي الموحّد وذلك بمناسبة اطفائه شمعته العشرين. وتضمّنت النشرية الخاصة التي أصدرها الاتحاد بهذه المناسبة أبرز القضايا والملفّات الهامة المطروحة على طاولة الاتحاد النقابي منذ تأسيسه وحتى اليوم. كما تطرّقت الى الحديث عن أهم العوائق التي تحول دون بناء مغرب عربي موحّد يكون في مستوى الانتظارات وقادرا على مواجهة التحديات والوقوف في وجه الاقتصاديات والتكتلات الاقليمية والدولية. كما ركّزت على الدور الذي تضطلع به النقابات العمالية ومنظّمات المجتمع المدني في بناء صرح اتحاد مغاربي موحّد وقويّ. المشروع المغاربي بين الضياع والأمل هكذا عنون أمين عام الاتحاد النقابي لعمّال المغرب العربي، السيد عبد السلام جراد، افتتاحية هذه النشرية، حيث تساءل عن السبب او الاسباب التي تجعل من الاتحاد المغاربي «يبدو اليوم طفلا بل رضيعا على حد تعبيره مقارنة «بالعملاق الاوروبي» الذي بلغ سنّ الرشد وأصبح من أعتى التكتلات الاقتصادية والسياسية في العالم على الرغم من أن الفكرة المغاربية تفوق عمر فكرة الاتحاد الأوروبي؟». وأوضح أن هذا الاشكال يمثّل اليوم محور المأساة المغاربية، حيث ظلّ المشروع المغاربي معطّلا في الوقت الذي أصبح فيه من الضروري التفكير في دفع مسار هذا المشروع الذي يحتاجه شبابنا اليوم حتى يحميه من التهميش والبطالة والهجرة السرية والتطرّف ويوفّر له مقوّمات الكرامة والحرية والاستقرار. وأضاف الأمين العام للاتحاد أن المشروع المغاربي لن يتحقق الا عن طريق التكامل الاقتصادي بين أقطاره باعتباره شرطا ضروريا لدفع نسق النمو الاقتصادي بما يتيح استيعاب الملايين من طالبي الشغل وحل معضلة البطالة. كما أشار الى المعظلة الاكبر التي تحول دون التقدّم بهذا المشروع وهي مسألة الخلافات الجانبية التي أثرت بشكل سلبي على مسار النهوض بالاتحاد المغاربي على غرار ما حدث مع تجربة الاتحاد النقابي لعمّال المغرب العربي. وحذّر من مغبّة إهدار الفرص المتاحة أمام القادة المغاربيين لتنقية الأجواء مما قد يؤدي الى فتور الفكرة المغاربية واضاعة فرصة تاريخية لتحقيق نهضة الشعوب المغاربية. وقد تصدّر النشرية ملف خاص عن الاتحاد النقابي لعمّال المغرب العربي في ذكرى تأسيسه العشرين، بما هو خطوة من الخطوات على درب بناء مغرب اجتماعي موحّد، وباعتباره هيكل يناضل من أجل دفع مسيرة بناء الاتحاد المغاربي. وتم التذكير من خلال هذا الملف بظروف نشأة الاتحاد النقابي لعمّال المغرب العربي والتطرّق الى فقرات خاصة بأبرز المحطات النضالية في تاريخه وأهم المكاسب والانجازات التي حققها من التأسيس وحتى اليوم ودوره في دفع مسار الاتحاد المغاربي المعطّل. هل يضيع الحلم؟ حلم الوحدة المغاربية وسلبيات عدم تحقيقها، هذا ما جاء في بيان الأمانة العامة للاتحاد بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيسه والذي جاء بعنوان «الحكومات المغاربية قد تندم عن هدر فرصة بناء المغرب العربي»، وذكّرت الأمانة للاتحاد بأن الشباب المغاربي بحاجة الى حلم كبير يحميه من الهجرة السرية والتهميش والتطرّف، وهي أبرز المشاكل التي تعاني منها المنطقة المغاربية. ومن جهة أخرى تضمّنت النشرية حوارا مع السيد مبروك البحري، رئيس الاتحاد المغاربي للفلاحين، تطرّق فيه الى الحديث عن هدف اتحاده بتحقيق الأمن الغذائي المغاربي، كما تطرّقت الى عديد المحاور والقضايا المهمّة الاخرى المطروحة على قائمة اهتمامات كل متابع ومتدخل في هياكل الاتحاد المغاربي مثل قضايا الهجرة السرية والمرأة المغاربية والتشغيل ومعاناة المهاجرين وسلبيات التشتت المغاربي واهدار فرص استثمارية هامة الى غير ذلك من القضايا الهامة التي طرحها من العدد الخاص من نشرية الاتحاد النقابي لعمّال المغرب العربي بمناسبة احتفاله بمرور 20 سنة على تأسيسه، وهي في الحقيقة قضايا تعيق تطوّر المشروع المغاربي وتضيّع فرصا كبيرة على أقطار الاتحاد المغاربي لتحقيق نهضة تاريخية وتأمين مستويات عيش أفضل لشعوبه.