تعتبر شجرة الزيتون من أقدم النباتات التي عرفها الانسان منذ فجر التاريخ، لقد غرس الانسان هذه الشجرة المباركة واستفاد من ثمارها، واستوقد حطبها، واستخرج زيتها واستضاء به، وكذلك استعمله في الأكل والدواء، ورد ذكر شجرة الزيتون في عديد الكتابات العربية والاغريقية وكذا الفرعونية، وتذكر المصادر ان أول بلد عربي عمل على زرع هذه الشجرة المباركة هي فلسطين، وكانت الأخيرة تصدر زيت الزيتون الى عديد من الأقاليم العربية والاسلامية، ايضا جاء ذكر شجرة الزيتون في الشعر العربي، وفي السنّة النبوية كما جاء ذكرها في كتاب الله العزيز في موضع تكريم واحتفاء، ان هذه الشواهد تدلّ على مدى اهمية هذه الشجرة وتكريم الرسالات السماوية لها، ادراكا لأهميتها الغذائية والبيولوجية بالنسبة للإنسان، فما هي شجرة الزيتون...؟ وعلى ماذا تحتوي..؟ وما هو موقعها في كتاب الله وفي السنة النبوية..؟وما هي استعمالاتها وفوائدها الطبية قديما..؟ الشجرة الزيتون شجرة مثمرة زيتية الثمار من الفصيلة الزيتونية، وثمرة الزيتون وحيدة البذرة وجلدتها لامعة خضراء، وتتحوّل الى أسود أرجواني عند النضج، ولا يوجد اي اختلاف بين الزيتون الأخضر والأسود، فكل أنواع الزيتون تكون خضراء أولا ثم تتحوّل الى سوداء حينما يكتمل نضجها ويستخرج من تلك الثمار الزيت يستعمل في الأكل، كما يستفاد من الثمار الأخضر بعد نقعها في الماء والملح والليمون وتسمى موالح، ويستفاد من فواضل الزيتون بعد طحنه في تغذية الحيوانات وصناعة الصابون وأيضا التدفئة في فصل الشتاء، وتمتاز شجرة الزيتون بطول عمرها، ولهذا فليس من العجب أن نجد أشجار زيتون عمرها يزيد على ستمائة عام في فلسطين ويمكن للشجرة الواحدة ان تعطي من مائة الى مائة وخمسين كلغ من الزيتون في السنة الواحدة، وتعتبر أهم البلدان المنتجة للزيتون في العالم هي: تونس، فلسطين، المغرب، سوريا، الجزائر، اسبانيا، ايطاليا، اليونان، تركيا، الارجنتين، فرنسا، البرتغال، الخ... محتويات زيت الزيتون يحتوي الزيتون على 85٪ من الاملاح المعدنية: الفسفور الكبريت البوتاسيوم المغنيزيوم الكالسيوم الحديد النحاس الكلور وقليل من البروتين ومعظم الفيتامينات (أ ب ج د) وتعطي المائة غرام منه 224 حريريات، وزيت الزيتون المعد بحكمة ودراية له العديد من الفوائد الطبية في حياة الانسان، قال الطبيب العربي ابن قيم الجوزية: الزيت الحار رطب والزيت بحسب زيتونه، فالمعتصر من النضيج اعد له واجوده، ومن الفج فيه برودة ويبوسة، ومن الزيتون الأحمر متوسط الزيت بين الزيتين، ومن الأسود يسخن ويرطب باعتدال، وينفع من السموم ويطلق البطن ويخرج الدود، والعتيق منه اشد تسخينا وتحليلا، وما استخرج منه بالماء فهو اقل حرارة وألطف، وأبلغ في النفع، وجميع اصنافه ملينة للبشرة وتبطئ الشيب. الزيتون في السنة النبوية المباركة والقرآن الكريم جاء في كتابات الأولين عن الترمذي وابن ماجه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه، عن النبي الكريم ے انه قال: «كلوا الزيت وادهنوا به، فانه من شجرة مباركة»،وعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله ے «ائتدموا بالزيت وادهنوا به، فانه من شجرة مباركة». من نافل القول انه جاء ذكر الزيتون في القرآن الكريم في ستة مواضع وهي على التوالي: «في قوله تبارك وتعالى «فانبتنا فيه حبا، وعنبا،وقضبا، وزيتونا ونخلا» (سورة عبس الآية 27 29) وقوله تبارك وتعالى «ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والاعناب ومن كل الثمرات» (سورة النحل) الآية 11)، وقوله تبارك وتعالي: {وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه} (سورة الأنعام الآية: 99)، وقوله تبارك تعالى {والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه} (سورة الانعام الاية 141) وقول المولى عز وجل {يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار} (سورة النور الاية 35) وقوله الواحد القهار {والتين والزيتون وطور سنين} (سورة التين الاية 1 2) ، والله سبحانه وتعالى أقسم بالتين والزيتون اسم لهذين المأكولين وفيهما تلك المنافع الجليلة وقيل هما في الأصل جبلان من الارض المقدسة، فالجبل المختص بالتين لعيسى عليه السلام، والزيتون بالشام مبعث أكثر أنبياء بني اسرائي.....، والطور مبعث موسى عليه السلام، والبلد الآمين مبعث سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وبذلك يكون التقسيم والمراد منه في الحقيقة تعظيم الانبياء واعلاء درجاتهم.