بعد تقديم باكورة انتاج جذاذات بيداغوجية رقمية يعتمدها المدرّس في فصله، صنعت دائرة التفقد سوسة 5 للغة العربية الحدث مرّة أخرى في المشهد التربوي بالجهة بتنظيمها مؤخرا الملتقى الاول حول «تفتح المدرسة على المحيط» تكنولوجيا المعلومات والاتصال نموذجا. أشرفت على هذا الملتقى الادارة الجهوية للتربية بحضور السيد عمار المزوغي مدير التقييم والمتابعة البيداغوجية والسيد نوفل الغزواني مدير المركز الجهوي للمكتبة والاعلامية وساهم في تنشيط فعاليات هذه التظاهرة السيد شمس الدين الورديان مدير مشروع «إيدي بارتاج» Edupartage صحبة مستشار هذا المشروع الخبير الفرنسي قيوم قراني Guillaume Granie والخبير الكندي رجيون بايات Réjean Payette. ولّى زمن السبورة والطباشير! هكذا افتتح السيد عمّار المزوغي هذا الملتقى مؤكدا على ضرورة التكيف مع متطلبات تلميذ اليوم ومع مختلف التطوّرات السريعة التي يشهدها المجال التربوي بالخصوص ووجوب تحديث الطرق الدراسية في الفصل وفق الثورة التكنولوجية الحاصلة ونوّه السيد عمار بالشراكة الحاصلة مع أصحاب مشروع Edupartage وهو موقع الكتروني تربوي واجتماعي الاول من نوعه في تونس باشراف كندي مؤكدا على أن هذه الشراكة بريئة على حد تعبيره. من أجل توظيف ناجع للانترنات الى جانب المربّين حضر اللقاء جمع كثير من تلاميذ المدارس الابتدائية التي تتبع دائرة سوسة 5 للغة العربية صحبة بعض أولياء فهم كانوا قد قدّموا انتاجاتهم عبر الموقع «إيدي بارتاج» سواء التي استعان بها المعلّمون أثناء تدريسهم أو في اطار البحوث التي قام بها التلاميذ أو من خلال التواصل الحاصل. عن طريق هذا الموقع بين مختلف أقطاب العملية التربوية مدرّس، ولي، تلميذ، وكذلك المنتفعين بالخدمات المجالية التي يقدّمها سواء دروس تكوينية أو ألعاب تربوية الى جانب مساحة للتعبير وتبادل الآراء وربط العلاقات وتبادل الخبرات. وفي لقاء ب «الشروق» أكّد السيد شمس الدين ودريان مدير هذا المشروع على تفعيل الانترنات كأداة لتطوير المهارات وتبادل الخبرات من خلال هذا الموقع الذي يجمع بين مختلف الاليات التي يحتاجها الانسان ومعتبرا أنه امتداد للعمل المنفذ بالفصل داعيا الى ترك عقلية اعتبار الانترنات وسيلة تسلية وضرورة توظيف الانترنات «كأداة عمل» قبل كل شيء على حد تصريحه. وعن المعادلة بين ما هو تجاري وما هو تثقيفي وتحسيسي صرّحت السيدة أنيسة حباشي المسؤولة عن الاتصال في هذا المشروع للشروق قائلة: «الأمور التجارية تبقى في اطارها المهم ان المواطن التونسي تلميذ، مربّ أو وليّ يجد خدمات مجانية بمختلف أنواعها على هذا الموقع والذي يقدّم مادّة فكريّة تعليمية وتربوية هامة». وعن أهداف هذا الملتقى أكّد منظم هذه التظاهرة السيد رشاد شبيل قائلا: «توظيف تكنولوجيا الاتصال في العملية التعليمية أمر أصبح مهما والاهم حسن توظيف هذه التكنولوجيات اعتمدنا استمارة بيّنت أن 1580 تلميذا من الموجودين بالمدارس التابعة للدائرة يملكون حاسوبا بمنازلهم نصفهم تقريبا مرتبطين بالانترنات ولكن للأسف لا يستعلمونها في البعد التربوي، ففكّرت صحبة فريق من المعلّمين في ايجاد سبل لذلك، تمكّن التلميذ من التفاعل الايجابي والانخراط في التعلّم الافتراضي والتوسّع في مجال تعلّمه». أما السيد «ريجيون بايات» فصرّح للشروق قائلا «نطمح الى توفير مختلف الوسائل والأدوات التكنولوجية التي تساعد الاطراف التعليمية في مسؤولياتهم التربوية قصد تطويرها».