مثلت التوترات الطائفية والعادات الدخيلة أهم المواضيع المثيرة للجدل الفكري للمجتمع الدولي والوطني بمختلف الشعوب. وتعد التجربة التونسية في مواجهة هذه الظواهر، أنموذجا رائدا في مقاومة الغلو الديني والبدع الوافدة تصدى لها علماء الشريعة ورجال الدين بالمقاومة على قاعدة المبادئ السمحة للدين السمح. التجربة التونسية في مجابهة هذه المسائل ستكون محور الندوة المولدية في دورتها السابعة والثلاثين يومي 22 و23 فيفري الجاري بالقيروان تحت عنوان «دور علماء تونس في مقاومة البدع والطائفية» تحت اشراف وزير الشؤون الدينية بوبكر الأخزوري ووالي القيروان وذلك في إطار الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف التي أضحت من التقاليد الراسخة بعاصمة الأغالبة. وتتزامن الندوة المولدية هذا العام مع عرس اختتام تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية يشارك فيها ثلة من أساتذة الفقه وعلوم الشريعة ونحو 400 شخصية وطنية من أساتذة الفقه وعلوم الشريعة ومعاهد الدراسات الاسلامية والأئمة الخطباء والوعاظ من كامل ولاية القيروان وعدد من الولايات المجاورة. العاصمة تتجمل واحكاما لحسن الاعداد للندوة ومختلف فقرات احتفالية الاختتام أشرف والي القيروان ياسين بربوش على جلسة عمل دعا خلالها مختلف الأطراف المتدخلة إلى حسن الاعداد وتضافر الجهود لانجاح فقرات الاحتفال وحسن استقبال ضيوف المدينة المنتزه بتهيئة شوارع المدينة وتجميل مداخلها وتزيين معالمها الدينية. ومن المنتظر أن يشرف رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي على موكب احتفالي بالمناسبة وتدشين نصب تذكاري أنجز تخليدا لتظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية وزيارة جامع عقبة وعدد من المعالم الدينية. وقد ثمن المشاركون في جلسات الاعداد للاختتام أهمية التظاهرة في اشعاع القيروان دوليا ووطنيا وابراز ما حظيت به القيروان من رعاية سنية من قبل الرئيس بن علي.