كشفت تقارير صحفية أن دولة الامارات العربية المتحدة وجهت لوما شديدا للسلطة الفلسطينية على خلفية اغتيال القيادي في «حماس» محمود المبحوح بدبي الشهر الماضي بعد أن تبيّن وجود علاقة بين الفلسطينيين المعتقلين وأجهزة أمن السلطة وأكدت التحقيقات تورطهما في جريمة الاغتيال وعمالتهما لجهاز «الموساد» الاسرائيلي. فقد عرضت الامارات على مصر تفاصيل عملية اغتيال المبحوح وطلبت منها نقل احتجاج شديد اللهجة إلى إسرائيل التي ثبت تورط جهاز مخابراتها في الجريمة. ونقلت صحيفة «العرب» القطرية عن مصادر ديبلوماسية عربية بالقاهرة أن الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن القومي بدولة الامارات العربية المتحدة شرح للرئيس المصري حسني مبارك خلال لقائهما قبل أيام بالقاهرة تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال المبحوح بعد التحقيقات التي أجرتها السلطات هناك، خاصة مع الفلسطينيين المتهمين بالحادث واللذين تبينت علاقتهما بأجهزة أمن السلطة الفلسطينية وعمالتهما لجهاز «الموساد». وأضافت المصادر أن الفلسطينيين المتهمين وفرا دعما لوجيستيا مهما لعناصر «الموساد» الذين نفذوا العملية. وتحدثت المصادر الديبلوماسية التي طلبت عدم الكشف عن هويتها عن أن الشيخ هزاع بن زايد طلب من القيادة السياسية المصرية نقل لوم بلاده الشديد إلى السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس بسبب هذه العملية كما طلب من القاهرة التي تقيم علاقات ديبلوماسية مع تل أبيب نقل احتجاج شديد اللهجة من دولة الامارات إلى إسرائيل. وأشارت المصادر إلى أن الامارات أبلغت مصر قرار الاتهام النهائي في القضية، والذي شمل مسؤولين اسرائيليين كبارا، ليس فقط رئيس «الموساد» بل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ذاته. وقالت المصادر ذاتها ان القاهرة أبدت تفهما لموقف الامارات عن تلك القضية الحساسة وانه من هذا المنطلق قد تقوم مصر بجهود لحلّ تلك الأزمة وربما السعي نحو تقديم اسرائيل اعتذارا رسميا لدولة الامارات، مع التعهد بعدم القيام بمثل تلك العمليات مستقبلا على الأراضي الاماراتية. أدلة جديدة في الأثناء قال الفريق ضاحي خلفان القائد العام لشرطة دبي إنه من الأدلة الجديدة التي تمتلكها شرطة دبي لادانة جهاز «الموساد» الاسرائيلي وتأكيد تورطه في عملية اغتيال المبحوح الاتصالات الهاتفية التي جرت بين المتهمين وتم رصدها بالفعل، إضافة إلى امتلاك شرطة دبي معلومات مؤكدة عن شراء بعض الجناة تذاكر طيران من احدى الشركات في دول أخرى ببطاقات ائتمان تحمل الأسماء نفسها التي تم الكشف عنها والتي تدل على أن الجناة استخدموا جوازات السفر نفسها في التنقل بين أكثر من دولة. ورفض خلفان مطالبة القيادي في «حماس» محمود الزهار لدبي تسليمه الفلسطينيين اللذين اتهما بالضلوع في الجريمة وقال إن أي متهم في جريمة مرتكبة على أرض الامارات ويقبض عليه فيها لابدّ أن يظل موقوفا حتى تنتهي قضيته سواء بالإدانة أو بالبراءة. وفي السياق ذاته نفى نهرو مسعود، القيادي في كتائب القسّام، الذراع العسكري لحركة «حماس» الاتهامات التي وجهها إليه مسؤول في السلطة الفلسطينية بالتورط في اغتيال المبحوح.