أحالت النيابة العمومية يوم السبت الماضي على أنظار الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة الابتدائية بتونس ثلاثة اشخاص لاتهامهم بارتكاب جريمة القتل العمد بعد اعتدائهم على نزيل بالسجن أثناء قضائهم لعقوبات. وحسب ملفات القضية فإن الهالك وهو سجين تم ايداعه بالسجن المدني بتونس العاصمة تعرض الى الاعتداء المبرّح من قبل المتهمين الثلاثة وهم ايضا مساجين بصدد قضاء عقوبات في تهم مختلفة. وحسب نفس المصادر فإن المتهمين صرّحوا بعد اعتدائهم على الهالك، بأنه كان كثير التشويش ومزعجا لراحتهم، وبأنه كان يتعمد حرمانهم من الراحة والنوم، وقد نشب بينه وبين أحدهم خلاف تطور الى عراك عندها تدخل صديقاه ليساعداه على الضحية وانطلقوا جميعا في الاعتداء عليه ركلا ولطما حتى اسقطوه أرضا وواصلوا ضربه قبل أن يتدخل أعوان الحراسة .. وقد تم نقل المصاب الى المستشفى الا انه لفظ انفاسه الأخيرة. أبلغ اعوان حراسة السجن النيابة العمومية، وتمت معاينة جثة الهالك، وصدر الإذن بالقيام بكافة الأبحاث والتحريات للوقوف على كل تفاصيل القضية وملابساتها. حقق الباحثون مع المتهمين الذين اعترفوا بكل ما نسب اليهم وتمسكوا بالقول ان الهالك كان يزعج راحتهم كما استمع المحققون الى شهادات شهود بشأن الجريمة، ثمّ قررت النيابة العمومية، اصدار بطاقات ايداع بالسجن ضد المتهمين ثم تمت احالتهم على أحد قضاة التحقيق الذي وجه اليهم تهما متعلقة بالقتل العمد وهو ما أيدته دائرة الاتهام. أبقي المتهمون بحالة ايقاف وقررت دائرة الاتهام احالتهم كل حسب الحالة التي هو عليها على أنظار احدى الدوائر الجنائية المختصة لمقاضاتهم من أجل ما نسب اليهم. مثل المتهمون أمام هيئة المحكمة، حيث تمسكوا بما كان قد صدر عنهم من تصريحات لدى قاضي التحقيق وطلب لسان الدفاع التخفيف عنهم قدر الامكان القانوني فيما تمسك ممثل النيابة العمومية بالمحاكمة فقررت هيئة المحكمة بعد أن استمعت الى كافة اطراف القضية حجزها للمفاوضة والتصريح بالحكم في وقت لاحق.