غياب عن المونديال.. فشل في ال«كان».. والرباعي الكبير «تعبان»... لغة الأرقام معروفة بالواقعية والعقلانية فهي خالية من المجاملة والتجميل فترصد الصورة كما هي في إطار الموضوعية والشفافية وعندما نعود لمخبر الأرقام تؤكد جميع التحاليل والكشوفات التراجع المثير والخطير للكرة التونسية على مستوى الأندية والمنتخب وأن جلدنا المدوّر في حاجة إلى عملية جراحية استعجالية وتجميلية. إعداد: توفيق حكيمة في المرحلة الأخيرة تعوّد نسور قرطاج على الارتقاء لنهائيات كأس العالم بانتظام وشاركنا في 3 مناسبات متتالية في هذا العرس الكروي العالمي (9820022006) لكن هذا الجيل حرمنا من حضور أول مونديال إفريقي بعد احتكارنا لمقعد الطليعة منذ البداية وحتى الدقائق الأخيرة من التصفيات حيث انهزمنا في النهاية أمام منتخب الموزمبيق الهزيل والمعلوم أن منتخبنا الوطني تأهّل خلال الدور التمهيدي بالإسعاف بعد احتلالنا للمرتبة الثانية وراء المنتخب البوركيني الذي هزمنا بتونس بالذات. سلسلة من النتائج السلبية للمنتخب بعد انتصارنا الهزيل على المنتخب الكيني بتونس (10) عرف منتخبنا الوطني سلسلة من النتائج السلبية حيث انهزمنا في مباراة ودية أمام المنتخب السعودي (10) بتونس بالذات لنعرف نفس المصير في المقابلة الأخيرة من التصفيات المزدوجة الخاصة ب«الكان» و«المونديال» وننهزم بالموزمبيق (10) وتواصل مسلسل الهزائم بتونس أمام المنتخب الغمبي (21) في إطار الإعداد لنهائيات كأس إفريقيا. وخلال العرس القاري انسحبنا منذ الدور الأول بعد 3 تعادلات في طعم الهزائم أمام زمبيا (11) والغابون (00) والكامرون (22) وبذلك خرج نسور قرطاج من الدور الأول بعد 8 سنوات إذ يعود خروجنا من الدور الأول إلى سنة 2002. الترجي يتراجع قاريا في العشرية الفارطة تضاعف إشعاع الترجي الرياضي فوق الخارطة الكروية الإفريقية و نال شرف الحصول على جميع الألقاب الإفريقية وهو أول فريق يحقق هذا الإنجاز في القارة السمراء حيث قبض على أمجد الكؤوس الإفريقية لسنة 1994 ثم رفع الكأس الإفريقية الممتازة لسنة 1995 وتحصل على الكأس الافروآسياوية وكأس الكنفدرالية سنة 1997 وكأس الكؤوس سنة 1998 وبذلك رفع 4 ألقاب قارية في هذه المرحلة القصيرة ولكنه منذ ذلك التاريخ صام عن التتويج الإفريقي وكانت نتائجه كالتالي: 1999: نهائي كأس رابطة الأبطال 2000: نهائي كأس رابطة الأبطال 2001: نصف نهائي كأس رابطة الأبطال 2002: ربع نهائي كأس رابطة الأبطال 2003: نصف نهائي كأس رابطة الأبطال 2004: نصف نهائي كأس رابطة الأبطال 2005: ربع نهائي كأس رابطة الأبطال 2006: ربع نهائي كأس الكنفدرالية 2007: ربع نهائي كأس رابطة الأبطال 2008: ثمن نهائي كأس الكنفدرالية وخلال هذه الدورة من أمجد الكؤوس الإفريقية تأهل ممثلنا بصعوبة للدور القادم أمام أسود سيراليوني الذي لعب 8 مقابلات في كأس رابطة الأبطال مقابل (129) للترجي الرياضي والمعلوم أن هذا الفريق المغمور سجل 4 أهداف كاملة لشيخ الأندية التونسية والجدير بالذكر أيضا أنه لم يسبق له التهديف خارج سيراليوني وعندما نعود للأرشيف نلاحظ أن الترجي الرياضي كان يفوز بنتائج عريضة في مثل هذه الأدوار المبكرة. تراجع الترجي الرياضي نلمسه في كأس اتحاد شمال إفريقيا حيث لعب ممثلنا 4 مقابلات حقق خلالها 4 تعادلات أمام الاتحاد الليبي (22) بتونس و(22) بطرابلس وضد وفاق سطيف (11) بتونس و(11) بالجزائر وخسر اللقب بضربات الجزاء. النجم يفقد بريقه في ظرف 13 سنة فقط (من 1995 إلى 2008) جمع النجم الساحلي 8 ألقاب إفريقية وهي كأس الكنفدرالية (3) خلال مواسم (95 و99 و2006) وكأس الكؤوس (2) سنتي 1997 و2003 والكأس الإفريقية الممتازة(2) خلال سنتي 1998 و2008 وأمجد الكؤوس الإفريقية لسنة 2007 ولكن نتائج ممثلنا تراجعت في المرحلة الأخيرة ففي دورة 2008 لكأس رابطة الأبطال انسحب فريق جوهرة الساحل من ثمن النهائي أمام ديناموس بطل زمبابوي بعد هزيمة مفاجئة بسوسة (10) كما انسحب من نهائي كأس الكنفدرالية لسنة 2008 أمام النادي الصفاقسي. تراجع النجم الساحلي قاريا نلمسه في دورة 2009 لأمجد الكؤوس الإفريقية ففي دوري المجموعات جمع ممثلنا أضعف محصول من النقاط (7) في تاريخه مع هذه المسابقة كما سجل غيابه للمرة الأولى عن النهائيات الإفريقية للأندية بعد 6 دورات متتالية وهي كالتالي: دورة 2003: نهائي كأس الكؤوس دورة 2004 نهائي كأس رابطة الأبطال دورة 2005: نهائي كأس رابطة الأبطال دورة 2006: نهائي كأس الكنفدرالية دورة 2007: نهائي كأس رابطة الأبطال دورة 2008: نهائي كأس الكنفدرالية والمعلوم أن فريق جوهرة الساحل كان يستمدّ نجاعته وفاعليته من قوته خارج الديار لكنه في المرحلة الأخيرة لم يعرف طعم الانتصار منذ تألقه في نهائي كأس رابطة الأبطال سنة 2007 أمام الأهلي (31) وهذه الحقيقة نلمسها أيضا في ضعف الهجوم خارج سوسة في الدورة الأخيرة لأمجد الكؤوس القارية حيث اكتفى بتسجيل هدف يتيم خلال 5 مقابلات إذ تعادل 00 أمام أولمبيك الشلف الجزائري وأهلي طرابلس وانهزم 21 ضد مونو موتوبا و10 أمام مازمبي و30 ضد هيرتلاند. فهل يستعيد النجم عافيته في كأس الكنفدرالية بعد 6 مشاركات متتالية في أمجد الكؤوس الإفريقية (من 2004 إلى 2009). الإفريقي عاجز إفريقيا في دورة 1990 ارتقى النادي الإفريقي لنهائي كأس الكؤوس الإفريقية ثم أهدى لتونس لأول مرة أمجد الكؤوس القارية لسنة 1991 وبعد مدة قصيرة تحصل على الكأس الافروآسياوية ولكن فريق باب الجديد لم يعرف طعم الألقاب القارية منذ تلك الفترة الذهبية كما عجز ممثلنا على الارتقاء لدوري المجموعات لأمجد الكؤوس الإفريقية منذ سنة 1997. تراجع النادي الإفريقي قاريا نلسمه في انسحابه المبكر من دورة 2008 لأمجد الكؤوس القارية أمام إينمبا النيجيري بعد هزيمة قاسية بخماسية مخجلة كما خرج مبكرا من دورة 2009 أمام دجوليبا المالي حيث انهزم ممثلنا بتونس (21) وفاز بمالي (10) والمعلوم أنه لم يسبق لفريق مالي الانتصار على ممثلينا في المسابقات القارية رغم كثرة المنافسات وخلال هذه الدورة تأهل ممثلنا بصعوبة على حساب ساحل النيجر (21 و10) والمعلوم أن هذا الفريق سبق له الانهزام بباجة سنة 1995 أمام الأولمبي الباجي (30) وضد الترجي الرياضي (40) في كأس رابطة الأبطال لسنة 2004 فهل ينجح النادي الإفريقي في امتحانات الارتقاء لدوري المجموعات بعد 13 سنة؟ الصفاقسي يفقد إشعاعه المعهود تعوّد النادي الصفاقسي على التراهن بجدية على الألقاب الإفريقية حيث رفع كأس الكنفدرالية لسنة 1998 ثم تأهل لنهائي أمجد الكؤوس الإفريقية لسنة 2006 وكاد يقبض على اللقب أمام الأهلي ثم عاد لمنصة التتويج بالحصول على كأس الكنفدرالية في دورتي 2007 و2008 ليصبح بذلك في طليعة الأندية الإفريقية الفائزة بكأس الكاف (3) مع النجم الساحلي وشبيبة القبايل ولكن ممثلنا عجز في الدورة الأخيرة لكأس الكنفدرالية على الترشح لدوري المجموعات. والأكيد أن لغة الأرقام تشهد وحدها على التراجع الرهيب للكرة التونسية على مستوى الأندية والمنتخب وهذه الحالة تستدعي التشخيص السريع والمعمق والعلاج الناجع والدقيقة.