زعمت مصادر وصفت بالمطلعة أن هناك تنسيقات عسكرية بين دمشق و«حزب الله» وطهران، تتضمن تزويدًا سوريًا ل«حزب الله» بأسلحة غير تقليدية، اضافة الى مطالبة ايران للحزب بالتجهز العسكري حال وقوع هجوم «اسرائيلي». وقد استضافت دمشق مؤخرًا عدة اجتماعات بين الرئيس السوري بشار الأسد وكل من الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، والأمين العام ل «حزب الله»، حسن نصر الله. وزعمت تقارير أمريكية بأن ايران طلبت من نصر الله، ابقاء يده على الزناد، والاستعداد في حال قيام «اسرائيل» بضرب منشآتها النووية، مشيرة الى أنه رغم أن «حزب الله» بحث مطولا عن وسيلة للثأر لمغنية، الا أنه وجد نفسه أمام حسابات معقدة، أولها أن أي عملية من هذا النوع، من شأنها أن تشعل المنطقة كلها، وتؤدي الى نتائج قد لا تكون ضمن توقعات «حزب الله». أما ثانيها فهو مسألة تمهل الايرانيين في القيام بأي عملية من هذا النوع، لاستغلال سلاح «حزب الله» في الدفاع عن برنامجهم النووي، وليس استهلاكه في مسألة تعتبر أقل أهمية كالثأر لمغنية، حسب المزاعم الأمريكية. ونقلت التقارير الأمريكية عن يوسي بايداتز، قائد وحدة الأبحاث والتجسس العسكري في الجيش «الاسرائيلي»، قوله خلال جلسة للكنيست: «انه رغم التطمينات التي قدمها الأسد، ضربت بعرض الحائط، كل محاولات التقارب الأمريكية، وبدأت في عبور الخطوط الحمراء التي كانت موضوعة من قَبل، بخصوص تزويد «حزب الله» بأسلحة غير تقليدية، وهي خطوة لم تكن تجرؤ على القيام بها، قبل اللقاء الذي جمع الأسد ونجاد ونصر الله في دمشق. وذكرت صحيفة «هاآرتس» الاسرائيلية، أن بايادتز قال لأعضاء الكنيست: ان سقوط النظام الايراني هو مسألة بعيدة المنال في الفترة الحالية، وان «حزب الله» يعاني من معضلة حقيقية، هي «التزامه الجهادي» حسب تعبيره، وعلاقته بايران من جهة، ومحاولته الحفاظ على هويته اللبنانية وتلميع صورته الداخلية من جهة أخرى، لذلك يسعى الحزب مؤقتا الى تفادي أي قتال مع «اسرائيل»، في حين يبحث عن وسيلة للثأر لمقتل عماد مغنية، قائده العسكري.