توقع المفتش الأمريكي السابق عن الاسلحة في العراق سكوت ريتر ان تنسحب قوات الاحتلال الأمريكي من العراق انسحابا أحاديا مماثلا للانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان مشيرا الى ان ضباطا اسلاميين مؤيدين للرئيس العراقي صدام حسين يقودون العمليات العسكرية حاليا ضد الاحتلال الأمريكي. وقال ريتر في مقال نشرته صحيفة «هيرالد تريبيون» البريطانية امس الاول ان المقاومة العراقية ستنتصر في معركة كسب السيادة في مستقبل العراق متوقعا فشل حكومة علاوي بغض النظر عن عدد القوات الأمريكية أو فترة بقائها في العراق. وكتب ريتر «سنعاني لعقد كامل كابوسا يؤدي الى مقتل آلاف الأمريكيين وعشرات الآلاف من العراقيين وسنشهد نشوء حركة خطيرة معادية للأمريكيين وهذه بدورها ستشهد انسحابا أمريكيا أحادي الجانب يشبه الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان. وأضاف ريتر أنه «كلما طال بقاء القوات الأمريكية ستزداد قوة الحركة المعادية لأمريكا». وحسب ريتر فإنه «لا يوجد حل سحري للوضع المزري في العراق ولم يعد السؤال ان كان ممكنا ان تنتصر أمريكا بل ان كان ممكنا ان تخفف من هزيمتها». ورأى المفتش الامريكي السابق ان الادارة الأمريكية مازالت غير قادرة او غير راغبة في مواجهة «الخصم الواقعي على الارض في العراق». اسلاميو صدام واعتبر ريتر ان ضباطا اسلاميين مؤيدين للرئيس العراقي صدام حسين يقودون حاليا عمليات المقاومة. وأشار ريتر الى ان صدام «اتخذ قرارا استراتيجيا عام 1995 بإجراء تحول ايديولوجي في حزب البعث باعتماد التوجه الاسلامي في محاولة لاحتواء معارضيه من الشيعة بعد ما سمي بانتفاضة 1991». وأكد ريتر ان «تخطيط صدام الدقيق ورؤيته المستقبلية حينها أثمرا الواقع الحالي حيث يقود ضباطه اليوم المقاومة» ضد الاحتلال الامريكي. ويستدل ريتر على ذلك بأن نائب الرئيس عزت ابراهيم المعروف بانتمائه الى جماعة الاخوة الصوفية الاسلامية هو الوحيد الذي لم يعتقل بعد من بين المطلوبين ال من كبار مسؤولي النظام العراقي. وحسب ريتر فإن عزت ابراهيم يقود المقاومة الاسلامية حاليا بمساعدة نائبه رافع طلفاح الذي كان رئيسا لمديرية الامن العام العراقية. واعتبر ريتر ان «هذه المعلومات تمثل ثروة لا تقدّر بثمن عندما يتعلق الأمر بتأسيس مقاومة شعبية». وأشار ريتر الى ان طاهر حبوش مدير المخابرات العامة الذي ساعد في تطوير أجهزة تفجير السيارات قبل الغزو قد تلقى أوامر من صدام بنشر ضباطه بين السكان حتى يصعب على أي قوة احتلال التعرف عليهم او اعتقالهم. وقال ريتر ان واشنطن تسيء قراءة الواقع عندما تتحدث عن زواج مصلحة بين البعثيين والاسلاميين حيث ان ضباط صدام الذين اعتمدوا ايديولوجية اسلامية منذ نحو عشر سنوات هم الذين يقودون المقاومة حاليا.