كشفت تقارير سعودية نقلا عن مصادر خليجية وأمريكية واسرائيلية جوانب مهمة من الرواية الحقيقية لاغتيال القيادي في حركة «حماس» محمود المبحوح في دبي. ولخص مصطفي العاني، مدير الدراسات الأمنية والدفاعية بمركز الخليج للأبحاث قصة الاغتيال في مشاهد أربعة كشفت الأبعاد الخفية لقرار اسرائيل تصفية المبحوح في دولة الامارات العربية المتحدة. وأكد العاني أن اسرائيل لم تكن مرتاحة للجهود الاماراتية المدعومة دوليا والهادفة الى ضمان اختيار العاصمة الاماراتيةأبوظبي مقرا دائما للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)، فقد نجحت السياسة الاسرائيلية على مدى نصف قرن من الزمن في حرمان الدول العربية من استضافة أية منظمة دولية على أراضيها مستخدمة حججا وتكتيكات متعددة. مكر صهيوني وأضاف أن الوفد الاسرائيلي (في الاجتماع الدولي للجنة التحضيرية للوكالة المنعقد في جوان 2009) حاول توظيف التكتيكات المعروفة بالتشكيك في مدى استقرار أمن دولة الامارات ثم عبر إثارة الشكوك حول ملاءمة عاصمة دولة عربية لا تملك علاقات رسمية مع اسرائيل أن تكون مقرا لمنظمة دولية سيكون لها دور متنام في مستقبل شؤون الطاقة الدولية. وأشار الى أن جهود الوفد الاسرائيلي باءت بالفشل وانتهى الاجتماع بإقرار أبوظبي مقرا دائما للمنظمة الدولية الجديدة. وينتقل الكاتب الى مشهد آخر في أحد فنادق العاصمة الاماراتيةأبوظبي يوم 17 جانفي الماضي موعد انعقاد القمة العالمية لطاقة المستقبل واجتماع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في أبوظبي بمشاركة وزير البنى التحتية الاسرائيلي عوزي لنداو، وهو أول وزير اسرائيلي يزور الامارات. خيبة أمل بدأ العد التنازلي لقرار تنفيذ عملية الاغتيال في الامارات فعليا حين انتظر الوزير الاسرائيلي في غرفته طويلا في أحد فنادق أبوظبي على أمل استقبال اتصال ما يخبره بدعوة مسؤول رسمي إماراتي للقائه علنا، ثم انتظر طويلا من يخبره باستعداد مسؤول إماراتي لقائه سرا، ثم انتظر طويلا على أمل ان يتسلّم دعوة من صحافي إماراتي أو عربي لاجراء لقاء مع أول وزير اسرائيلي يزور الدولة، انتظر طويلا أن تتصل به الصحافة الدولية. طال انتظار الوزير لنداو ولم يحدث اي شيء مما أمل فيه الاسرائيليون، قام الوزير الاسرائيلي بإبلاغ رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الخارجية ليبرمان بأنه يواجه «عزلة القبور» في فندقه. وأبلغ لنداو نتنياهو بحقيقة أن «الحسابات الاسرائيلية كانت خاطئة في اعتبار فرصة وجود وزير اسرائيلي لحضور اجتماع دولي في الإمارات ستكون مقدّمة لتطبيع تدريجي بين اسرائيل والإمارات. وتزامن وصول الأخبار غير السارة والمخيبة للآمال من الوزير عوزي لنداو في هذه الاثناء مع قيام رئيس المخابرات الاسرائيلية مئير داغان بإعلام نتنياهو ان فريق اغتيال المبحوح اتخذ مواقعه في دول عدة بحسب الخطة المعدّة، وأن الفريق مستعد لتنفيذ عملية اغتيال المبحوح او «الهدف رقم...»، إما في دبي التي من المتوقع ان يقضي فيها ليلة واحدة فقط، او في المدن الاخرى التي سيقوم بزيارتها والتي من المتوقع ان يقيم فيها «الهدف» لفترات أطول. كان غضب نتنياهو وخيبة أمله كبيرين تجاه حكومة دولة الإمارات، وردد ما قاله وزيره لنداو: «لا أمل في الامارات، ولن نخسر شيئا» وهنا أصدر رئيس الوزراء الاسرائيلي أوامره لرئيس جهاز الموساد «اقتلوه في دبي».