الوكالة الفنية للنقل البري تصدر هذا البلاغ    في اجتماعات الربيع: وزيرة الاقتصاد تواصل سلسلة لقاءاتها مع خبراء ومسؤولي مؤسسات تمويل دولية    اليوم: انعقاد الجلسة العامة الافتتاحية للمجلس الوطني للجهات والأقاليم    وزير السياحة يلتقي رئيس الغرفة الوطنية للنقل السياحي    طيران الإمارات تعلق إنجاز إجراءات السفر للرحلات عبر دبي..    انفجارات أصفهان.. إيران: "لا تقارير عن هجوم من الخارج"    المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني يؤكد عدم تعرض البلاد لأي هجوم صاروخي خارجي    بعد فيضانات الإمارات وعُمان.. خبيرة أرصاد تكشف سراً خطيراً لم يحدث منذ 75 عاما    عاجل/ زلزال بقوة 5.6 درجات يضرب هذه الولاية التركية..    طقس الجمعة: رياح قوية وانخفاض نسبي في درجات الحرارة    التوقعات الجوية لهذا اليوم..سحب كثيفة مع الأمطار..    فرنسا: إصابة فتاتين في عملية طعن أمام مدرسة شرقي البلاد    الأندية المتأهلة إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي    سلطنة عمان: ارتفاع عدد الوفيات جراء الطقس السيء إلى 21 حالة    اللجان الدائمة بالبرلمان العربي تناقش جملة من المواضيع تحضيرا للجلسة العامة الثالثة للبرلمان    منبر الجمعة .. الطفولة في الإسلام    خطبة الجمعة..الإسلام دين الرحمة والسماحة.. خيركم خيركم لأهله !    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    تم جلبها من الموقع الأثري بسبيطلة: عرض قطع أثرية لأول مرّة في متحف الجهة    جوهر لعذار يؤكدّ : النادي الصفاقسي يستأنف قرار الرابطة بخصوص الويكلو    خلال الثلاثي الأول من 2024 .. ارتفاع عدد المشاريع الاستثمارية المصرّح بها    في كمين لقوات الجيش و الحرس ...القبض على أمير كتيبة أجناد الخلافة الإرهابي    ضروري ان نكسر حلقة العنف والكره…الفة يوسف    عاجل/ هيئة الدفاع عن الموقوفين السياسيين: اللّيلة تنقضي مدّة الإيقاف التحفّظي    ارتفاع عائدات صادرات زيت الزيتون بنسبة 82.7 بالمائة    عاجل/ بعد "أمير كتيبة أجناد الخلافة": القبض على إرهابي ثاني بجبال القصرين    وزير الصحة يشدّد على ضرورة التسريع في تركيز الوكالة الوطنية للصحة العموميّة    سوسة: الاستعداد لتنظيم الدورة 61 لمهرجان استعراض أوسو    أنس جابر خارج دورة شتوتغارت للتنس    طبربة: إيقاف 3 أشخاص يشتبه في ترويجهم لمواد مخدرة في صفوف الشباب والتلاميذ    تخصيص حافلة لتأمين النقل إلى معرض الكتاب: توقيت السفرات والتعريفة    سيدي بوزيد.. تتويج اعدادية المزونة في الملتقى الجهوي للمسرح    توزر.. افتتاح الاحتفال الجهوي لشهر التراث بدار الثقافة حامة الجريد    عاجل/ محاولة تلميذ طعن أستاذه داخل القسم: وزارة الطفولة تتدخّل    محمود قصيعة لإدارة مباراة الكأس بين النادي الصفاقسي ومستقبل المرسى    كأس تونس لكرة القدم: تعيينات حكام مقابلات الدور السادس عشر    بعد حلقة "الوحش بروماكس": مختار التليلي يواجه القضاء    جلسة عمل مع وفد من البنك الإفريقي    حملات توعوية بالمؤسسات التربوية حول الاقتصاد في الماء    شاهدت رئيس الجمهورية…يضحك    انخفاض متوسط في هطول الأمطار في تونس بنسبة 20 بالمئة في هذه الفترة    حيرة الاصحاب من دعوات معرض الكتاب    أبطال أوروبا: تعيينات مواجهات الدور نصف النهائي    عاجل/ تلميذ يطعن أستاذه من خلف أثناء الدرس..    عاجل : نفاد تذاكر مباراة الترجي وماميلودي صانداونز    هام/ تطوّرات حالة الطقس خلال الأيام القادمة..#خبر_عاجل    في انتظار قانون يحدد المهام والصلاحيات.. غدا أولى جلسات مجلس الجهات والأقاليم    الحماية المدنية: 9 حالات وفاة خلال ال24 ساعة الأخيرة    ضربة إسرائيل الانتقامية لايران لن تتم قبل هذا الموعد..    البنك المركزي : ضرورة مراجعة آليات التمويل المتاحة لدعم البلدان التي تتعرض لصعوبات اقتصادية    غادة عبد الرازق: شقيقي كان سببا في وفاة والدي    مصر: رياح الخماسين تجتاح البلاد محملة بالذباب الصحراوي..    وزير الصحة يشدد في لقائه بمدير الوكالة المصرية للدواء على ضرورة العمل المشترك من أجل إنشاء مخابر لصناعة المواد الأولية    توزر: المؤسسات الاستشفائية بالجهة تسجّل حالات إسهال معوي فيروسي خلال الفترة الأخيرة (المدير الجهوي للصحة)    الكاف: تلقيح اكثر من 80 بالمائة من الأبقار و25 بالمائة من المجترات ضد الأمراض المعدية (دائرة الإنتاج الحيواني)    "سينما تدور": اطلاق أول تجربة للسينما المتجولة في تونس    جراحة فريدة في الأردن.. فتحوا رأسه وهو يهاتف عائلته    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالصور والأسماء... شريط فيديو يفضح قتلة المبحوح
نشر في الحوار نت يوم 15 - 02 - 2010

بعد أقل من شهر من وقوع الجريمة، كشفت شرطة دبي يوم الاثنين الموافق 15 فبراير التفاصيل الكاملة التي توصلت إليها التحقيقات فيما يتعلق بقضية مقتل القيادي في حركة حماس محمود عبد الرؤوف محمد حسن المشهور باسم محمود المبحوح، حيث أفصحت عن هويات العناصر المتورطة في ارتكاب الجريمة وعرضت شريطا مصورا رصد تحركات العناصر المطلوبة ضمن هذه الواقعة والبالغ عددهم 11 شخصا وكانوا يحملون جوازات سفر أوروبية سليمة ومن بينهم امرأة ايرلندية، بل إنها أكدت أيضا أنها تعرف أين يقطنون في بلدانهم.
وجاء في بيان صادر عن شرطة دبي أنّ جنسيات العصابة مكونة من ايرلنديين وبريطانيين وفرنسي وألماني، وأضاف أنّ المجني عليه كان دخل إلى دولة الإمارات نحو الساعة الثالثة والربع من بعد ظهر يوم الثلاثاء الموافق 19 يناير 2010 قادمًا من إحدى الدول العربية حيث عثر على جثمانه ظهر اليوم التالي في الفندق الذي كان يقيم فيه في دبي.
وتابع "العصابة كانت تراقب المبحوح منذ وصوله المطار وكانت تنتظره في الغرفة المحجوزة له بعد أن ألغت برمجة باب الغرفة".
واستطرد البيان قائلا :" أحد المخططين للجريمة غادر الإمارات قبل حدوثها ، بينما ترك مرتكبوها أدوية بجوار المبحوح بعد قتله للتمويه ".
ولم يستبعد البيان مجددا تورط الموساد، مشيرا إلى أنّه تم أيضا اعتقال فلسطينيين اثنين يشتبه بعلاقتهما بالقضية بينهما شخص يحمل رتبة عسكرية بالسلطة الفلسطينية.
وأكد قائد شرطة إمارة دبي الفريق ضاحي خلفان في مؤتمر صحفي عقده خصيصا مساء الاثنين الموافق 15 فبراير لكشف التفاصيل الكاملة للجريمة أنّ الشرطة ألقت القبض على اثنين من الفلسطينيين على خلفية القضية، مبديًا خشيته من وجود "اختراق في أمن المبحوح"، ولم يستبعد مجددا ضلوع أطراف إسرائيلية في الجريمة، غير أنه طالب بالتريّث بانتظار ما قد يدلي به المشتبهون بعد توقيفهم.
ووجه انتقادات لاذعة لمن أسماهم برؤساء دول يوقعون على أوامر قتل لأجهزتهم الأمنية، وأضاف أنّ عناصر المجموعة المشاركة في تصفية المبحوح وفدوا إلى دبي على متن رحلات جوية مختلفة من دول أوروبية وأنه جرى التقاط صور لهم أثناء وصولهم إلى مطار دبي وهو إجراء أمني روتيني.
وأشار إلى أنّ من بين المجموعة ستة يحملون جوازات سفر بريطانية، بالإضافة إلى ثلاثة أيرلنديين وفرنسي وألماني.
وشرح مخطط العملية قائلًا: "إنّ المجموعة أقامت لدى وصولها في فنادق مختلفة، حيث نزل قائد الفرقة، ويدعى بيتر وامرأة باسم غيل في الغرفة 1102 بفندق البستان روتانا، إلّا أنّه وللتمويه غادر الاثنان الفندق في يوم العملية إلى فندق آخر مجاور، ليقدم اثنان من الفريق للنزول في ذات الفندق الساعة الثانية بعد الظهر وقبيل وصول المبحوح عند الساعة 15:40".



وتابع الفريق ضاحي خلفان "صعد العميلان مع المبحوح في المصعد لتحديد مكان غرفته، رقم 230، ليتصل بيتر لاحقًا ويحجز الغرفة المواجهة له، وتحمل الرقم 237، وتذكرة مغادرة دبي ليغادر الإمارة قبيل انقضاء العملية".
واستطرد "فرضت المجموعة رقابة كاملة على كافة أنحاء الفندق حتى خروج المبحوح، حيث انقسم فريق الاغتيال إلى أربعة مجموعات، تمركزت إحداها في الطابق الذي به غرفة القيادي الفلسطيني، حيث منع أحدهم، ويدعى كيفن، زعم أنه موظف بالفندق، أي شخص من الاقتراب من الطابق".
وأضاف "عاد المبحوح الساعة 20:24 إلى غرفته التي كانت يتربص بداخلها سبعة من مجموعة الاغتيال، الذين غادروا مسرح الجريمة في الساعة 20:48 بعد الإجهاز على الهدف، وعثر على المبحوح قتيلًا في اليوم التالي، 20 يناير/كانون الثاني الماضي، حيث اعتبرت وفاته وفاة طبيعية بسبب العثور على أدوية بحوزته".
وأكد خلفان أنّ تكليف 11 شخصًا بقتل رجل واحد هو عمل جبان وليس بطولة كما يصورها البعض، وأضاف "إذا كان قادة بعض الدول يصدرون أوامرهم لأجهزتهم من أجل القتل فهذا أمر محرم من قادتنا وبموجب ديننا".
وتابع "إذا كان كل من له ثأر على طرف آخر يقدم على تحقيق ثأره بيده فسنكون أمام أسلوب العصابات، لا الدول، وإذا مارست الدول أسلوب العصابات فإنّ قادتها يصبحون مطلوبين للعدالة".
وأشار خلفان إلى أنّ المشتبه بهم استخدموا أدوات تمويه وتنكر إلى جانب أجهزة اتصالات متطورة تعمل بالشفرة وأضاف أنّ شرطة دبي لم تتوصل إلى تحديد هوياتهم فحسب بل تعرف أين يقطنون في بلدانهم.
ونفى خلفان أن يكون المبحوح قد دخل إلى دبي لترتيب صفقة سلاح مع إيران، وأشار إلى أنّ لحركة حماس علاقات مباشرة مع إيران وكان يمكن لعناصرها الذهاب إلى طهران، واصفًا ما يقال بهذا الإطار ب"الكلام الفارغ الذي يهدف لتبرير الجريمة".
كما شدد خلفان على أنّ حركة حماس لم تبلغ السلطات الإماراتية بوصول المبحوح إلى أراضيها، مبديًا خشيته من وجود "اختراق" في جهاز أمن القيادي الفلسطيني باعتبار أنّ توافد عناصر المجموعة التي نفذت العملية بدأ قبل وصوله إلى دبي ما يدل على معرفتهم بموعد قدومه مسبقًا.
ورفض خلفان أن تكون أرض الإمارات ميدانا لصراع الآخرين، ولم يوفر حركة حماس من انتقاداته قائلًا: "إنّ أحد مسئوليها تفاخر بأنّ المبحوح أسر جنديين إسرائيليين وقتلهما وهذا أمر مخجل ولم يكن يجدر به أن يقول ذلك، لأنّ قتل الأسير مرفوض في ديننا".
وأضاف خلفان أنّ حماس طلبت الإطلاع على التحقيق، لكن شرطة دبي رفضت ذلك وأكدت أنها ستوفر المعلومات للجميع عبر الصحافة.



وعن طريقة اغتيال المبحوح، قال خلفان إنّ الصعق الكهربائي "احتمال وارد" لكنه أضاف أنّ التقارير الطبية ترجح موته "خنقًا" مشيرًا إلى أنّ نتائج تحاليل الدم لم تظهر وجود سموم في الجسم.
وكشف خلفان أنّ شرطة دبي تشتبه بصلة فلسطينيين اثنين بالقضية وقد جرى اعتقالهما في الأردن وتسليمهما للإمارات للتحقيق معهم.
وجاء الكشف عن المفاجآت السابقة ، بعد أن نفت شرطة دبي يوم الجمعة الموافق 12 فبراير تقارير إعلامية أشارت إلى أنها كانت تنوي دفن جثة المبحوح وقالت إنها تحفظت على جثة القتيل لمدة أسبوع لكي تستكمل إجراءات التحقيق وأشارت أنها سلمت الجثة لنجله الذي قدم إلى الإمارات بعد أن علم بوفاة والده.
وأكدت السلطات الأمنية في الإمارة أنها باشرت التحقيقات فور تلقيها البلاغ بحكم الاختصاص ونفت أي تدخلات أو ضغوط من أية جهة لحفظ التحقيقات ورغم أن الفريق ضاحي خلفان طالب بالتريث قبل توجيه الاتهام رسميا لإسرائيل ، إلا أن ما جاء في البيان الأخير لشرطة دبي حول عدم استبعاد تورط الموساد مجددا إنما يرجح أن الأمر بات قاب قوسين أو أدنى لعقاب تل أبيب .
فمعروف أن الفريق ضاحي خلفان كان صرح نهاية يناير الماضي بأنه لا يستبعد تورط الموساد الإسرائيلي في اغتيال المبحوح ، قائلا :" شخصياً ، لا أستبعد أي طرف له مصلحة في قتل المبحوح ، قد يكون الموساد وقد يكون غير الموساد".
وبعد ذلك وتحديدا في 4 فبراير / شباط ، كشف مصدر أمني كبير في شرطة دبي أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سيكون مطلوبا للعدالة إذا ثبت تورط الموساد في تلك الجريمة.
وأضاف المصدر ذاته في تصريحات لقناة "الجزيرة" القطرية أنه إذا ما تأكد تورط الموساد ، فإن جريمة الاغتيال ما كانت لتتم دون موافقة نتنياهو ولذا فإن الإمارات لن تتوانى عن ملاحقته قضائيا وتقديمه للعدالة.
عقاب إسرائيل



التصريحات السابقة تؤكد أن إسرائيل لن تفلت هذه المرة من العقاب على انتهاكها لسيادة الدول العربية ، بل إنها تردع أيضا الكيان الصهيوني عن توسيع نطاق جرائم الموساد في المنطقة .
ويبدو أن الإمارات وهي تتوعد نتنياهو أدركت بكل وضوح أن اغتيال محمود المبحوح الملقب ب " أبو العبد " في دبي لم يكن مجرد رسالة إسرائيلية لحركات المقاومة الفلسطينية فقط وإنما له أبعاد أخرى غاية في الخطورة تمتد لتشمل عرقلة تجربتها التنموية والحضارية التي نالت إعجاب العالم بأكمله .
فالجريمة جاءت بعد أسابيع قليلة من افتتاح برج خليفة الذي يعتبر أعلى ناطحة سحاب في العالم ، كما جاءت في أعقاب تعافي دبي سريعا من أزمتها المالية بل وإعلانها استعدادها أيضا لاستضافة مقر الأمم المتحدة في نيويورك على أراضيها وهو الأمر الذي من شأنه في حال حدوثه أن يغير خريطة الاستثمار والوضع الاقتصادي للمنطقة لاسيما الإمارات.
إسرائيل سارعت فيما يبدو لإجهاض مثل هذا السيناريو مبكرا لأنه يهدد مخططاتها للسيطرة على ثروات المنطقة وإضعاف الدول العربية الواحدة تلو الأخرى ، هذا بجانب منع الإمارات من أن تكون مقرا لفعاليات الأمم المتحدة وهو ما يحجم مغامراتها العسكرية والاستخباراتية في المنطقة .
وهناك أمر آخر هام وهو أن جريمة اغتيال المبحوح تعتبر بمثابة رسالة حول توسيع نطاق جرائم الموساد لتصل إلى كافة الدول العربية والإسلامية وحتى تلك الدول التي توصف بالاعتدال من وجهة نظر الغرب ، بل إن ارتكاب الجريمة في دبي أكد أن تل أبيب لا تحترم الأعراف الدبلوماسية ، حيث ظهرت تصريحات وتقارير صحفية تشير إلى أن مرتكبي جريمة اغتيال المبحوح وصلوا الإمارات ضمن الوفد الإسرائيلي الذي شارك مؤخرا في مؤتمر القمة العالمية للطاقة المتجددة في أبو ظبي .
وقال القيادي في حماس محمود الزهار في هذا الصدد إن هناك احتمالا بأن يكون مرتكبو جريمة اغتيال المبحوح دخلوا إلى الإمارات ضمن الوفد الذي ترأسه وزير البنى التحتية الإسرائيلي عوزي لانداو ، وأضاف أن لانداو كان وصل في 15 يناير / كانون الثاني إلى الإمارات وغادرها بعد حوالي أربعة أيام ، قائلا :" نحن نريد أن نعرف ما إذا كان هناك داخل الفندق الذي نزل به لانداو من أسهم في عملية القتل والأدوات التي استخدمت في جريمة الاغتيال ومن أي بلاد جاء المنفذون وبأي جوازات سفر دخلوا إلى الإمارات".
وفي السياق ذاته ، قال موقع "فلسطين اليوم" الإلكتروني إن علامات استفهام بدأت تلوح في الأفق فيما يتعلق باغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح في إمارة دبي وخاصة فيما يتعلق التوقيت.
وأضاف " في اليوم الذي قتل فيه المبحوح في أحد فنادق دبي ، كان لاندو يتواجد في فندق آخر في إمارة أبو ظبي بعد أن قدمت له الدعوة لحضور مؤتمر الأمم المتحدة حول الطاقة المتجددة".
وتساءل موقع "فلسطين اليوم" الإلكتروني في هذا الصدد " هل عوزي لاندو ومن رافقه من جهاز الموساد قد حولوا غرفة الوزير الإسرائيلي لغرفة عمليات مشتركة مع عناصر آخرين من الموساد دخلوا دولة الإمارات بجوازات أوروبية ، فقد وصل لاندو لإبو ظبي يوم الجمعة 15 يناير وبقي فيها حتى يوم 19 يناير تقريبا ، وتم اغتيال المبحوح قبل ساعة أو ساعتين من مغادرة عوزي لاندو".
وسواء تأكد ارتباط زيارة الوزير الإسرائيلي بجريمة الاغتيال أم لا ، فإن القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان لم يستبعد منذ البداية تورط الموساد باغتيال المبحوح ، خاصة بعد أن عمدت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى الإشارة لدور المبحوح في أسر وقتل الجنديين الإسرائيليين إيلان سعدون وآفي سسبورتاس في الثمانينات إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

وفي حال انتهت التحقيقات إلى اتهام الموساد رسميا ، فإن هذا لا يشكل فقط انتهاكا لسيادة الإمارات وإنما يسيء أيضا لصورة دبي كمركز عالمي للأعمال .
ويبدو أن إسرائيل لم تفهم الدرس جيدا ، فمسارعة الإمارات لمطاردة الجناة وتقديمهم إلى العدالة في الجريمة التي أودت بحياة الفنانة اللبنانية سوزان تميم يبعث كان يبعث برسالة واضحة أنها لن تلتزم الصمت تجاه جريمة اغتيال المبحوح رغم عدم وجود مقارنة بين الجريمتين فالأولى طابعها جنائي والثانية سياسي .
أيضا فإن هناك أمرا آخر كان يرجح رد الفعل الحازم من جانب الإمارات في هذا الصدد ألا وهو أنها تريد الحيلولة دون تكرار مثل تلك الجرائم على أراضيها بعد جريمة اغتيال القائد الشيشاني السابق سالم ياماداييف الذي اغتيل بإطلاق الرصاص عليه في مرآب للسيارات في دبي قبل سنوات وهو ما اعتبر حينها جريمة من تدبير الاستخبارات الروسية بسبب معارضة ياماداييف للرئيس الشيشاني الموالي لموسكو رمضان قاديروف.
والخلاصة أن إسرائيل بعثت برسالة مفادها أن يدها قادرة وتستطيع الوصول إلى أي مكان وهو ما تطلب رد فعل إماراتي حازم لردعها عن مواصلة العبث بالأمن القومي العربي وتكرار جرائم مماثلة لاغتيال المبحوح .
أبو العبد


الشهيد محمود المبحوح
والمبحوح " 50 عاما" هو أحد من مؤسسي "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى ، وكان يعرف ب "أبو العبد" ، وأثناء وجوده في غزة ، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بسجنه مرات عدة وهدمت منزله في القطاع بالجرافات.
وعاش بعد خروجه من السجون الإسرائيلية مطاردا حتى تاريخ إبعاده وتوجهه للعيش في سوريا عام 1989 ، وتردد فيما بعد أنه تنقل بين دول عربية وغربية عديدة ، مستخدما جواز سفر باسم شخص سوري متوفي.
وبعد إبعاده ، اتهمته إسرائيل بأنه هو الذي دبر أسر اثنين من جنودها خلال الانتفاضة في الثمانينات وأنه واصل عمله لتهريب الأسلحة لغزة ، كما اتهم بأنه كان وراء محاولة تهريب شاحنة محملة بالسلاح إلى غزة عبر السودان العام الماضي والتي قامت الطائرات الإسرائيلية بقصفها ، بل وزعمت بعض الصحف الإسرائيلية أنه كان للمبحوح دور في الأسلحة التي ضبطتها البحرية الإسرائيلية على سفينة "فرانكوب" قبل أشهر.
وما أن أعلن عن اغتياله في دبي في 19 يناير 2010 ، إلا وظهرت الكثير من علامات الاستفهام حول أسباب وجوده في الإمارات وكيفية تنفيذ جريمة اغتياله وتداعياتها ، فقد ذكرت صحيفة " التايمز " البريطانية أن المبحوح كان عنصرا رئيسيا في عمليات تهريب السلاح إلى غزة عندما قتل في فندق بدبي في ال 20 من يناير ، مشيرة إلى أن وجود المبحوح في الإمارات كان لترتيب شحنة أسلحة لتهريبها إلى غزة.
وفي السياق ذاته ، ذكر فائق المبحوح أن النتائج الأولية للتحقيقات أثبتت أن شقيقه محمود المبحوح اغتيل بواسطة جهاز يحدث صعقة كهربائية ثم جرى خنقه بواسطة قطعة قماش .
وأضاف أن شقيقه كان نجا خلال السنوات الأخيرة من ثلاث محاولات لاغتياله في غزة وفي بيروت ، مشيراً إلى أنه تم تسميمه قبل ستة أشهر، حيث ظل فاقدا للوعي لمدة 36 ساعة.
وفي المقابل ، اعتبر المحلل في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية روني بن يشاي أن نتائج فحص جثة المبحوح أظهرت أنه توفي جراء تسمم ، قائلا :" التسميم أو التعرض لمواد معينة أو لأجهزة كهربائية يمس مراكز الأعصاب الرئيسية ويقود إلى مصاعب في التنفس أو اختناق أو حتى لجلطة".
وأوضح أن الأطباء في دبي ربما اكتشفوا آثار صعق كهربائي ، قائلا " إذا صحت اتهامات حماس للموساد، فإن اغتيال المبحوح في دبي يكشف عن القدرات الفائقة للاستخبارات الإسرائيلية في ملاحقة رجال حركة حماس والوصول إليهم".
واعتبر روني بن يشاي أن الاغتيال رسالة لحماس ولأسرى الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ، قائلا :" لا غرابة في اتهام الموساد باغتيال المبحوح الذي كان أحد كبار المسئولين عن منظومة مشتركة لحماس وإيران تنظم وتشرف على تهريب الصواريخ والسلاح والمواد المتفجرة من إيران إلى قطاع غزة".
ومن جانبه ، أعرب رئيس بلدية عسقلان بني فاكنين عن رضاه بما أسماه "تصفية الحساب" مع المبحوح ، قائلا :" هذا إغلاق لدائرة ، فطوال سنوات عانت أسرة الجنديين الإسرائيليين سعدون وسسبورتاس ، ونحن نثني على الجيش الإسرائيلي وعلى الموساد على تلك العملية ".
ويبقى التساؤل الذي يشغل الجميع " هل سترد حماس على اغتيال المبحوح ؟".
والإجابة يبدو أنها لن تكون بالسهولة التي يتوقعها البعض ، فتصريحات عدد من مسئولى حماس تتوعد بالثأر ، حيث قال رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل خلال تشييع جثمان المبحوح في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين على مشارف دمشق :" المبحوح رجل عظيم حارب الإسرائيليين على مدى 30 عاما " ، وخاطب الإسرائيليين قائلا :"تؤلموننا ولكننا نؤلمكم ، هذه حرب مفتوحة ، لن تتوقف حتى ترحلوا عن أرضنا، نحن واثقون وجازمون أننا سنهزمكم ، الحرب طويلة ، ولكننا مطمئنون لنتيجتها، والله الذي لا إله إلا هو، والله الذي قبض روح أخينا أبي العبد ، سنهزمكم شر هزيمة".
واختتم مشعل قائلا : "أقسم بالله وباسم الله وعلى بركة الله ، سننتقم لدماء محمود المبحوح ، والأيام بيننا سجال ، واليوم الأخير لنا بإذن الله".
ورغم أن التصريحات السابقة تتوعد بالثأر ، إلا أن هناك كثيرين حذروا حماس من الوقوع في الفخ المنصوب لها ، فحكومة نتنياهو عمدت لتنفيذ جريمة الاغتيال في هذا التوقيت بهدف إجهاض الضغوط الأمريكية والدولية عليها لاستئناف عملية السلام ، كما أنها توعدت مؤخرا بحملة "الرصاص المصبوب 2 " ضد غزة وبالتالي فإن قيام حماس بانتقام مماثل قد يعجل بتنفيذ مخططات إسرائيل في هذا الصدد مثلما حدث في عام 1982 عندما تذرعت بمزاعم حول محاولة اغتيال أحد دبلوماسييها في لندن لاجتياح لبنان .
أيضا ، فإن قيام حماس ، التي التزمت بالهدنة وأحرجت إسرائيل أمام العالم ، بالرد بعملية انتقامية ثأرية في الخارج من شأنه أن ينال من التعاطف الدولي المتزايد الساعي لرفع الحصار عن غزة .
ويبدو أن اغتيال المبحوح قبل أسبوعين من إحياء الذكرى الثانية لاغتيال القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية في دمشق هو رسالة تحذير إسرائيلية لحزب الله وحماس بأن يدها تضرب في كل مكان وأن أي انتقام لاغتيال المبحوح ومغنية يعني حربا جديدة ، بل ويرجح كثيرون أن إسرائيل أنهت استعداداتها لمثل تلك الحرب للتغطية على تداعيات تقرير جولدستون من ناحية ولإجهاض ضغوط أوباما لاستئناف عملية السلام من ناحية أخرى .

الرجاء الانتظار قليلا حتى يتم تحميل الشريط
Your browser does not support inline frames or is currently configured not to display inline frames.
صور القتلة



أحد الجناة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.