أعلن الرئيس الافغاني حامد قرضاي أمس عن استعداده لاجراء محادثات مع زعيم حركة «طالبان» الملاّ محمد عمر. فيما انتقد مساع لدول الجوار والولايات المتحدة لخوض ما أسماه «حربا بالوكالة» على الاراضي الافغانية مؤكدا معارضته لمثل هذه السياسات. وقال قرضاي في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الباكستانية إسلام آباد: «نجري اتصالات مع طالبان على المستوى العالي الذي يتمنون أن يحدث... نحن على استعداد للتحدث إليهم بما فيهم الملاّ عمر طبقا للدستور الافغاني». لا مبرّر للقلق الدولي وأضاف الرئيس الافغاني قائلا: «نريد الحديث الى كل أفغاني من أجل السلام... واذا كان المجتمع الدولي لديه مشكلة عليه أن يحضر ويشرح ما هو مصدر قلقه». وجاء ذلك نتيجة تزايد المطالب الامريكية والغربية باستبعاد الملاّ عمر وزعماء «التمرد» الكبار الآخرين من العملية السياسية ومن مفاوضات السلام. وأوضح قرضاي موقفه هذا بالقول بأن دمج مقاتلي وقادة «طالبان» من المستوى الادنى فقط في العملية السياسية في البلاد لن يحقق السلام لبلد مزقته الحروب عبر سنوات طويلة وفق تعبيره. وأشار الرئيس الافغاني الى أنه هناك ارتباك لدى حلفائه «الذين لا يتحدثون نفس لغتنا» مضيفا: «هناك افتقار للتنسيق بين الحلفاء». ويذكر أن كل من بريطانيا والولايات المتحدة كانتا أول المنادين بحوار مع حركة «طالبان»، لكن ليس على مستوى القادة بل المقاتلين الذين يمكن استمالتهم ببعض الاغراءات وهو ما فشل في تحقيق أهداف هذا المخطط الرامي الى إضعاف الجناح المسلح للحركة والتقليص من شعبيتها. حرب بالوكالة وعلى صعيد متصل أبلغ قرضاي أمس باكستان أن بلاده لا تريد أن تصبح ساحة لحروب بين الهند وباكستان أو بين إيران والولايات المتحدة. وقال الرئيس الافغاني في مؤتمره الصحفي: «نحن في أفغانستان نعي وندرك تماما أنه من دون باكستان ومن دون التعاون معها، فإنه لا يمكن أن يحل السلام والاستقرار في أفغانستان». وأضاف قائلا إن بلاده «لا تريد أن تكون أرضا لمعارك الآخرين... ولا تريد أن تكون أرضا لحرب بالانابة بين الهند وباكستان كما لا تريد أن تكون أرضا لحرب بالانابة بين ايران والولايات المتحدة» حسب تعبيره. وأشار قرضاي الى أن الهند «صديق مقرّب للغاية قدم الكثير لافغانستان لكن باكستان دولة شقيقة لأفغانستان».