أكدت مصادر عراقية مطلعة أمس أن هناك مشاورات سياسية على أعلى مستوى لتعيين رئيس قائمة «العراقية» إياد علاوي رئيسا للوزراء بعد تقدم قائمته في الانتخابات على باقي القائمات التي نادت أهمها بإعادة فرز الأصوات. ووفق مصادر اعلامية مطلعة فإن مشاورات سياسية تجري بين «الائتلاف الوطني» بزعامة عمار الحكيم والتحالف الكردستاني برئاسة مسعود البارزاني وقائمة «دولة القانون» بزعامة المالكي لتعيين إياد علاوي رئيسا للوزراء فيما يتولى نوري المالكي منصب نائب رئيس الجمهورية. وحسب ذات الجهات السياسية فإن المالكي وافق على مثل هذا التشاور وانه يدرس حاليا مقترح تبوئه منصب نائب الرئيس أو أي منصب آخر يختاره. واضافت أن الأكراد مصممون على أن يكون رئيس الجمهورية كرديا. اعادة الفرز والعد في ذات السياق طالب «ائتلاف دولة القانون» بزعامة نوري المالكي بإعادة عمليات الفرز متذرعا بوجود تلاعب واضح لصالح كتلة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي. وقال النائب علي الأديب: هناك تلاعب واضح داخل المفوضية الانتخابية لصالح قائمة العلاوي مشيرا الى أنه قدم طلبا بإعادة عمليات العد والفرز للتأكد من عدم وجود تلاعب في الأصوات وأضاف في هذا الإطار لقد سلمت المفوضية اقراصا مدمجة «ممغنطة» للنتائج من أجل التدقيق في النسب بشكل تدريجي وسنواصل العملية حتى نتحقق من الأمر. وأبدى الأديب شكوكا حيال تقدم قائمة «علاوي» زاعما أن تفوقها بهذه الأعداد المتوفرة يعتبر «معجزة». ولم يحدد ما اذا كانت المطالبة بإعادة العد والفرز ستشمل جميع المحطات الانتخابية التي تزيد على 46 ألف محطة في عموم العراق وتتناقض هذه التصريحات جملة وتفصيلا مع مزاعم المالكي المطلقة قبل ثلاثة أيام حيث كانت النتائج لصالح ائتلافه، والتي اعتبر فيها أن الشكاوى المقدمة للمفوضية حول مخالفات مفترضة لن تتمكن من قلب النتائج. مفاجأة وحققت قائمة «علاوي» مفاجأة كبرى ستترك آثارها على المعادلات في العراق بحصولها على عدد متساو من المقاعد البرلمانية مع أئتلاف المالكي مع تقدم في عدد الأصوات. وتشير الأرقام المتوفرة عقب فرز 80 بالمائة من جملة الأصوات الى فارق 9 آلاف صوت بين علاوي الذي نال 2.102.981 صوتا مقابل 2.093.997 للمالكي. ويكمن حجم المفارقة الحاصلة في أن علاوي حصد العديد من الأوراق في المراكز الانتخابية في المناطق ذات الأغلبية الشيعية، فيما عجز المالكي عن الحصول عن مثلها في الأماكن ذات الأغلبية السنية ووفق هذه النتائج فإن قائمتي علاوي والمالكي ستحصلان على 87 معقدا لكل واحدة منهما من أصل 310 مقاعد. كما يتوقع حصول الائتلاف الوطني العراقي على حوالي 67 مقعدا مقابل 38 للتحالف الكردستاني. في غضون ذلك، أماطت جهات سياسية عراقية رفيعة أمس اللثام عن ابلاغ الرئيس السوري بشار الاسد نظيره الايراني أحمدي نجاد عدم رغبة بلاده في التجديد لولاية رئيس الوزراء نوري المالكي. وذكرت ذات المصادر ان الاسد لمّح الى أن دعم طهران للمالكي من شأنه ان يؤثر على العلاقات الثنائية ولوّح بأن هذا الموقف يعبّر في الحقيقة عن موقف ثلاث دول من دول الجوار العراقي وهي سوريا والسعودية وتركيا. وأضافت ان هذا الموقف السوري يأتي ردّا على اتهامات المالكي لدمشق بالضلوع في التفجيرات الدموية التي هزت بغداد صيف العام الماضي.