فاز تحالف الأحزاب اليسارية والبيئية في الجولة الثانية من الانتخابات الجهوية التي جرت يوم أمس الاول في فرنسا بنسبة 54٪ من الأصوات، مقابل 35٪ فقط لصالح حزب اليمين الحاكم الذي يتزعمه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بحسب النتائج الرسمية التي نشرتها وزارة الداخلية الفرنسية. وأعلن رئيس الوزراء فرانسوا فيون أنه سيتوجه الى قصر الاليزيه لبحث نتائج العملية الانتخابية مع الرئيس. ونقلت الأنباء الفرنسية عن فيون قوله إن نتيجة هذه الانتخابات تؤكد فوز لوائح اليسار. وأضاف: «لم نعرف كيف نقنع الناخبين. إن ذلك إحباط للغالبية. إنني أتحمل حصتي من المسؤولية». وتشير تقديرات معهد «اوبينيون واي» الى أن اليسار الذي سيواصل السيطرة على الغالبية الساحقة من المناطق الفرنسية ال26 (22 في الداخل وأربع عبر البحار)، حصل على 54% مقابل 36% لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية الحاكم وحلفائه. وعلى الرغم من نسبة مشاركة أعلى من الدورة الاولى اذ تراجعت نسبة الامتناع عن التصويت من 53.6% الى 49% تقريبا، الا ان اليمين فشل في تعبئة ناخبيه كما يجب للاحتفاظ بكورسيكا المنطقة الوحيدة ما وراء البحار التي كان مسيطرا فيها. وكان الرئيس ساركوزي قد أكد قبل الجولة الأولى التي أجريت يوم الأحد الماضي أن «الاقتراع إقليمي وبالتالي فان نتائجه ستكون إقليمية». لكن ساركوزي اعترف امس بهزيمته في هذه الانتخابات التي قوّت شوكة المعارضة والتي وصفها مراقبون بأنها أكبر عثرة في التاريخ السياسي لساركوزي بل ان البعض وصفها بأنها زلزال سياسي كبير في قصر الإليزيه.. ورأى ملاحظون ان هذه الانتخابات كرست ظاهرة سياسية فرنسية بامتياز تتمثل في ما بات يعرف ب «التصويت العقابي» اي ان يصوّت الناخبون لصالح خصوم المرشح المستهدف لا اقتناعا بطروحاتهم بل رغبة في معاقبة رئيسهم حتى أن الأمر وصل حدّ التصويت لصالح تيارات متطرفة وقليلة الزخم جماهيريا مثل «الجبهة الوطنية» بقيادة جون ماري لوبان الذي يقيم حملاته الانتخابية على معاداة الآخر والدعوة الى التضييق على المهاجرين والتخويف من مدّ الأديان الأخرى غير المسيحية بفرنسا ولاسيما الاسلامية.. من جهة أخرى دعت كبرى النقابات الفرنسية الى مظاهرات وإضرابات شاملة عن العمل اليوم الثلاثاء للتنديد بالسياسة الاجتماعية والاقتصادية للحكومة الفرنسية.