انتظمت مؤخرا بقصر المؤتمرات بمدينة «شامبري» الفرنسية carre curial على امتداد يومين، الدورة 12 للتظاهرة الدولية الطلابية (ثقافية وسياحية) le tour du monde au menage وذلك بمشاركة اكثر من 40 دولة من جميع أنحاء العالم ممثلة من خلال طلبتها المنتمين الى جامعة «الصفوا» والدارسين بمختلف الكليات التابعة لها. وتعتبر هذه التظاهرة من أهم التظاهرات الثقافية الطلابية بمنطقة «الرون آلب» وهي فريدة من نوعها بالجهة وربما في عموم فرنسا نظرا الى قدمها اذ بعثت منذ 12 سنة ويتبناها كل من ديوان السياحة «بالصفوا» وبلدية «شامبري» وجامعة «الصفوا» كهيئة رسمية تنظيمية. ويتم خلال هذه التظاهرة تخصيص أجنحة لفائدة الطلبة تمكنهم من فرصة التعريف بالمخزون الثقافي والتراثي والسياحي لبلدانهم وابراز الخصوصيات الحضارية من زوايا مختلفة ومتنوعة والتعريف بها ويقوم الزائرون عند المغادرة بالتصويت لفائدة جناح البلد الذي يعتبرونه الأفضل والمميّز وكانت مشاركة تونس هذه السنة متميّزة جدا على جميع الأصعدة خاصة بتزامنها مع مبادرة سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي بإعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب، وذلك من خلال الأداء المميّز للجناح التونسي وما انفرد به من زخم على مستوى المادة المقدمة ومن حيوية وديناميكية متواصلة على امتداد يومين كاملين أمنتها مجموعة من الطلبة التونسيين عبر عديد الفقرات المتنوعة بمساعدة المواطنة فضيلة القاسمي (صاحبة فضاء تجاري للملابس التقليدية والتراثية التونسية بمدينة فالنس) ومجموعتها المتطوعة من فتيات الأجيال الجديدة للهجرة لتأمين ثلاثة عروض رائعة للباس التقليدي لأكثر من جهة بالبلاد التونسية للتعريف بالمخزون التراثي والحضاري الذي تزخر به بلادنا وتمكين الزائرين من فن الوشم «بالحرقوس» مجانا، فكان الإقبال منقطع النظير على جناح تونس ولفت انتباه كل الزائرين الأجانب الذين قدر عددهم حسب تصريحات لجنة التنظيم ب 3000 زائر خلال اليومين. وبعد فرز الأصوات ومداولات لجنة التحكيم المتكونة من ديوان السياحة وبلدية «شامبري» وجامعة «الصفوا» وتم الاعلان على فوز تونس من خلال حصولها على المرتبة الأولى وتصدرها قائمة الدول المشاركة خلال هذه الدورة 12 رغم المنافسة الحادة من عديد الدول الشقيقة والصديقة. وتبعا لهذا الفوز ستكون تونس دولة شرف خلال الدورة 13 التي ستلتئم سنة 2011، وستتمتع بيوم خاص بها قبل افتتاح الدورة المقبلة من خلال برمجتها ما تراه مناسبا من نشاط ثقافي وسياحي وإحياء سهرة للعموم، فضلا عن ادراج عديد المشاهد والصور عن تونس، كما ستتمتع أيضا بجناح خاص ومميّز. وأولى المركز العناية اللازمة لهذه التظاهرة الدولية الشبابية باعتبارها نافذة هامة على العالم لإبراز الوجه المشرق لبلادنا وابراز الأهمية التي توليها للتظاهرات الثقافية كوسيلة للتواصل والتعايش السلمي بين الشعوب وذلك من خلال التأطير الأدبي والمادي لمجموعة الطلبة التي شاركت في هذه التظاهرة الشبابية الدولية من خلال عقد عديد الجلسات التحضيرية معها والسعي الى تأمين كل اسباب النجاح والتألق لبلادنا. وبعد هذا الفوز الهام لتونس قام المركز بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب بتكريم كل الذين ساهموا في جعل تونس تتصدّر قائمة الدول المشاركة في التظاهرة الطلابية الدولية.