صامدة صابرة... ترابط في قلب الحمم البركانية ما أثناها «هذيُ الصواعق» ولا أزيز الرصاص... ودوي البنادق... غزة اليتيمة في العراء ولا خيام ولا دواء ولا ماء ولا شجر ولا رغيف... تستفّ التراب والحجارة والجراح على الجراح تنزف غزة الذبيحة ما أثناها ذاك الحصار وذاك الدخان واللهيب والدمار عن درب النضال دمها يُراق صباح مساء والدموع لم تتحجر في المآقي من أجل قدس البراق وأمها الحبيبة فلسطين المغتصبة وا أسفاه جراح غزة إمتدت وغارت وطعنات الخناجر في الظهر غاصت ولا منقذ أو مغيث حتى اخواننا في الدين والهوية والمصير... سدّوا الدروب وأوصدوا المعابر وأمعنوا في الحصار وبنوا جدار العار ومنا خجلوا وأهل غزة الميامين في الأوحال يعتصرون وغصون الرضع «زغب الحواصل» مرضى يئنون جائعين عطاش لا رغيف ولا ماء ولا دواء ولا شجر... الله أنزل الغيث وغدا ستبزغ الشمس وينبت العشب والأقحوان والسنابل والزعفران والفواكه والأعناب... وسيعبق البنفسج والعنبر... والريحان... في كل ربوع فلسطين الأبية