يقول المثل التونسي «الصيف ضيف» إلا أنه أصبح عند عدد هام من العائلات التونسية ضيفا ثقيلا غير مرغوب فيه لكثرة مصاريفه وتأثيره على باقي شهور السنة. وتواجه العائلات التونسية مصاريف الصيف بطريقتين على الأقل. وبينت دراسة كانت قد أعدتها منظمة الدفاع عن المستهلك أن 59 من العائلات تلتجىء إلى الاقتراض و30 الى مصادر أخرى و11 الى التداين البنكي لمجابهة النفقات كما أن أخرى تلتجىء الى سياسة الضغط على النفقات أو سياسة التقشف أو الى العمل الاضافي خلال العطلة. كما أن هذه النفقات تؤثر بشكل أو بآخر على ميزانيات العائلات اذ صرحت 72 منها أن مصاريف الترفيه تخل بميزانيتها اخلالا كبيرا في حين تعتبر 28 منها أنها غير مؤثرة. ولتفادي هذا الاخلال تتوخى 65 من العائلات سياسة التخطيط لمصاريف العائلة مسبقا في حين لا تعتمد ال35 المتبقية على أي تخطيط. وتقصد العائلات التونسية عدة أماكن للترفيه ف35 تقصد الشواطىء و20 المقاهي والمطاعم و5 المهرجانات في حين أن المنتزهات لا تقصدها إلا نسبة ضئيلة تقدر ب 5. ويقول مصدر من منظمة الدفاع عن المستهلك بالنسبة للنزل أنه يجب ايجاد خطة للتعامل مع العائلات اذ ليس من المعقول أن يكلف أسبوع اقامة بنزل عائلة تونسية متكونة من أفراد قرابة الألف دينار وهي التي ستتحمل قريبا مصاريف العودة الجامعية والمدرسية ومصاريف شهر رمضان. علاوة على أن النزل اضافة الى غلائها لا تهتم كثيرا بالعائلات التونسية نظرا لتعاملها مع وكالات الأسفار والحجز المسبق للأسرة في حين انها تكاد تستجدي الحرفاء باقي أشهر السنة تحت غطاء تشجيع السياحة الداخلية. يقول أيضا نفس المصدر ليست أماكن الترفيه وحدها التي تتطلب مصاريف اضافية بل حتى المناسبات العائلية أيضا تلعب دورا في ذلك وتعتبر 77 من العائلات أن المناسبات العائلية والترفيه هي التي تؤثر في ميزانيتها ويعتبر أكثر من 30 أن الشواطىء هي الأكثر تأثيرا في حين أن 43 يرون أن المقاهي والمطاعم والنزل هي الأكثر تأثيرا على ميزانيتهم. وعموما ربما يعود هذا التطور في النفقات الى العقلية الاستهلاكية التي ما فتئت تسيطر على المواطن التونسي بسبب انفتاح المجتمع التونسي وظهور أنماط عيش جديدة أهمها استقلالية بعض العائلات عن العائلة الكبرى أو بعدها جغرافيا بسبب ظروف العمل أو الدراسة لكن تبقى مصاريف الصيف مؤثرة بشكل كبير خاصة مع ارتفاع نسق الاستهلاك مع تعطل مستويات الدخل وهو ما لا يسمح بمجابهة كل هذه المصاريف.