رئيس الجمهورية قيس سعيّد.. المفسدون... إمّا يعيدون الأموال أو يحاسبهم القضاء    فاتورة استيراد الطاقة لا تطاق .. هل تعود تونس إلى مشروعها النووي؟    في علاقة بالجهاز السرّي واغتيال الشهيد بلعيد... تفاصيل سقوط أخطبوط النهضة    مذكّرات سياسي في «الشروق» (5) وزير الخارجية الأسبق الحبيب بن يحيى... يتكلّم الصادقية حاضنة المعرفة والعمل الوطني...!    أخبار المال والأعمال    تقديرات بانحسار عجز الميزانية الى 6.6 ٪ من الناتج المحلي    مع الشروق .. «طوفان الأقصى» أسقط كل الأقنعة.. كشف كل العورات    مع الشروق .. «طوفان الأقصى» أسقط كل الأقنعة.. كشف كل العورات    مزاد دولي يبيع ساعة أغنى راكب ابتلعه الأطلسي مع سفينة تايتنيك    الرابطة الثانية (ج 7 إيابا) قمة مثيرة بين «الجليزة» و«الستيدة»    مانشستر سيتي الانقليزي يهنّئ الترجي والأهلي    ترشح إلى «فينال» رابطة الأبطال وضَمن المونديال ...مبروك للترجي .. مبروك لتونس    فضاءات أغلقت أبوابها وأخرى هجرها روادها .. من يعيد الحياة الى المكتبات العمومية؟    تنديد بمحتوى ''سين وجيم الجنسانية''    ابتكرتها د. إيمان التركي المهري .. تقنية تونسية جديدة لعلاج الذقن المزدوجة    الكاف..جرحى في حادث مرور..    نبيل عمار يؤكد الحرص على مزيد الارتقاء بالتعاون بين تونس والكامرون    استشهاد خمسة فلسطينيين في قصف لطيران الاحتلال لمناطق وسط وجنوب غزة..#خبر_عاجل    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    ماذا في لقاء وزير الخارجية بنظيره الكاميروني؟    طقس الليلة    تسجيل مقدّمة ابن خلدون على لائحة 'ذاكرة العالم' لدى اليونسكو: آخر الاستعدادات    بطولة الرابطة 1 (مرحلة التتويج): حكام الجولة الخامسة    البطولة الافريقية للجيدو - ميدالية فضية لعلاء الدين شلبي في وزن -73 كلغ    توزر: المخيم الوطني التدريبي للشباب المبادر في مجال الاقتصاد الأخضر مناسبة لمزيد التثقيف حول أهمية المجال في سوق الشغل    نابل: الاحتفاظ بشخص محكوم بالسجن من أجل "الانتماء إلى تنظيم إرهابي" (الحرس الوطني)    أكثر من 20 ألف طالب تونسي يتابعون دراساتهم في الخارج    التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيدين للفلسطينيين    مواطن يرفع قضية بالصافي سعيد بعد دعوته لتحويل جربة لهونغ كونغ    مدير عام وكالة النهوض بالبحث العلمي: الزراعات المائية حلّ لمجابهة التغيرات المناخية    الجزائر تسجل حضورها ب 25 دار نشر وأكثر من 600 عنوان في معرض تونس الدولي للكتاب    المؤرخ الهادي التيمومي في ندوة بمعرض تونس الدولي للكتاب : هناك من يعطي دروسا في التاريخ وهو لم يدرسه مطلقا    كتيّب يروّج للمثلية الجنسية بمعرض تونس للكتاب؟    وزارة التجارة تتخذ اجراءات في قطاع الأعلاف منها التخفيض في أسعار فيتورة الصوجا المنتجة محليا    الرابطة 1 ( تفادي النزول - الجولة الثامنة): مواجهات صعبة للنادي البنزرتي واتحاد تطاوين    افتتاح المداولات 31 لطب الأسنان تحت شعار طب الأسنان المتقدم من البحث إلى التطبيق    تضم فتيات قاصرات: تفكيك شبكة دعارة تنشط بتونس الكبرى    يلاحق زوجته داخل محل حلاقة ويشوه وجهها    عاجل/ إصابة وزير الاحتلال بن غفير بجروح بعد انقلاب سيارته    القلعة الصغرى : الإحتفاظ بمروج مخدرات    تراجع إنتاج التبغ بنسبة 90 بالمائة    هام/ ترسيم هؤولاء الأعوان الوقتيين بهذه الولايات..    تقلص العجز التجاري الشهري    الشابّة: يُفارق الحياة وهو يحفر قبرا    السعودية على أبواب أول مشاركة في ملكة جمال الكون    عاجل/ تحذير من أمطار وفيضانات ستجتاح هذه الدولة..    أخصائي في أمراض الشيخوخة: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر    التشكيلة المنتظرة للترجي في مواجهة صن داونز    تُحذير من خطورة تفشي هذا المرض في تونس..    عاجل : القبض على منحرف خطير محل 8 مناشير تفتيش في أريانة    دورة مدريد : أنس جابر تنتصر على السلوفاكية أنا كارولينا شميدلوفا    أمين قارة: إنتظروني في هذا الموعد...سأكشف كلّ شيء    هرقلة: الحرس البحري يقدم النجدة والمساعدة لمركب صيد بحري على متنه 11 شخصا    وصفه العلماء بالثوري : أول اختبار لدواء يقاوم عدة أنواع من السرطان    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعّددت المصاريف والجيب واحد : كيف يواجه التونسي هذه المناسبات ؟
نشر في الشروق يوم 03 - 05 - 2010

يبدو أن التونسيون مقبلين على مناسبات إنفاقية متعددة ومتتالية قد تعجز عنها أفضل الميزانيات وتفرض على الكثيرين الاقتراض أو التداين وإعادة تبويب الأولويات والاستغناء عن بعض الضرورات.
«الشروق» وعبر شبكة مكاتبها ومراسليها تحدثت الى المواطنين عن كيفية التصرف في المناسبات القادمة التي يبشر بها الصيف القادم والتي تنطلق بموسم الأفراح والأعراس ورمضان والعيد والعودة المدرسية.
جندوبة : الإقتراض والتداين لمجابهة المصاريف الموسمية
جندوبة الشروق :
مع حلول فصل الصيف تتكاثر المناسبات وتتزايد معها المصاريف . مما يدفع بأغلب العائلات إلى رصد مبالغ مالية خاصة بمصاريف هذه المناسبات عن هذه المصاريف وكيفية مجابهتها حدثنا السيد رضا العيادي فقال :
« على أمتداد السنة أجنح إلى أدخار جزء من عائداتي المالية لأتمكن من جمع مبلغ مالي أخصصه لمصاريف فضل الصيف الذي تكثر فيه المناسبات زد على ذلك أن صيف هذا العام يتزامن مع حلول رمضان المعظم المعروف بكثرة المصاريف .»
الإفتراض والتدايين
أما السيد عادل العبيدي وهو موظف وأب ل 3 أبناء فقد أكد بأن قدوم فصل الصيف وماتتخلله من مناسبات تفرض الإلتجاء إلى التداين والإقتراض حتى يتمكن من مجابهة المصاريف التي يعتبرها ضرورية خاصة في ظل رغبة أبنائه وزوجته في الترفيه وقضاء بعض الأيام في طبرقة أو في بنزرت للتمتع بمياه البحر والترفيه عن النفس .
مصاريف لا بد منها
السيد الصادق الطويهري وهو أستاذ جامعي وأب ل 3 أبناء أفاد بأن قدوم فصل الصيف وما يحمله من مناسبات تحتم الإنفاق لاسيما وأن هذا الفصل يعد الفصل الوحيد الذي يوفر كل الظروف الملائمة للترفيه عن النفس بعد موسم من العمل والتعب وعن كثرة المصاريف التي ترافق قدوم فصل الصيف فقد أوضح بأنها حتمية ولا مفر من مجابهتها بالإقتراض أو بالتداين أو عبر الأدخار السنوي .
❐ سمير العيادي
القيروان : ضعف الموارد غيب التنظيم والاستعانة بالقروض
القيروان الشروق :
أيام قليلة تفضل العائلات عن مواعيد استهلاكية ومحطات انفاقية بامتياز قبل ان تتخلص من تبعات سنة انفاقية كاملة غاب فيها الهدوء . اذ ستمر العائلات من تهاني النجاح والأفراح الى حفلات الأعراس قبل الدخول في الخلاعة وما تتطلبه من مصاريف قبل ان يدركها شهر رمضان المعظم في انتظار العيد .
هذه المصاريف وتتالي المناسبات ولئن اجمع من التقيناهم بمدينة القيروان على ضغطها الشديد وكثرة متطلباتها فإن الاختلاف الوحيد بينهم هو في طريقة توزيع الموارد المالية وتنظيم الأولويات ، فالسيد عبد الرزاق القيزاني ( عامل بنزل) أكد أنه لا يكاد يلتقط أنفاسه المثقلة من الطلبات حتى تأخذه مناسبة تالية .
واكد أنه أصبح يرتب أولوياته وفق مرتبه ويهتم بكل مناسبة على حدة دون التفكير في المحطة التالية نظرا لمحدودية دخله لكن اذا اشتد الضغط فان التداين هو سبيله في الهروب الى الأمام .
السيدة جميلة ( موظفة ) أكدت من جهتها أن الأسرة أصبحت تعيش حالة نزيف استهلاكي وتعجز عن ملاحقة المصاريف المتتالية ، فبالكاد تخرج من مصاريف الدراسة والدروس الخصوصية لتجد نفسها وجها لوجه مع مناسبات الأعراس قبل التفرغ لمصاريف شهر رمضان ... وهكذا دواليك .
من يقدر على الطوفان ؟
السيد صالح ، رب أسرة شاب لكن كثرة الديون جعلته يشيخ قبل أوانه ، ذكر أن المصاريف تهجم كالطوفان وتأتي على المرتب دون ان تترك له فرصة التفكير في المناسبات المقبلة ، وأكد أن « الحبل على الجرارة » ولكل مناسبة أوانها بينما اكد الناصر انه يضطر الى التداين لتغطية المصاريف وهو ما أكده الشاب صلاح الذي اكد انه يستعين بقرض بنكي لقضاء فترة نقاهة في إحدى المدن الساحلية مؤكدا أنه يكد ويشقى طوال العام ولا بأس ان يخصص لنفسه فترة راحة لنسيان التعب .
« أصبح الرجل لا يفكر في شراء كسوة جديدة أو حذاء جديد « يؤكد سالم موضحا ان المهم بالنسبة اليه هو توفير مستلزمات أسرته من مصاريف غذاء ودواء وكراء وفواتير وأقساط بعض الأجهزة ، أما المناسبات والأعراس والخليعة فهو يرتبها حسب الأولويات بينما يعتبر شهر رمضان مناسبة لتقليل المصاريف لكنه لم يخف تخوفه من العيد والعودة المدرسية القادمة وهو مقبل على دراسة أبنائه في الجامعة .
« على قدر كسائي »
أمام موجات الإنفاق وتتاليها يبدو انه من الضروري تنظيم الأولويات وعدم تجاوز الإمكانات لتجنب السقوط في مفارقة بين الموارد والمصاريف ، وهذا ما أكده حسين القداح رئيس المنظمة الجهوية للدفاع عن المستهلك بالقيروان الذي أشار الى ان تواتر المحطات الاستهلاكية وجميعها من الحجم الثقيل لم تترك للأسر فرصة التقاط الأنفاس ما جعلها تواجه صعوبات في الاحتفال بالمناسبات السعيدة . وتجد نفسها في إشكالية المديونية والعجز عن الاحتفال بتمويلها الذاتي المهترئ الذي لم يكد يصمد أمام فواتير الكهرباء والماء والهاتف والانترنت ومصاريف الدروس الخصوصية والتنقل ومصاريف الأبناء .
ودعا القداح المستهلك الى تبويب نفقاته حسب المناسبات مع ترتيب الأولويات والاستعداد المسبق لكل مناسبة حسب قوله وهي مسألة نسبية بحسب المرتب وعمل الزوجية ولعل هذا التنظيم يرتبط بعوامل أخرى ذاتية وموضوعية منها تضاعف الاستهلاك وارتفاع أسعار بعض المواد الأساسية ورغبة البعض في الترفيه للتخلص من ضغط الحياة .
❐ ناجح الزغدودي
توزر : تخوفات وحسابات قبل رمضان
توزر الشروق
تواجه العائلات بالجريد مصاريف مختلفة وكبيرة بمناسبة العطلة الصيفية والأعراس وشهر رمضان وعيد الفطر، فماذا أعدت للمرحلة القادمة؟
السيد محسن الجريدي قال إنه سيغتنم فرصة الراحة السنوية المبرمجة لشهر جوان لإنهاء بناء مسكنه الذي مازال يحتاج الى بعض «التروشيك» ثم يبدأ استعداداته للزفاف المبرمج الى آخر شهر جوان قبل أن يداهمه بشهر رمضان وموسم المهرجانات خاصة إنه سيتحول مع زوجته الى مدينة ساحلية لقضاء شهر العسل.
أما السيد محمد بن عباس رب عائلة كبيرة العدد فيرى أن التحضير للعديد من المناسبات ينطلق بعد الانتهاء من الإمتحانات وهذا ما يؤكد حجم الاهتمام الذي تخص به العائلات التونسية كل المواعيد القادمة بداية من الأعراس والمهرجانات الصيفية الى عيد الفطر مرورا بشهر رمضان واعتبر ان فصل الصيف هو فصل الراحة والاستجمام ولذلك فقد بدأ البرمجة منذ الآن حيث يستعد لمرحلة ما بعد الامتحنات وهجوم فصل الصيف وأشار أنه بعد سنة من التعب والإرهاق فلا بد من «تفرهيدة وتبحبيحة» ليعود أكثر نشاطا خلال شهر رمضان الذي سيأتي مبكرا هذه السنة.
ويرى السيد منذر بن صميدة أن فصل الصيف هو فصل المناسبات والأعراس وهو ما يجعل كل العائلات تستعد منذ الآن فتتكثف الزيارات التي هي مثال للتواصل وتزيد في تماسك وتقوية الروابط الأسرية لذلك فإنه يخصص بعض الوقت بزيارة العائلات القريبة في شهر الراحة لأنه لا يقدر على ذلك بقية السنة بسبب ارتباطاته المهنية وانشغاله المتواصل إضافة انه يحبذ البقاء في الجريد لوجود حركية كبيرة في الصيف بإحياء العديد من المهرجانات وكذلك اقتراب شهر الصيام.
السيدة مباركة الرويسي قالت أبرمج مع زوجي المواعيد الترفيهية وآخذ قسطا من الراحة مثل شهر رمضان لذلك نخصص شهر جويلية للقيام برحلة الى سوسة لقضاء 20 يوما مع الأبناء ثم نعود لحضور المهرجان الصيفي بعد ذلك يبدأ الاستعداد لشهر رمضان وأني أحرص على ذلك مبكرا.
❐ محمد المبروك السلامي
جربة : الأولوية للأفراح ورمضان و« الخلاعة » آخر الاهتمامات
جربة الشروق :
ستكون حرارة المصاريف أشد من حرارة الصيف وتتجه اهتمامات العائلة الجربية الى التفكير في مصاريف تلك الفترة من السنة وكيفية تقسيم « الميزانية » والتصرف فيها .فكثيرة هي المناسبات الصيفية التي تتطلب توفير ميزانية خاصة بها والأكيد أن مصاريف صيف هذه السنة ستكون أكثر إذ بالاضافة الى المناسبات العائلية مثل الأعراس ومناسبات النجاح والعديد من المناسبات العائلية الأخرى فإن هذا الصيف يتزامن كذلك مع حلول شهر رمضان المعظم وما يتطلبه من مصاريف « عظيمة »
الشروق قامت بجولة بين العديد من العائلات « الجربية» لمعرفة مدى استعدادتها لنفقات الصيف وما ينتظرها من مصاريف ربما تكون أكثر « حرارة » من حرارة الصيف في جربة .
كل العائلات اتفقت على أن الصيف يتطلب « ميزانية » نظرا لكثرة المصاريف وتعدد المناسبات أكثر هذه العائلات أعربت عن إنشغالها بمصاريف الأعراس وفعلا فإن العرس في جربة يمثل أكثر المناسبات « استنزافا » للمال ، والأعراس في جربة كثيرة خلال فترة الصيف وعلى حد كلمات إحدى الأغاني الشعبية بجربة « صيف جربة محافل وأعراس » فالسيد مصطفى ع أكد على أن كل تفكيره متجه الآن الى زفاف ابنه هشام في هذه الصائفة مشيرا الى أن كل العائلة مجندة للتحضير لهذه المناسبة فالعرس الجربي على حد قوله يتطلب مصاريف كثيرة والمطلوب الضغط على بعض المصاريف الأخرى لتوفير الحد الأدنى من مصاريف العرس .
ومن جهته قال السيد رياض د أنه بصدد جمع بعض المال للمساهمة في مصاريف رفاف إبن عمه الذي ساهم هو الآخر في مصاريف زفافه منذ سنتين لذلك فهو مطالب بارجاع ذلك « الدين » وهو ما يعرف في بعض مناطق جزيرة جربة « الحورم »
والمقصود به ذلك المبلغ المالي الذي تحصلت عليه العائلة اثر تنظيمها لمناسبة عائلية ، فهي مطالبة بدورها بارجاع ذلك المبلغ الى نفس العائلة وذلك أثناء مناسبة معينة السيدة هدى ع ذكرت أن كل ميزانية العائلة ستتجه نحو عرس ابنتها مؤكدة أن ذلك سيكون على حساب مصاريف أخرى مثل مصاريف « الخلاعة » ومصاريف رمضان التي سيتم الضغط عليها . أما عائلة السيد نجيب ن فكانت الأكثر انشغالا بما يحمله هذا الصيف من مصاريف فالعائلة تستعد لزفاف إبنها و ابنتها تستعد لامتحانات البكالوريا ،مناسبتان تتطلبان الكثير من المصاريف هذا ما أكده السيد نجيب الذي أضاف قائلا : « تعودنا في كل صيف علىقضاء ما يزيد عن الأسبوع في جولة بين مناطق البلاد للترفيه و « الخلاعة » لكننا سنحرم من ذلك خلال هذه الصائفة ومصاريف « التفرهيد » ستخصص لعرس ابني ولابنتي التي أتمنى لها النجاح . !
السيد عياد م ذكر أن هذا الصيف سيكون شديد الحرارة ليس فقط من الناحية المناخية بل وخاصة من حيث كثرة المصاريف فبالاضافة الى تعدد المناسبات العائلية مثل زفاف ابن أخيه وانتقال ابنه الى مسكنه الجديد وما تتطلبه هذه المناسبات من مساهمة ومساعدة مالية فإن هذا الصيف يتزامن معه شهر رمضان وما يتطلبه هذا الشهر الكريم من « مصروف » كما تحدث السيد عياد عن العودة المدرسية وقيلها عيد الفطر وهي كلها مناسبات تحتاج الى الكثير من المال
❐ عادل بوطار
سيدي بوزيد : الاقتراض، شرّ لا بد منه
سيدي بوزيد الشروق
سيحدث الصيف القادم عدة تغييرات وجملة من التعديلات في مختلف مجالات وعناصر الحياة العامة التي كانت تعرف في السابق بموسم الأفراح والمهرجانات والخلاعة والزواج والنجاحات على امتداد فصل الصيف بشهوره الثلاثة فضلا عن بقية الأنشطة السياحية والفلاحية وذلك بسبب شهر رمضان الكريم الذي سيكون هذه السنة في بداية شهر أوت المقبل والذي سيحدّ من بعض العادات والتقاليد وستتجه الأنظار بعده الى بقية المواعيد السنوية الأخرى التي من أهمها العودة المدرسية والجامعية والأعياد.
وبحكم المدة الزمنية التي سيحتلها شهر الصيام من فصل الصيف فإن أموالا طائلة ستنفق في هذه المناسبات المتلاحقة والمتصلة ببعضها بعضا ومما لا شك فيه فإن الأسعار ستشهد ارتفاعا صاروخيا في شتى المجالات خاصة في الشهرين الأولين من فصل الصيف (جوان وجويلية) بسبب كثرة الأعراس ومناسبات الأفراح (النجاح وحفلات الختان)، فكيف سيتعامل أهالي سيدي بوزيد مع هذا الوضع؟ وما هي الحلول الواجب اتخاذها لتنفيذ مخططاتهم وبرامجهم ومشاريعهم المرتقبة خلال فصل الصيف القادم؟
«الشروق» اهتمت بالأمر وبحثت في عدة مناطق من الجهة في الإجراءات والطرق والأساليب التي سينتهجها البعض في قضاء حاجاتهم وتدبير شؤونهم للتأقلم مع ما سيفرضه الواقع الجديد من غلاء في الأسعار ومحدودية الفضاءات المخصصة للأفراح بالنسبة للذين يعتزمون إتمام نصف دينهم كما يقال في الصائفة القادمة وكذلك الشأن بالنسبة لفضاءات الترفيه والأماكن المتاخمة للبحر والشواطئ بالنسبة لعشاق البحر والمصطافين.
وأفاد الشاب «امحمد» (موظف) بالقول: «موعد حفل زفافي حددته في النصف الثاني من شهر جوان وقد وجدت صعوبة كبيرة في العثور على يوم لا تعمل فيه الفرقة الموسيقية التي نرغب جميعا فيها لإحياء حفلة الزواج في قاعة أفراح كائنة بجوارنا وقد أبرمت العقود مع الطرفين منذ شهر فيفري المنقضي وقد كلفني ذلك مبلغا كبيرا من الأموال نظرا لمحدودية الأيام المخصصة للأفراح هذه السنة وخاصة مع الفرق الموسيقية وقاعات الأفراح كما أني اشتريت منذ أشهر عشر نعجات متبوعة وأودعتها عند شقيقيتي تسكن بمنطقة ريفية ووفرت لها ما يلزم من أعلاف عملا بنصيحة أهلي لأن الذبائح ستتضاعف أثمانها خلال موسم الأفراح كما تكفل شقيقي وشقيقاتي ببعض الجزئيات الأخرى المتممة للفرح منذ مدة لكن في المقابل أرجأت إتمام أشغال البناء بمنزلي لأجل غير معلوم وتجديد سيارتي كذلك لأجل عين معين لأن تكاليف الزواج باهظة وباهظة جدا ولا يمكن لمحدودي الدخل تجاوزها بسهولة» وأضاف امحمد قائلا «لقد اخترت هذه الطريقة دون الدخول في عالم الاقتراض عملا بمقولة «صبرك على روحك ولا صبر الناس عليك» على حساب عدة أشياء أخرى يعتبرها البعض ضرورية كما حاولت التغلب على الشهوات ولم أحاك الآخرين الذين يغترون بالمظاهر دون احتساب العواقب وعلى أية حال فأنا مقتنع بتصرفاتي ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
الاقتراض... لا بد منه!!
أما مجدي (عامل بمصنع بجهة ساحلية وأب لستة أبناء) فقد قال: تعودت في السنين السابقة أن أقضي عطلتي السنوية في شهر أوت تقريبا في كل سنة مع أسرتي حيث أكتري مسكنا بجانب البحر وذلك قبل موسم الاصطياف بأشهر عديدة وأوفر مبلغا محترما لذلك سيما وأن عائلتي تقطن في أحسن المناطق الفلاحية من جهة سيدي بوزيد حيث بإمكاننا أن تبقي لدينا بعض الأموال من صابة الزيتون وصابة الحبوب الى جانب العولة لكن ما يحصل منذ سنوات وخصوصا هذه السنة لا يمكن من توفير ضروريات العيش حيث تراجعت الصابة وتفاقمت المصاريف وعليه فقد قررت أن أواصل العمل كامل فصل الصيف وحتى في رمضان رغم صعوبة الصوم. كما قررت أن أحصل على قرض بنكي أو من أحد الجمعيات التنموية سواء كان بالجهة التي أعمل بها أو من سيدي بوزيد لتغطية نفقات الصيف وشهر رمضان وتوفير مستلزمات الدراسة لأبنائي وبناتي وإلا فإن الأمر سيزداد بنا عسرا».
وفي نفس السياق ذكرت سعيدة (عاملة) أن الاقتراض بات شرا لابد منه وهو الحل الأنسب بالنسبة لمحدودي الدخل وقالت «هذه الصائفة ستتزوج ابنتي ولا بد من المساهمة العائلية في تجهيزها وتسديد بعض النفقات المتأتية في مراسم الفرح ببيتنا قبل ليلة الزفاف وعليه فإنني مضطرة الى الاقتراض من جمعية التنمية بالمعتمدية أو من جمعية «إيندا» الكائنة بمدينة سيدي بوزيد حتى وان كانت أقساطها مرتفعة ولا تتجاوز العشرة أشهر (حسب ما يروى)» في خصوص الترفيه والخلاعة قالت سعيدة «هذه السنة لا يمكن التفكير أصلا في البحر وأجوائه» وتساءلت «كيف يمكن مجابهة محطات عديدة لصرف الأموال من أعراس ورمضان وعودة مدرسية ونور كهربائي وماء وما شابه ذلك في زمن قياسي وشديد الحرارة...».
مكره أخاك لا بطل!
عبد اللطيف (مساعد بناء) فقال «من الأجدى أن أسخر كل أوقاتي قبل موعد حلول الصيف في العمل رغم محدودية الإسمنت وقبل حلول شهر رمضان الفضيل لأن العمل في قطاع البناء متعب وشاق كما أن الإنتاج في رمضان يتراجع كثيرا وسأسعى إلى البحث عن عمل آخر بالليل لتكون راحتي بالنهار وحتى لا تختل الموازنة العائلية خاصة وأني مطالب بتوفير لوازم الدراسة لأبنائي في الثانوي والإعدادي والأساسي».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.