لم يكن الانسحاب المر للنجم الساحلي من الدور الأول لتصفيات كأس ال «كاف» مساء أول امس الجمعة مفاجئا فقد كانت مؤشرات عديدة تؤكد انه وارد لكن الجميع خيّر تغليب التفاؤل والإيمان بقدرة الفريق على قلب المعطيات وتكذيب كل الأحكام المسبقة وهو ما لم يحدث في مباراة الاياب ليعيش الملعب الاولمبي بسوسة مساء الجمعة مجددا أجواء «الخيبة» والألم التي خيّمت عليه في ظروف مشابهة لعثرات أخرى. الانسحاب من كأس ال «كاف» أمام منافس مغمور فتح مجددا ملفات قديمة في ثوب جديد... الانتدابات تفريغ الفريق من ركائزه... الاختيارات الفنية وسياسة التسيير داخل الفريق وغيرها من الأشياء التي شكلت محور التعاليق.. خيبة النجم في عيون أبنائه بين من تناول الأمر بسطحية مفرطة او ربما موجهة وبين من أراد أن يضع أصابعه على مكمن الداء لكنه لم يفعل ذلك واكتفى بالإشارة إليه.. المعطى الذي خرجنا به من هذا «الروبورتاج» هو الخوف او الامتناع او الاحتراز (أو سمّوه كما شئتم) الذي تسلح به عديد الذين أردنا استجوابهم من اللاعبين السابقين او حتى المسيّرين الذين سبق لهم العمل.. امتناع هؤلاء وغيرهم عن الحديث كشف وجها آخر من وجوه الأجواء التي تحيط بالنجم خاصة وأن الاحترازات التي رافقت مواقف بعض الأسماء غير مبررة. زبير بيّة: (لاعب سابق ومحلل فني): كنت أتصوّر كل شيء سوى ان ننسحب من كأس الاتحاد الافريقي منذ الدور الاول لاسيما ضد فريق مغمور ومتواضع الامكانات ليست له خبرة على الصعيد الافريقي وأنا لم أفهم كيف عجز النجم عن تخطي هذا الدور قبل ان يذعن لمشيئة منافسه ويسجل انسحابا اعتبره «تاريخيا» لأن ما جدّت مساء الجمعة الماضي سيعيد النجم الساحلي خطوات كبيرة الى الوراء وهو ما من شأنه ان يعقد بعض الشيء عملية إعادة البناء. توفيق قحبيش: (عضو الهيئة المتخلية): منذ الموسم الفارط كنا قد نبّهنا وحذّرنا الأنصار الغيورين من ان ما قام به بعض الأشخاص من استهداف لرئيس الجمعية معز ادريس والهيئة المديرة حسب سيناريو مخطط سلفا هو عمل اجرامي في حق النجم الساحلي وليس في حق العاملين فيه لأن هؤلاء زائلون والبقاء للنجم. تداعيات هذا «الاجرام» بدأت تظهر... ولكم ان تقارنوا بين النتائج التي تحققت في الموسم الماضي بعد ان تم تجديد الفريق بنسبة 80 بالمائة والنتائج الحالية ليقف الجميع على مدى فظاعة وخطورة العمل الاجرامي الذي ارتكب بفعل فاعل في حق النجم ففي كأس الاتحاد الافريقي ازاح النجم كل من المريخ السوداني وشبيبة القبايل الجزائري وأشانتي كوتوكو وترشح الى الدور النهائي كأول مجموعته وخاض «الفينال» امام النادي الصفاقسي قبل ان يخسر اللقب دون هزيمة.. الى جانب ذلك بقي الفريق مراهنا على لقب البطولة وترشح الى دور المجموعات في رابطة الابطال لكن الحملة المنظمة جماهيريا وإعلاميا وصفت كل ذلك ب «الوضع الكارثي».. عبد الرزاق الشابي (لاعب سابق ومدرب): الانسحاب منذ الدور التمهيدي الاول لكأس ال «كاف» ليس إلا نتيجة طبيعية لمحدودية امكانات اللاعبين الموجودين في الفريق حتى لا أقول ان هذه الخيبة اثبتت بالدليل القاطع ان النجم الساحلي «أكبر» من بعض الأسماء التي تنشط في صفوفه ومدى عجزها عن تخطي عقبة منافس مغمور وبالتالي التفريط في التأهل للدور الموالي... كل ما نتمناه هو ان تعطي هذه الخيبة مفعولها الايجابي وتشكّل للاعبين حافزا لتحسين وضع الفريق في الترتيب العام والصعود الى المركز الثاني بما يؤهلهم للعودة الى المنافسات القارية في الموسم القادم من بوابة رابطة الأبطال الى جانب البحث عن النقائص والعمل على معالجتها قبل الدخول في مطبات الموسم الماضي.. الى جانب مسؤولية اللاعبين في هذه الخيبة لابدّ من الإشارة الى أن ممثل النيجر كان أفضل من النجم من حيث الروح القتالية واعتماد السهل الممتنع والواقعية واعتقادي راسخ لو لعب النجم بمهاجمين في الذهاب والاياب لأمكن له حسم ورقة التأهل بكل يسر. جمال قرنة (لاعب سابق): في اعتقادي ان أكبر المشاكل الظرفية حاليا هي وجود المدرب الهولندي بيت هامبرغ على رأس الفريق فهذا المدرب لا يصلح الا للتكوين وليس للعب الادوار الأولى في مختلف المسابقات بدليل ان اختياراته الفنية والبشرية لم تكن موفقة بالمرة.. تصوّروا انه لعب مساء أول أمس ضد فريق مغمور بلاعبين في الارتكاز وبمهاجم واحد وأبدى تخوّفا واضحا من فريق النيجر انعكس على اللاعبين حيث عجزوا عن تأمين النتيجة التي تخول لهم المرور الى الدور الموالي. للأسف الشديد فشل النجم في أول امتحان افريقي وما زاد الطين بلة ان بعض الأمور الميدانية فاشلة ليتأكد الجميع ان بيت هامبرغ ليس في حجم النجم الذي دأب على لعب الأدوار الأولى في مختلف المسابقات وهذا رأي الذي قد لا يعجب القائمين على شؤون الجمعية لكن بحكم غيرتي على النجم لا أقبل ان «يستبلهنا» مثل هذا المدرب. رياض عمارة (لاعب سابق): النجم فريق كبير ورغم الحسرة التي خلفها انسحابه المبكّر من كأس الاتحاد الافريقي فإن المطلوب هو نسيان هذه الخيبة باعتبار ان النجم لا يملك بصراحة فريقا قادرا على الذهاب بعيدا في هذه المسابقة القارية التي تسيّدها في السابق وذلك لفسح المجال امام المسؤولين والفنيين لإعادة البناء وتوجيه التركيز نحو المركز الثاني في الترتيب العام لأنه كان بالإمكان ان يترشح الفريق لكن بهذه النوعية من الأسماء وبلاعبين «متاع تمارين» لا يمكن للفريق ان يذهب بعيدا مثلما ذكرت آنفا.