كما هو معلوم أنهى النجم مباراة الذهاب للدور التمهيدي الثاني لكأس الاتحاد الافريقي ب «نصف» نجاح بعد ان عاد من عاصمة النيجر نيامي بهزيمة لا نعتقد بأن ممثل كرة القدم التونسية في هذه المسابقة غير قادر على تداركها في مباراة الاياب بسوسة يوم 4 أفريل المقبل. على ضوء هذه النتيجة يمكن القول ان النجم حقق الاهم ولو انه فرط في تعادل كان في متناوله حتى لا نقول انه فوّت على نفسه امكانية مباغتة فريق القوات المسلحة بالنيجر خاصة امام بعض الفرص التي توفرت لأحمد العكايشي في بداية اللقاء. المدرب بيت هامبرغ وكما كان منتظرا اضطر الى ادخال عدة تحويرات على التشكلية الأساسية التي دخلت المباراة بروح غلب عليها طابع الحذر نظرا لافتقاد النجم لمعلومات كافية عن منافسه.. كما أن تواجد العكايشي تقريبا بمفرده في الهجوم جعله في عزلة لأنه افتقد المؤازرة المطلوبة باعتبار تأخر شاكر الزواغي الى الخلف لتدعيم التغطية بعد خروج حبيب مايتي مصابا منذ الدقيقة الخامسة. لماذا الدفاع؟ كل من تابع مباراة أول أمس أكد ان الهولندي بيت هامبرغ قد أعطى حجما أكبر لفريق القوات المسلحة بالنيجر ولم يشأ ان يجازف بلعب الهجوم، بل خير في المقابل ان يؤمن الصلابة الدفاعية ربما لتفادي عوائق الحرارة الخانقة والرطوبة المرتفعة والحالة السيئة للميدان وحتى التعديلات التي قام بها أثناء المباراة على مستوى التشكيلة لم تغير في شيء من الرسم التكتيكي بل كانت عبارة عن تغيير لاعب بلاعب وهو كل ما استطاع ان يقوم به أمام منافس يمكن القول أنه متواضع الامكانات الفنية والتكتيكية وحتى البدنية. تباين ردود الفعل تراوحت ردود الفعل حول النتيجة الحاصلة في النيجر أمام فريق القوات المسلحة بين النقد والانتقاد، فهناك من اعتبر ان الفترة منتظرة في ظل الظروف المناخية التي دارت فيه المباراة وحالة الميدان السيئة التي لم تكن لتساعد النجم على فرض لونه وهناك من رأى ان صورة الهزيمة وغياب التركيز في الوقت البديل لا يليقان بسمعة الفريق الافريقية في حين يرى البعض الآخر ان الفرق الكبرى معرضة دوما لمثل هذه العثرات العابرة أمام الفرق الافريقية المغمورة. بعيدا عن التشكيك هزيمة الاحد الماضي في نيامي لا يجب ان تكون مصدر تشكيك في قدرات الفريق على التدارك وتحقيق الترشح لدور المجموعات في هذه المسابقة القارية خاصة وانه يملك من الأدوات والخبرة ما يقيه مستقبلا مثل هذه الكبوات وهو أمام فرص عدة لترميم المعنويات قبل اعداد العدة لدور المجموعات، والاكيد ان النجم سيعمل خلال الاسبوعين القادمين على ايجاد توازنه المعهود قبل استقبال فريق القوات المسلحة بالنيجر ليرد على هدف الذهاب بنتيجة تضمن الترشح للدور القادم. هزيمة النجم في نيامي مجرد رقم دخل التاريخ ستعقبه أرقام أكثر روعة ليؤكد ممثل كرة القدم التونسية ان مروره لدور المجموعات سيتحقق بشكل يطمئن الجميع على قدرته في الذهاب أبعد ما يكون في هذه المسابقة. العكايشي «اللغز» في مناسبات سابقة أشرنا الى فترة الفراغ التي لازمت هداف الفريق احمد العكايشي منذ انطلاق مرحلة إياب البطولة الوطنية حيث توقف عداد أهدافه عند الرقم (11) لكن ان يبلغ الامر بهذا المهاجم الى اضاعة فرص سهلة توفرت له في المقابلات الماضية، آخرها كان في لقاء أول أمس أمام فريق القوات المسلحة بالنيجر فإن الامر يبعث عن الحيرة حول لاعب أصبح بمثابة «اللغز» لأجل ذلك لابد للجهاز الفني والتسييري ان يولي أحمد العكايشي الاحاطة اللازمة حتى يستعيد ذلك المستوى المعروف عنه وبالتالي استرجاع نجاعته المعهودة. يوم راحة تمتع الفريق يوم امس براحة خاطفة لاسترجاع الانفاس واسترداد الانفاس قبل العودة الى أجواء التمارين انطلاقا من صبيحة اليوم استعدادا للقاء المؤجل في نطاق البطولة الوطنية ضد شبيبة القيروان المقرر مبدئيا بعد غد في حدود الساعة السادسة والنصف مساء. «بروفة» بالرغم من نتيجتها السلبية فإن مباراة أول أمس في النيجر مكنت المدرب بيت هامبرغ من فرصة التعامل مع الغيابات المؤثرة في التشكيلة الأساسية فإن مباراة القوات المسلحة بالنيجر كانت بمثابة «بروفة» للجهاز الفني من اجل ايجاد الحلول البديلة وذلك قبل ملاقاة شبيبة القيروان. النجم الساحلي مطالب في هذه المواجهة المرتقبة بضبط الأمور على مستوى التنشيط الهجومي خاصة في ظل غياب الهداف احمد العكايشي حيث سيكون البديل لسعد الجزيري امام امتحان ايجاد الحلول الهجومية. بين ساسي والمصراطي للمرة الثانية على التوالي سيكون مصعب ساسي ومجدي المصراطي في مواجهة غير مباشرة وتنافس واضح من اجل الفوز بثقة المدرب هامبرغ باعتبار ان هذا الاخير ليست امامه حلول كثيرة عند مواجهته لشبيبة القيروان مساء الخميس في اللقاء المتأخر غير الاعتماد إما على المهاجم مصعب ساسي او زميله مجدي المصراطي ليشكل أحدهما مع لسعد الجزيري ثنائي خط الهجوم. كما يوجد ايريك فريمبونغ الذي لعب كأساسي أول أمس في نيامي وكان من أفضل العناصر دون ان ننسى طامبو فايو وأكيد ان أفضل هذه الأسماء وأكثرها حضور سيبدأ مباراة بعد غد الخميس ضد شبيبة القيروان.