سيطرت خلال الأيام الماضية على الشارع الرياضي بجرجيس وحتى على الساحة الوطنية أخبارا تعلقت ب«اختطاف» لاعبي الترجي الجرجيسي المنتهية عقودهم بنهاية الموسم الحإلى من طرف أندية أخرى، بما يفرض طرح بعض الأسئلة حول دور إدارة الترجي الجرجيسي في ما يحصل وهي المتهمة بالتماطل في مناقشة مشاريع تجديد العقود، ولم تتعض بالتإلى من أخطاء الماضي التي تسببت في خسارتها لخدمات أبرز لاعبيها مثل زياد بوشنيبة، ومحمد بوزميطة وأيمن منافق و قبل ذلك الصديق جبنون وشرف الدين بالحاج وشاكر الهمإلى وغيرهم؟ ومن جانب آخر، هل أن هؤلاء اللاعبين الذين أمضوا عقودا هم أفضل المعروضين على الساحة؟ وللأمانة نقول أن إدارة الترجي الجرجيسي التي انتدبت هؤلاء «المختطفين» هي قادرة على تعويضهم بمن هم أحسن منهم و قد أكدت ذلك في الماضي القريب، ثم أن طريقة تعامل هذه الإدارة مع اللاعبين مبنية على مبدأ الثقة دون إدراك لقلة وعي اللاعبين و جهلهم او تجاهلهم لمشاكل الجمعيات الأخرى المتصلة بعلاقاتها المالية مع لاعبيها و التي وصلت في بعض الأحيان إلى مرحلة التقاضي، حيث تصنّف جمعية الترجي الجرجيسي من بين الأحسن على الساحة الوطنية من هذه الناحية، بما يولد سؤالا آخر حول أسباب هروب اللاعبين مادامت مستحقاتهم المالية مضمونة؟ ومن جانب اخرما ذنب اللاعبين الذين لم تقع مفاوضتهم حول تجديد عقودهم علما بأن الهاجس الأول للاعب يتمثل في ضمان مستقبله وتحسين ظروفه و تحقيق طموحاته المالية والرياضية. ودون الحديث في المطلق وعلى سبيل المثال أليس من حق حمزة جبنون الذي اكتسب من النضج الفني والخبرة أن يبحث عن مستقبله الكروي والمادي حتى خارج أسوار فريقه الذي استغنى في السابق عن خدماته وأعاره لأمل جربة؟ وفي هذا السياق تجدر الملاحظة إلى أن عمليات تنقل اللاعب من فريق إلى آخر التي فرضتها قوانين الاحتراف جاءت في صالحه دون غيره، أما بالنسبة للجمعيات فقد أفرزت لها مشاكل من الصعب التوصل إلى إيجاد حلول لها كارتفاع أجور اللاعبين ومبالغ مختلف المنح المسندة إليهم التي تفوق بكثير قدراتها المالية و حقيقة ما يستحقه اللاعبين . وقت غير مناسب هذه التساؤلات وجهناها إلى المدرب سفيان الحيدوسي الذي أجابنا كالعادة بكل وضوح في ما يخص مسؤولية الهيئة المديرة المتعلقة بتأخرها في تقديم اقتراحاتها لتجديد عقود اللاعبين و بهذا الموضوع استهل حديثه: «الوضع و الوقت لايسمحان بالتفكير في غير إنقاذ الفريق بعد أن أمضى خمسة لاعبين من بينهم أربعة أساسين على وعود بالانتقال إلى فرق أخرى، هل يمكن أن ننتظر من هؤلاء تقديم المردود المطلوب منهم، و قد أصبحوا يتجنبون أي التحام ويخافون من التعرض إلى الإصابات؟ ثم كيف سيتصرفون فوق الميدان ولم يعد يفصلهم عن الانتماء للفريق سوى شهر واحد وبعض الأيام لينتقلوا إلى جمعيات أخرى أصبحوا يفكرون فيها وفي كيفية التأقلم في أجواءها على حساب مصلحة الفريق الذي احتضنهم وقام بالواجب معهم وبفضله تمكن البعض من البروز والبعض الآخر من استعادة التألق والإشعاع، بصراحة وضعية الترجي الجرجيسي والوقت الذي نحن فيه لا يسمحان بالتفكير في غير إنقاذه والتركيز على مصلحته. أمقت التقاعس و التمارض و أريد فريق «كومندوس» في تقييمه لأداء اللاعبين وتصرفاتهم خلال التمارين والمباريات أضاف الحيدوسي: «لا أقبل من لاعب خالص الأجر وإدارة جمعيته قائمة بواجبها نحوه، أن يصرف نظره عن وضعية فريقه الحرجة بتعمد التقاعس وادعاء التمارض بدعوى أنه انتقل إلى فريق آخر يعتقد أنه أكبر؟ أنا الآن محتاج أكثر من أي وقت مضى إلى فريق «كومندوس» إلى رجال يقدرون «العشرة» وحسن المعاملة التي تفرض علىهم بذل كل جهودهم من أجل الترجي الجرجيسي ورجالاته وجمهوره وللهيئة المديرة لاحترامها لالتزاماتها تجاه لاعبيها... وأملي...كل أملي يبقى قائما في عودة الوعي للاعبينا و تنامي الشعور بالمسؤولية لديهم لإنقاذ فريقهم و كذلك مسيراتهم الرياضية.