لئن برزت أندية الشمال الغربي وخاصة أولمبيك الكاف والأولمبي الباجي في العقود الثلاث الأخيرة بإنجابها لبعض اللاعبين الكبار ممن صالوا وجالوا في الملاعب التونسية على غرار كمال بن ابراهيم ومنير الجايز ومراد الشابي (أولمبيك الكاف) وفتحي الواسطي ونبيل بالشاوش ونبيل الميساوي ومحمد السليتي (الأولمبي الباجي). فإنّ السنوات القليلة التي مرت فقدت فيها نوادي الشمال الغربي قدرتها على تكوين اللاعبين القادرين على صنع ربيع هذه النوادي التي تراجع إشعاعها وفقدت «هيبتها» الكروية وأصبحت تصارع أمواج الغرق على غرار ما يعيشه أولمبيك الكاف. جندوبة الرياضية من جهتها عرفت نهضة كروية انطلقت في موسم 1998 شهدت خلالها «الجي آس» صعودا صاروخيا نحو الرابطة الأولى بفضل أبنائها على غرار ربيع بن عثمان وبدرالدين الجلاصي ووليد ساسي ومحمد لعبيدي وفؤاد الشرفي.. ثم تراجعت إلى الرابطة الثانية وأصبحت تراوح مكانها. نتائج ضعيفة في صفوف الشبان المتأمل في نتائج شبان أندية الشمال الغربي يلاحظ دون عناء ضعف هذه النتائج وعدم ارتقاء محصولها إلى تطلعات الأحباء خاصة إذا علمنا أن فريق وحيد «أداني أولمبيك الكاف» قد ترشح إلى مجموعة «البلاي أوف» فيما تنشط بقية الفرق وعددها 14 فريقا ضمن بطولة كأس الرابطة. التركيز على الانتدابات وتهميش العمل القاعدي من الأسباب التي أدت إلى تراجع نتائج شبان أندية الشمال الغربي تركيز المشرفين على شؤون هذه النوادي على فرق الأكابر والسعي إلى توفير أقصى ما يمكن من ظروف سانحة للنجاح لصنف الأكابر جريا وراء النتائج وضمان البقاء. وبإمكاننا أن نجزم بأن النتائج التي يحققها شبان أندية الشمال الغربي السيئة جدا تعتبر منطقية رغم وجود مركزين جهويين لتكوين الشبان بباجة والكاف وذلك بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها شبان هذه الأندية والتي تكتشفونها على ألسنة بعض الفنيين المختصين في تدريب الشبان في أندية الشمال الغربي. نبيل بالشاوش (مدرب امال الأولمبي الباجي) ظروف التمارين «شتان بين الأمس واليوم فقد كان الأولمبي الباجي يعول على أبنائه الذين صنعوا مجده أما اليوم فقد كثرت الانتدابات التي فيها الغث وفيها السمين أما عن تكوين الشبان والنتائج الهزيلة المسجلة فهي تعود للظروف القاسية التي تحيط بتمارين هؤلاء الشبان بما يعيق تكوينهم تكوينا سليما ويساهم في إعدادهم للمستقبل». رضا السعيدي (مدير فني بجندوبة الرياضية) تهميش أصناف الشبان «لقد تعرضت الأصناف الشابة في جندوبة وخاصة في السنوات الثلاث الأخيرة إلى التهميش والإهمال مما كان له انعكاسات سلبية على نتائج هذه الأصناف التي تعاني قلة التجهيزات الرياضية كالأحذية والبدلات الرياضية زد على ذلك استغلال ملعب التمارين من طرف كل من هب ودب حتى صار شبيها ببطحاء تقصدها كافة الشرائح الاجتماعية بما يعسر عمل المدرب». كريم بوعلاق (مدرب الأواسط لأولمبيك الكاف) مدربون يعملون بلا مقابل «أعتقد أن المشاكل والصعوبات التي يعيشها شبان أولمبيك الكاف أثناء التمارين وعند التنقل للعب خارج الكاف كلها عوامل ساهمت في تدني نتائج هذه الأصناف من جهة أخرى فإن قلة عناية الساهرين على شؤون الجمعية بشبان الأولمبيك يعد من الأسباب الرئيسية لتراجع النتائج وضعف المردود ونحن كذلك فقدنا لذة العمل ولم نجد الوقت الكافي لتعليم هؤلاء الشبان الذين يتدربون خمسة وأربعون دقيقة يوميا بين الساعة الواحدة والثانية بعد الزوال ولو جمعنا الوقت الجملي للتمارين خلال الأسبوع فإنه لا يتعدى الساعتين وهو نفس التوقيت الذي يتدربه شبان الأندية الكبرى يوميا من جهة أخرى فإن عدم تمكين المدربين من مستحقاتهم المالية رغم أن رواتبهم لا تتعدى ال200 دينار شهريا دفع بعديد المدربين إلى الانسحاب من ميدان التدريب.. فكيف يريدون أن تتحسن النتائج وهم لا يفكرون إلاّ في فريق الأكابر وتكديس اللاعبين بما يثقل كاهل الجمعية ويهدد مستقبلها.